كيفية التعامل مع مشكلات طفل فرط الحركة خارج المنزل؟
في ظلّ تنوّع شخصيات الأطفال وقدراتهم الفريدة. يتطلب التعامل مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تفهماً عميقًا واحترامًا للفروق الفردية. يواجه أولياء الأمور عدة تحديات ومشكلات مع أطفالهم ذوي فرط الحركة عند الذهاب خارج المنزل. ونقدّم هنا مشاكل بعينها وسُبل حلها.
حلول لمشكلات أمهات أطفال فرط الحركة خارج المنزل:
فيما يلي توضيحاً لكل مشكلة من المشكلات التي يواجهها أولياء أمور أطفال ذوي فرط الحركة خارج المنزل. بجانب الحلول المناسبة للتعامل مع تلك المشكلة. وكيفية مواجهة الانتقادات اللاذعة من الأخرين التي تتعرض لها الأم مع أطفالها، وكيفية تعديل سلوك أطفال فرط الحركة خارج المنزل.
المشكلة الأولى: نظرة المجتمع السلبية والمواقف الاجتماعية الضاغطة:
تعتبر نظرة المجتمع لأمهات الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أحد أكبر التحديات التي يمكن أن تواجهها. تظهر هذه المشكلة بشكل واضح في الأماكن العامة مثل: المدارس والنوادي، ومحلات ألعاب الأطفال، مما يضع الأم في مواقف محرجة.
تظهر المشكلة بشكل واضح، عندما يتعلق الطفل بلعبة ولا تستطيع الأم شرائها له لسبب ما. فيلجأ الطفل إلى الصراخ والبكاء الشديد، وكذلك إلقاء نفسه على الأرض بهدف وضع الأم في موقف حرج والضغط عليها لتلبية مطالبه. مما يؤدئ إلي نظرات اللوم والعتاب والتعليقات الساخرة من قِبل الناس، مثل: “هاتي له اللي هو عايزه” أو “لو مش معاكي تمنها هجبها له أنا”. تلك الكلمات تضع في الأم مشاعر الألم والإحباط، مما قد يدفعها إلى اتخاذ قرار بين تلبية رغبات الطفل أو مغادرة المكان بسرعة.
ومع ذلك، يثار السؤال: هل تم تعديل سلوك الطفل بشكل صحيح في هذه الحالة؟ الإجابة بالطبع تكون لا.
في هذا السياق. يعتبر تعديل السلوك هو التحدث مع الطفل بلطف وشرح له أنه لا يمكن شراء كل ما يريده في اللحظة. وفي حالة عدم الرضا وعدم اتباع الطفل كلام الأم، يمكن اللجوء إلى استخدام طريقة التجاهل. حيث يتم التعامل مع الطفل كما لو أنه غير موجود، مما يجبره على فهم أن هذه ليست طريقة للحصول على ما يريد.
من الحلول الجيدة كذلك، تكمن قبل دخول أي محل، يفضل التفاهم مع الطفل حول الأمور المتعلقة بالزيارة والشراء لتفادي مفاجآت غير متوقعة. وفي حالة البكاء الشديد، يجب تهدئة الطفل ومحاولة فهم سبب البكاء، مع التفكير في الاختيار بين التجاهل أو الخروج من المكان بهدوء دون التعاطف مع الصراخ والبكاء.
كما أن للمجتمع دوراً يكمن في تخفيف الضغط عن الأم وتقديم الدعم، مع تشجيعها على تجاهل طفلها وعدم التدخل إلا بموافقتها، حتى لا تحدث أي انتكاسة للطفل. ففي حالة التدخل الخاطئ، يمكن أن يتسبب ذلك في انتكاسة للطفل وتدهور سلوكه، مما يسبب مشاكل أكبر مما قد نتوقع.
حل المشكلة الانتقادات السلبية:
وبذلك فأن الحلول المناسبة لتلك المشكلة تكمن في الآتي:
- الاتفاق مسبقاً: الاتفاق مع الطفل قبل الدخول إلي المكان إلي الاشياء التي يمكن شرائها وعددها.
- التواصل مع الطفل: التحدث مع الطفل بهدوء وشرح سبب عدم القدرة علي الشراء في الوقت الحالي.
- الوعد بالتنفيذ: وعد الطفل بأننا سنقوم بشراء اللعب له في وقت لاحق. يمكن تحفيز الطفل علي الانتظار وزيادة المصداقية عن طريق أن تطلب الأم منه تصوير اللعبة بالهاتف، حتي تحتفظ بالصورة، وتأتي لشرائها في وقت لاحق.
- تجاهل السلوك: في حالة العياط الغير مبرر، يمكن تجاهل السلوك حتي يفهم الطفل أن سلوك العياط لن يأتي ثماره. أي انه لن يحصل علي الشئ الذي يريده مهما بكى. (يمكن البدأ بتطبيق طريقة التجاهل في المنزل أولاً حتي يستطيع الطفل فهمها ومن ثم يسهل اتباعها خارج المنزل).
- صرف الانتباه: يمكن تحويل انتباه الطفل إلي شئ أخر عن طريق إلهاء الطفل قبل بداية السلوك الغير مرغوب فيه. (قبل بداية سلوك العند، أو الصراخ، أو البكاء).
أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفى
المشكلة الثانية: التعامل مع حركة الطفل المفرطة خارج المنزل:
إحدى المشاكل الكبيرة التي تواجهها الأمهات لديهن أطفالًا يعانون من فرط الحركة هي التحكم في حركتهم الزائدة، مما يؤدي إلى صعوبات في التحكم في حركتهم في الأماكن العامة ويتسبب ذلك في الكثير من الإحراج. وأحيانًا يصبح من الصعب جدًا على الأم سيطرة الطفل.
الحلول المناسبة لتلك المشكلة:
- أصطحب الطفل إلي المكان المناسب له: من الضروري للأم أن يكون لديها القدرة على اختيار الأماكن المناسبة التي يكون بها أماكن مخصصة للأطفال. حيث يمكن للأطفال بها تفريغ طاقتهم والاستمتاع بنشاطهم، دون أن يتسببوا في إيذاء أنفسهم أو الآخرين أو ازعاجهم، ودون أن تشعر الأم بالإحراج.
- توضيح قوانين وقواعد المكان للطفل: وذلك من خلال التحدث مع الطفل وتوضيح القوانين والقواعد الخاصة بالمكان التي ستتحرك الأسرة له. وتحفيزه عند الالتزام بتلك القوانين والترتيبات المحددة مبسقاً. حيث يسهم ذلك في تقليل حدوث المواقف المحرجة عند الدخول إلي أماكن جديدة.
- استخدام قليلاً من التوجيه: يمكن مسك يد الطفل برفق دون أن يشعر بأنه مقيد، ولكن لمنعه من الاندافع والقيام بأي شيء يتم التفكير فيه. على سبيل المثال، يمكن مسك يديه لمنعه من الاندفاع في مكان غير آمن أو لتوجيهه نحو نشاط معين.
- تحفيز الطفل: ملاحظة سلوك الطفل وتعزيزه بشكل مستمر عند تنفيذه للاتفاقيات المبرمة وإلتزامه بالقواعد الخاصة بالمكان.
تعقيب وخاتمة:
أخيراً، يجب على الأم معرفة كيفية تعديل سلوك الطفل في كل مشكلة علي حدة. حيث يمكن يطلب مساعدة الأخصائي لمتابعة الطفل وملاحظة سلوكياته وفهمها وتدريب الأم على الطرق المناسبة.
يمكن للطفل أن يكون له أكثر من طريقة لتعديل سلوكه، وهذا يعتمد على السياق والحالة الخاصة به. يشمل ذلك معرفة كيفية التعامل مع حالات الغضب، العناد، الخوف، والتعلق بشيء ورفض تركه.
في الختام، تكون النصيحة لكل أم أن تدرك أن طفلها ليس مختلفًا عن أي طفل آخر. وأن الاختلاف قد يكون في الظاهر وليس في الجوهر. يجب على الأم أن تتجاهل الانتقادات وتثق في نفسها، حيث إنها أم عظيمة وقوية وتستحق الاحترام.
وبهذا نكون انتهينا من عرض أبرز التحديات والمشكلات التي تواجه أولياء الأمور مع أطفالهم ذوي فرط الحركة عند الذهاب خارج المنزل. وكل الحلول والمقترحات السليمة للتعامل مع تلك المشكلات، ومواجهة التحديات والانتقادات، وتعديل سلوك طفل فرط الحركة وتشتت الانتباه داخل المنزل وخارجه.
اقرأ أيضاً : الفرق بين فرط الحركة والشقاوة عند الأطفال؟ | فروق علمية دقيقة.
كمختصة في التخاطب ممكن تقديم الاقتراحات التي نقدمها للاولياء وكيف نتعامل نحن مع من لديه فرط حركة خاصة التوحد