عملية الإدراك | مفهوم، أنواع، مراحل، أبعاد، خصائص، عوامل مؤثرة
الإدراك هو أحد العمليات العقلية الأساسية التي تلعب دورًا محوريًا في كيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا. من خلاله يتمكن الإنسان من استقبال المعلومات عبر حواسه، معالجتها، وتنظيمها لفهم بيئته واتخاذ القرارات المناسبة. في هذه المقالة، نستعرض مفهوم الإدراك من زواياه المتعددة، بدءًا من تعريفه ومراحله الأساسية التي يمر بها، وصولًا إلى العوامل المؤثرة فيه مثل الحواس، الخبرات السابقة، والدوافع.
كما نسلط الضوء على أنواع الإدراك المختلفة، مثل الإدراك اللمسي، البصري، والسمعي، وأهميتها في حياة الإنسان اليومية. بالإضافة إلى ذلك، نناقش الخصائص المميزة للإدراك، مثل كونه عملية تكيفية وتصنيفية ومرتبطة بالمعرفة والخبرات السابقة.
أخيرًا، نستعرض أبعاد الإدراك وعلاقته بالعمليات الحسية، الرمزية، والانفعالية، مما يوضح مدى تعقيد هذه العملية العقلية التي تمثل حجر الأساس لفهم الإنسان للعالم المحيط به.
تعريف | مراحل تطوره | كيف يحدث؟ | أنواع |
عوامل مؤثرة | خصائص | أبعاد | – |
ما هو الإدراك؟
هو ثاني الوظائف التنفيذية وثاني العمليات العقلية بعد عملية الاحساس (أو الانتباه)، فيُعتبر الإدراك هو القدرة على إدراك ومعالجة المعلومات الآتية لحواسنا.
هناك تعريف آخر للإدراك وهو عملية عقلية يتم من خلالها الفرد على التعرف على محيطه الخارجي.
مراحل تطور عملية الإدراك عند الطفل:
تمر مرحلة الإدراك بـ 4 مراحل:
- مرحلة التعميم:
تتمثل في أن الطفل في هذه المرحلة يرى الأشياء وكأنها تشبه بعضها دون أي تمييز بين الاختلافات. - مرحلة التميز:
في هذه المرحلة، يبدأ الطفل بإعطاء كل شيء علامة تميزه. - مرحلة التكامل:
تكمن هذه المرحلة في تنظيم كل ما تم استقباله وإدراكه ليصبح ذا معنى وهام للشخص. - مرحلة الكمون أو الانبثاق الإدراكي:
في هذه المرحلة، تتمثل في تكوين وصياغة عقلية ثابتة تساعد الشخص على إدراك محيطه.
كيف تحدث عملية الانتباه:
تمر عملية الانتباه بالمراحل الآتية:
- الاستقبال الحسي:
- تبدأ عملية الإدراك عندما تستقبل الحواس (مثل العينين، الأذنين، الجلد) معلومات من البيئة.
- يتم تحويل هذه المعلومات إلى إشارات عصبية تنتقل إلى الدماغ عبر الأعصاب.
- النقل العصبي:
- تنتقل الإشارات الحسية من الأعضاء الحسية إلى الدماغ عبر الأعصاب الحسية.
- كل نوع من الحواس يعتمد على مسارات عصبية معينة (مثل العصب البصري للإبصار، والعصب السمعي للسمع).
- المعالجة الأولية في الدماغ:
- يتم استقبال الإشارات في مناطق متخصصة من الدماغ:
- الإبصار: يتم معالجته في الفص القذالي.
- السمع: يتم معالجته في الفص الصدغي.
- اللمس: يتم معالجته في الفص الجداري.
- في هذه المرحلة، تُعالج المعلومات الحسية بطريقة أولية لفهم خصائصها الأساسية مثل الألوان، الأصوات، الأشكال، أو الملمس.
- يتم استقبال الإشارات في مناطق متخصصة من الدماغ:
- التنظيم والإدراك المركب:
- يقوم الدماغ بتنظيم المعلومات الحسية وربطها ببعضها البعض، مثل الجمع بين الصوت والصورة لفهم الموقف.
- تتم هذه العملية في المناطق العليا من الدماغ مثل القشرة الجبهية.
- التفسير والتعرف:
- يتم مقارنة المعلومات الحسية المخزنة مع الذكريات والخبرات السابقة لفهم المعنى.
- على سبيل المثال، إذا رأيت وجه شخص تعرفه، فإن الدماغ يربط ملامح الوجه بالذكريات السابقة لتحديد هويته.
- الاستجابة:
- بناءً على تفسير المعلومات، يقرر الدماغ كيفية الاستجابة (مثل الابتسام لشخص تعرفه أو الابتعاد عن خطر).
أنواع الإدراك واستخداماتها:
للإدراك أنواع عديدة تتثمل فيما يلي:
- الإدراك اللمسي:
القدرة على تفسير المعلومات والضغط على سطح الجسم أو بمعنى آخر كل ما يصل إلى اليد. - الإدراك الشمي:
القدرة على تفسير المعلومات الخاصة بالمواد الكيميائية مثل “العطر – الكلور – المناكير”. - الإدراك التذوقي:
هو القدرة على تفسير المعلومات الخاصة بالحاسة التذوقية في اللعاب مثل “المالح – الحلو – الحامض”. - الإدراك المكاني:
القدرة على معرفة العلاقة مع البيئة في المكان من حولنا. - الإدراك السمعي:
هو القدرة على تفسير المعلومات التي تستقبلها الأذنين من خلال البيئة. - الإدراك البصري:
هو القدرة على تفسير المعلومات التي تستقبلها العين إلى المخ.
العوامل المؤثرة في عملية الإدراك:
هنالك العديد من العوامل التي تؤثر في عملية الإدراك، نوضح بعضها فيما يلي:
- المدخلات الحسية:
والمقصود بها الحواس (العين، الأذن، الأنف)، حيث تقوم باستقبال هذه المعلومات وإرسالها إلى المخ لمعالجتها. - الاستعداد العقلي:
وهو تأهيل المخ لاستقبال المعلومات من خلال الحواس الخمسة، وهذا يكون دليلًا على تركيز الشخص. - الصحة والحالة العقلية:
تؤثر الصحة العامة والحالة العقلية على الإدراك، حيث إن الإصابة أو الأمراض العقلية تؤثر على استيعاب ومعالجة المعلومات بشكل صحيح. - القدرة علي الانتباه:
يقوم الإنسان بتوجيه انتباهه إلى محتوى معين من المدخلات عبر حواسه، فيركز على بعضها دون غيرها بناءً على تجارب سابقة. - الدوافع والبيئة:
تؤثر هذه العوامل على نمط الإدراك. العادات، اللغة المستخدمة، والقيم الثقافية كلها تشكل سياقًا للإدراك. - الخبرة السابقة:
الخبرات السابقة تلعب دورًا كبيرًا في كيفية تفسير المعلومات. - العوامل النفسية:
المزاج والعواطف يمكن أن تؤثر على كيفية إدراكنا للأشياء.
اقرأ أيضاً : عملية الانتباه | مفهوم ، مراحل ، أنواع ، عوامل مرثرة
خصائص الإدراك:
يشمل الإدراك العديد من الخصائص نوضحها فيما يلي:
- عملية تكيفية:
يمتاز نظامنا المعرفي بالمرونة والقدرة على توجيه الإنتباه والإدراك يزداد علي معلومات الاكثر اهميه لمعالجه موقف معين أو التركيز علي جوانب وخصائص معينه مع ذلك الموقف ،كما تتيح هذه الخاصيه امكانيه الاستجابة علي نحو سريع لاي مصدر تهديد محتمل. - عملية تصنيفية:
يلجأ الفرد عاده الي تجميع الاحساسات المختلفة في فئه يعتمد على خصائص مشتركه بينهما يسهل عمليه إدراكها للفرد الذي لم ير طائر النورس من السهل عليه إدراكه انه طائر بوجود خصائص مشتركه بينه وبين طيور أخرى. - عملية أوتوماتيكية:
حيث تتم علي نحو لاشعوري ولكن نتائجها لاشعوريه فالغالب ولا يمكن ملاحظة عمليه الإدراك أثناء حدوثها ولكن يمكن ملاحظة نتائجها علي نحو مباشر او غير مباشرة. - عملية ارتباطية:
ذلك لأن توافر خصائص مشتركه في الأشياء لا يكون كافي من أجل إدراكها والتعرف عليها ،، ذلك لأن إدراك بعض الاشياء يتطلب تحديد طبيعة العلاقات بين هذه الخصائص لكي يسهل إدراكها والتعرف عليها. - عملية معرفية:
يعتمد الإدراك علي المعرفه والخبرات السابقة حيث يشكلان الإطار الذي يرجع إليه الفرد في إدراكه وتمييزه للأشياء التي يتفاعل معها ويدونها يصعب ادراك الاشياء وتميزها. - عملية استدلالية:
الإدراك عمليه استدلاليه ،فاحيانا تكون المعلومات الحسيه المرتبطه بالاشياء غير واضحه بشكل كبير لذا يقوم النظام الإدراكي بالاعتماد على المعلومات المتوفرة من أجل تكوين عدد من الاستدلالات والاستنتاجات.
أبعاد الإدراك:
الإدراك عملية نفسية بالغة الصعوبة والتعقيد، فهي عملية ارتباطية تتطلب تحديد أساس الارتباطات بين الصفات.
العمليه الإدراكية عمليه توافقية تمتاز بالمرونة والقدرة على توجيه الإنتباه والتركيز على المعلومات الاكثر أهمية، من أجل تقويم وتعديل موقف معين دون غيره … حيث الإدراك عملية اتوماتيكية، لإنها تكتمل على نحو لا شعوري ولكن نتائجها تعتبر شعورية.
من عمليات الإدراك:
1- العمليات الانفعالية:
يترافق الإحساس عادة بحالة انفعالية معينة تتمثل في طبيعة الشعور نحو الأشياء بناءً على الخبرات السابقة.
على سبيل المثال، عند رؤية منظر طبيعي، قد يثير هذا المشهد مشاعر وجدانية أو ذكريات مؤلمة أو مفرحة.
2- العمليات الحسية:
يجب أن تكون الإثارة الحسية أعلى من عتبة الإحساس حتى يتم الإدراك.
3- العمليات الرمزية:
هي الرموز والصور الذهنية التي يتم تشكيلها للمنبهات الخارجية وفقًا لما تثيره المنبهات الحسية فينا.
وبذلك نكون عرفنا ان الإدراك هو عملية عقلية معقدة تبدأ بمراحل التعميم، التميز، التكامل، والكمون، وتتأثر بعوامل عدة مثل الحواس، الخبرات، والدوافع. تتعدد أنواعه بين الإدراك الحسي، السمعي، البصري، والتذوقي، وغيرها، مما يبرز أهميته في تفسير العالم المحيط. بخصائصه التكيفية، التصنيفية، والاستدلالية، يشكل الإدراك أساس التفاعل مع البيئة وفهمها، معتمدًا على العمليات الحسية، الرمزية، والانفعالية التي تعكس مدى ارتباطه بالحياة اليومية والتجارب الفردية.