تأهيل التوحد | التدخلات التأهيلية والعلاجية الفعالة والغير فعالة لأطفال التوحد
تعد مسألة تأهيل أطفال التوحد من المسائل الشائعة والتي لاقت الكثير والكثير من الخرافات والشائعات والادعاءات والاتجاهات المضللة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل وتضيع وقت الطفل وأموال الأهل بلا جدوى تذكر. ولما يعانيه أطفال التوحد وأسرهم من التدخلات التأهيلية والعلاجية الغير فعالة والغير مثبتة علمياً. نوضح فيما يلي أهم الطرق والأساليب العلمية الصحيحة لتأهيل أطفال التوحد. كما نوضح الطرق والأساليب الغير علمية والغير صحيحة الشائعة حتي يتجنبها أهالي أطفال التوحد توفيراً للوقت والجهد والمال.
تقرأ بالمقال عن:
- التدخلات الفعالة والمثبتة علمياً لتأهيل أطفال التوحد
- التدخلات الغير فعالة والغير مثبتة علمياً لتأهيل أطفال التوحد
- المبادئ التي يجب مراعتها عند وضع برنامج تأهيل سلوكى لطفل اضطراب طيف التوحد
التدخلات الفعالة والمثبتة علمياً لتأهيل أطفال التوحد:
1- النهج السلوكي:
مثل منهجية تحليل السلوك التطبيقي، وهى نهج تجريبي قوي لدراسة السلوك البشري، ويستخدم علم تحليل السلوك فى جوهره لتحسين نوعية حياة الفرد. كما يستخدم تحليل السلوك التطبيقي لمساعدة شخص ما على تعلم السلوكيات المناسبة اجتماعيًا والمتكاملة بشكل طبيعي، وتقليل السلوكيات التي تتداخل مع التعلم والمشاركة الفعالة مع المجتمع. والبرامج القائمة على هذه المنهجية عالية الجودة، تعطي الأولوية لقيم وأهداف الفرد، وتؤكد على تنمية المهارات الهادفة، والتعاون الوثيق مع الفرد وعائلته، واستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب القائمة على الأدلة
بعض فنيات تحليل السلوك التطبيقي (Applied Behavior Analysis (ABA:
أ- تقييم السلوك الوظيفى Functional Behavior Assessment (FBA):
وهو طريقة منهجية لتحديد الوظيفة أو الغرض من السلوك، بحيث تكون خطة التدخل فعالة وذات أثر. ويتكون من تحديد السبب (ما حدث قبل السلوك) والوظيفة (الهدف من السلوك). وهناك أربع وظائف للسلوك وهما (جذب الانتباه- الهروب- المشكلات الحسية- حب التملك) والشكل (وهو السلوك ذاته).
ب- إستراتيجية التدريب بالمحاولات المنفصلة Discrete Trial Training-(DTT).
إستراتيجية تعليمية من استراتيجيات منهجية تحليل السلوك التطبيقى. تقوم علي أساس تجزئة أو تحليل الهدف أو المهارة المراد تدريب الطفل عليها إلى وحدات صغيرة. ثم تدريب الطفل عليها بشكل منظم وسلسل متتابع من مثير فإستجابة (فمساعدة إن تطلب الأمر) فتعزيز مناسب (ويكون الفاصل الزمنى بين الخطوات من ٣ لـ ٥ ثواني).
ت- تدريب المهارات الاجتماعية Social Skills Training (SST):
يتضمن هذا التدريب المهارات الاجتماعية ذات التعليمات الجماعية أو الفردية المصممة لتعليم الاطفال كيفية التفاعل بشكل مناسب مع أقرانهم الطبيعين. فتشمل معظم المهارات الاجتماعية اليومية، والمفاهيم الأساسية، وردود الأفعال تجاه أحداث اليوم، كذلك مساعدة هؤلاء الأطفال على اكتساب وممارسة مهارات التواصل واللعب لتعزيز التفاعلات الإيجابية مع الأقران والمحطيين.
كلماتي - تعليم الأطفال الكلام
2- النهج النمائى:
مثل التخاطب وتنمية المهارات والعلاج الوظيفي والتكامل الحسى.
3- النهج التعليمى:
ويتمثل في مجموعة من البرامج يتمثل بعضها في الآتي:
- برنامج السلوك اللفظي (VB – MAPP: Verbal Behavior Milestones Assessment and Placement Program)
- برنامج التيتش (TEACCH: Treatment and Education of Autistic and related Communication-handicapped Children).
- نظام التواصل بتبادل الصور (PECS: Picture Exchange Communication System).
- برنامج الايبلز (ABLLS: Assessment of basic language and learning skills)
4- النهج الإجتماعى:
مثل القصص الاجتماعية ومجموعات المهارات الإجتماعية.
5- العلاج الدوائى:
لا يوجد دواء يعالج التوحد تماماً، لكن هناك أدوية قد تساعد على تخفيف بعض الأعراض أو المشكلات الصحية أن وجدت.
6- التدخل النفسى:
مثل العلاج السلوكي المعرفى.
التدخلات الغير فعالة والغير مثبتة علمياً لتأهيل أطفال التوحد:
1- جلسات الاكسجين:
العلاج بالأكسجين عبارة عن استنشاق الأكسجين بنسبة 100% ولكن تحت ضغط عال. ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الأشهر في عالم الدواء، تؤكد أن علاج التوحد بالأكسجين المضغوط لم يثبت سريرياً وغير فعال. وقد أصدرت المنظمة ذاتها في إبريل/2014 بياناً عنونته بالحذر من الادعاءات الكاذبة والمضللة لعلاج التوحد، وأدرجت ضمن هذه الادعاءات الأكسجين المضغوط، وعملية إزالة السموم والمعادن الثقيلة، وعملية استقلاب الأحماض العضوية، والفيتامينات، والأحماض الدهنية، إضافة إلى الحمية الغذائية (سوف نقوم بشرحها في الأسطر القادمة)، وجاء في البيان أيضا إن هذه الإجراءات ليست علاجاً للتوحد، وتحمل أحياناً مخاطر صحية وهي غير فاعلة وغير آمنة.
2- ركوب الخيل:
يُزعم أن العلاج بركوب الخيل للأفراد المشخصين بالتوحد يساعد على تحسين المهارات الحركية والتواصلية والاجتماعية، ولى الرغم من نشر عدد قليل من الدراسات التي تروج لفوائد الركوب العلاجي في المجلات، لكنها إما وصفية بشكل أساسي، أو تتضمن عينات صغيرة أو تعتمد على مقاييس غير دقيقة، وبالتالي لكي يصبح العلاج به مفيداً، لابد أن يكون قائماً على الأدلة والبراهين والتي في حالة ركوب الخيل هي غير كافية. و أخيرا ، ركوب الخيل قد يفيد طفل التوحد مثل أى طفل كرياضة مثل أى رياضة لا أكثر، وليس كتدخل لتأهيل طفل التوحد.
3- العلاج بلدغات النحل:
وهى طريقة يروج لها بعض المشعوذين والدجالين، مُستغلين تعلق أولياء الأمور بأى أمل لشفاء أطفالهم (أسأل الله العلى العظيم أن يعفو عن كل أطفال التوحد). ولكن بالطبع ليس هناك أى دراسة علمية أثبت فائدة هذه الطريقة لأطفال التوحد.
4- الدلافين:
وهي طريقة يسبح الفرد المشخص بالتوحد ويلمس ويتفاعل مع الدلافين، ويُزعم أنها تساعد على تحسين التحكم العاطفي ومهارات الاتصال وزيادة الاهتمام. لا يوجد دليل علمي يشير إلى أن العلاج بمساعدة الدولفين فعال في تحسين أعراض التوحد على المدى البعيد، بالإضافة إلى أن العلاج بمساعدة الدولفين فيه مخاطر كبيرة، نظرا لأن الدلافين حيوانات قوية قادرة على إيذاء البشر حتى لو كان هناك تدريب مكثف للتعامل معها.
5- الحمية الغذائية:
وهى منع الطفل التوحدى من منتجات الألبان والقمح وغيرهم، وهذا غير مثبت علمياً. وإنما هي اجتهادات شخصية من بعض المختصين والأباء. يمكن اخد هذا المسار في التدخل فقط اذا أثبتت الفحوصات الطبية بأن هذا الطفل فقط لديه مشكلة صحية تستلزم منعه من أكل هذا الشئ. أى أن الموضوع عائد على المشكلة الصحية مثله مثل أى شخص وليس مشكلة اضطراب التوحد.
6- حليب الإبل:
يُزعم أن حليب الإبل الخام يعالج الأمراض المرتبطة بالتوحد مع فوائد تتراوح من تحسين الاتصال بالعين والمهارات الحركية، وعلى الرغم من أنه قد يكون مغذيا، إلا أنه لا يوجد بحث علمي يدعم الادعاءات بأن حليب الإبل الخام هو علاج فعال لاعراض التوحد.
أقرا ايضاً : 9 أسباب قد تكون وراء التوحد !
7- العلاج بمنهج المسجوتوفا:
تقوم الفكرة العامة لمنهجية الماسجوتوفا على دعم عملية تكامل الأنماط الحركية للمنعكسات الأولية، بغض النظر عن حالة الشخص أو عمره، وتعرَّف المنعكسات الأولية على أنها ردود فعل تلقائية للنظام العصبي عند وجود مثير معين بشكل محدد قد يكون (لَمْسى، أو سمعى، أو بصرى، أو شمَّي). ولكن أيضا حتى الأن ليس هناك أبحاث ودراسات موثوق بنتائجها أثبتت فعاليتها. إلا إدعاءات شخصية من البعض بفعاليتها ولكن غير موثوق في هذه الإدعاءات.
8- برنامج صن رايز (Son Rise):
هو علاج تنموي مكثف صممه Barry Neil Kauffman لابنه الذى تم تشخيصه بالتوحد في سن مبكرة.
ويقوم هذا البرنامج على ركيزة أساسية وهى تقليد لعب الطفل وطقوسه، والسلوك النمطي له، ذلك من أجل تنمية الانتباه والحفاظ عليه، وهو يستخدم تدخل مكثف (أى 40 ساعة فى الأسبوع).
تم تقديمه كعلاج للتوحد ، واعتمد مؤيدوا هذا البرنامج لعقود على الادعاءات القصصية بالفعالية. ولم يتم نشر تحقيق حول فعاليته إلا مؤخرًا في مجلة تمت مراجعتها من قبل الزملاء (Houghton et al.، 2013)، بعد أكثر من ثلاثة عقود من إنشائها.
والأهم من ذلك ، أن هذا برنامج مكلف جداً، ومكثف للغاية بالنسبة للطفل ومقدم الرعاية ، ولديه القليل من الأدلة العلمية ، ولذلك يبدو هذا البرنامج علميًا زائفًا ويمكن اعتباره في أحسن الأحوال أنه تدخلًا مثيراً للجدل.
المبادئ التي يجب مراعتها عند وضع برنامج تأهيل سلوكى لطفل اضطراب طيف التوحد:
- التركيز علي تطوير المهارات الأهم في مجتمعه وبيئته.
- خفض السلوكيات والمظاهر غير التكيفية.
- أن يتم التدريب بشكل فردي ومكثف بما يعادل 40 ساعة تدريبية في الاسبوع, ثم بعد فترة يتم التديب بشكل جماعى مع اطفال اخرين اذا سمحت قدرات الطفل بذلك.
- تنويع أساليب التعلم, وتقديم التعزيز بطرق منتظمة ثم غير منتظمة.
- أن تكون الأسرة جزء اساسى من البرنامج التأهيلى.
- عمل تحليل وتسلسل مناسب للمهارة ذات الخطوات المتعددة.
- التدريب علي المهارة, ثم التعميم لها في مواقف وبيئات مختلفة.
- محاولة جعل بيئة التعلم, بيئة طبيعية ومناسبة لقدرات الطفل وغير مصطنعة بقدر الإمكان.
- وضع فواصل بين الأنشطة حتي لا يمل الطفل فيقوم بعمل سلوكيات للهروب.
وبهذا نكون انتهينا من عرض التدخلات التأهيلية والعلاجية السليمة والصحيحة لتأهيل أطفال التوحد وتوضيح أكثر الخرافات الشائعة عن التوحد.