سلوك الاطفال

تعليم الأطفال النظام والتخطيط | 22 طريقة لتربية طفلاً منظماً

تربية طفل منظم تمثل تحدياً كبيراً، فمما لاشك فيه أن للأبوين دور حيوي مهم في تعليم الأطفال النظام والترتيب والتخطيط وتعويدهم على التفكير المنظم والقدرة على التخطيط، وبهذه المهارة نستطيع أن نُعِدَّ أبنائنا للتعامل مع عصر التخطيط والنظام، فالعشوائية في التفكير والسلوك كانت وما تزال آفة الكثير منا، وهي السبب في ضياع فرص تقدما ونجاحنا أفرادًا ومجتمعات.

كيف تساعد أبناءك في إعداد خطة (التخطيط)؟
22 خطـوة لتعلـيــم الأطفـــال النظــــام والترتيب

متى يبدأ تعليم الأطفال النظام؟

تبدأ عملية تعليم الطفل النظام منذ سنواته الأولى. ففي المرحلة الأولى، يتعلم الطفل اتباع نظام الوجبات (فطور، غداء، عشاء)، بالإضافة إلى الإلتزام بوقت النوم في ساعة معينة. وتساهم هذه الأمور في تطوير صفة التنظيم منذ الصغر.

وعن طريق الأمور البسيطة السابقة. يدرك الطفل أنه هناك حدود وقيود يجب أن يلتزم بها، سواء فيما يتعلق بالأكل أو النوم أو اللعب وغيرها. كما يعرف أن هناك قواعد يجب عليه احترامها، ويتعلم أن مجرد القليل من كل نشاط يكفي، فعليه أن يأخذ كفايته منهم بقدر معقول ودون تجاوز. وتوجيه الطفل بهذه الطريقة ينمي لديه احساسه وإلتزامه بالقواعد، وبالتالي ينمي لديه القدرة علي اتباع النظام.

لماذا ننظم ونخطط حياتنا؟

  1. لأن المسلم رُبِّيَ ليكون منظمًا كنظام الكون الواسع.
  2. في التنظيم توفير للوقت بدلًا من إضاعته في أمور غير هامة أو البحث عن المفقودات من المتعلقات. مما يوفر في النهاية وقتًا للراحة والاسترخاء.
  3. يجعل الشخص مستعدًا للقيام بأكثر من عمل مفيد في نفس الوقت، مما يتيح الوقت للقراءة وممارسة الهوايات واللعب أيضًا.
  4. النظام يحمي الشخص المنظم والمخطط من الملل، ويكسبه صفة المثابرة والاستمرارية في العمل إن اتبع خطة يسير عليها بشكل دائم. وهذا تطبيق عملي للحديث النبوي الشريف: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل).
  5. التخطيط والتنظيم هما الطريق الأقصر والأضمن للوصول إلى تحقيق أهداف كل إنسان.
  6. يجعل الشخص أكثر استعدادًا للقيام بالواجبات، وينهي خطته قبل هدفه بوقت مبكر. فتنظيم دراسة مادة معينة قبل الامتحان بحسب الوقت، سيجعل الطالب ينتهي من دراستها قبل الامتحان، ولكن بدون التخطيط لا يضمن إنهائها ولو بنفس الإتقان.

خطوات تعليم الأطفال النظام والترتيب:

هناك بعض الخطوات العامة التي يمكن اتخاذها لتعليم الأطفال النظام والترتيب والتخطيط وتنظيم وقتهم. يتمثل بعضها فى الآتي:

1- الحب المتبادل والاحترام أساس تعليم النظام:

الطفل يطيع الأهل عندما يشعر بالحب منهم، ويعصي عندما يشعر بالكره والبغض وعدم التقبل من الأهل. فالنظام مرتبط إلى حد كبير بالطاعة والمحبة. وقد حثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الرفق في أحاديث كثيرة منها: “إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف”.

2- يجب ألا يفوق النظام قدرات الابن وأمكانياته:

كما نعلم فلكل طفل قدراته المختلفة عن الآخر. ولذلك يجب أن يتناسب النظام المطلوب مع قدرات كل طفل لكي يكون النظام واقعيًا ومقبولًا.

3- الابتعاد عن زعزعة مفهوم النظام في عقول الأطفال:

فكما يفعل بعض الأهل؛ مرة يطلبون تطبيق نظام معين ويهملونه مرات أخرى، أو أن تطلب الأم اتباع نظام معين بينما يخالفها الأب، وهذا الاختلاف يخلق أضرارًا تربوية في نفسية الأبناء. ولذلك يجب تجنب الاختلافات بين الأهل حول تطبيق النظام، فالاتفاق والتناغم بين الوالدين يسهمان في ترسيخ أهمية النظام عند الابناء ويسهل من تطبيقه والإلتزام به.

4- القدوة الحسنة:

فهي خير وسيلة لتعويد الطفل على النظام فالأطفال تتعلم سلوكياتهم بسهولة من الكبار؛ فالطفل بطبعه يحب التقليد، فلابد أن نكون قدة حسنة في اتباع النظام وتطبيقه أمام أطفالنا.

5- توزيع المهام علي الابناء:

نقوم بتوزيع مهام المنزل ونكلف كل طفل بما يستطيع القيام به منها؛ وهذا يساعد في تعزيز الشعور بالمسؤولية، والالتزام، والمشاركة في ترتيب المنزل، فيتعود الأطفال أن هذا منزلهم وهم مسؤولون عن ترتيبه ونظامه، وبالتالي يغرز فيهم الشعور بالنظام.

6- مناقشة الأطفال في فوائد النظام والجدوى العائدة منه:

يجب شرح أهمية النظام والترتيب للأطفال، فـ فهم الأطفال لأهمية الشئ يساعد علي إلتزامهم به. كما يجب ألا نعتبر تدريب الأطفال علي النظام من قبيل التحدي ولا نتبع الصرامة الزائد فيه، بل من الأفضل أن نعود الأطفال على الطاعة المبصرة وليس الطاعة العمياء، فهذا يزيد ثقتهم في أنفسهم مستقبلًا.

7- تعليم الأبناء معنى كلمة النظام:

يتعلم الأطفال معنى النظام من خلال التجارب والمواقف العملية. ولذلك يجب استغلال أول فرصة يظهر فيها الطفل قدرًا من التزامه بأي من العادات؛ لنثني عليه ونشجعه ونشكر باسمه مثالاً: ما شاء الله يا سلمى، برافو عليكِ، أحسنت يا علي بارك الله جهودك.

8- تقديم الحوافز والمكافآت:

يُمكن استخدام جداول الحوافز والمكافآت (جداول التعزيز) لتشجيع الأطفال على الإلتزام بالنظام. على سبيل المثال، يُمكن وضع قطعة واحدة أو أكثر من المكسرات أو أي مأكول يحبه الطفل في صندوق خاص مخصص مقابل كل التزام بالنظام يقوم به الطفل. وتكون هذه الطريقة مرحة ومحفزة للأطفال، إذ يرون فيها فرصة لتحقيق شيء إيجابي يجلب لهم متعة ومكافأة.

9- الإشارة للأثر الطيب لهذا السلوك:

وذلك بالتلمحيات الايجابية اللفظية عن فوائد النظام، كأن يذكر الأب: (الحمدلله لقد وجدت مفتاحي دون تعب، فقد وجدته في مكانها الذي خصصته بسهولة..) وسنجد عشرات المواقف اليومية التي يمكنك استثمارها، ولكن دون أن يشعر الأبناء بأننا نقصدهم بهذا الحديث.

10- تحديد أماكن واضحة ثابتة محددة للأشياء:

يسهم تحديد أماكن ثابتة للأشياء في تحفيز الأطفال علي النظام، حيث يسهم في تحفيزهم على وضع الاشياء في أماكنها المخصصة.

11- التعليم خطوة خطوة (تقسيم المهام):

تقسم المهام الكبيرة إلي مهام صغيرة متفرعة منها ، فمثلاً عند توجيه الطفال لأداء مهامه اليومية كلها، يمكن تقسيمها إلي مجموعة من المهام الصغيرة التي يستطيع ان ينجحها بها الطفل بسهولة. مثل: وضع الملابس على علاقة الملابس، ووضع الملابس المتسخة في الغسالة، وترتيب الكتب على الرف، ووضع الحذاء، وتلميع سطح المنضدة .. فهذه الطريقة تعلم الطفل خطوة بخطوة كيفية تنظيم محيطهم وترتيب غرفتهم.

12- إعطاء الوقت والإمهال:

لنكن حريصين على ألا ننتزع الطفل انتزاعًا مما يحب، لنلقيه فيما لا يحب، فمثلاً: لا نطلب منه حالًا وفورًا أن يترك لعبة ليضع حذاءه في مكانه، فعلينا أن نراعي شعوره ونحترمه، ولنمهله وقتًا ليقوم بما نريد.

13- التذكير:

فمن الطبيعي أن ينسى الطفل ما عودناه عليه؛ فهو يحتاج للتذكير تمامًا كالكبار، فعلينا دائمًا تذكيره بطريقة لطيفة ..”فذكر إنما أنت مذكر”.

14- أحكى المواقف الهادفة حول النظام والتخطيط للأطفال:

ويفضل تكون مواقف واقعية وملموسة ويحبذ أن تكون من الأقارب والأصحاب وهكذا.

15- درب ابنك على إدارة وقته بالأرقام:

فالناس على اختلاف ظروفهم يمتلك كل منهم 168 ساعة أسبوعية؛ 56 ساعة منها للنوم، و112 ساعة للعمل والنشاط؛ ولذلك عليك أن تعمل لإبنك جدولًا من 112 عمودًا ليوزع أعماله على ساعاته. فتعليم الأطفال إدارة وقتهم من خلال الجداول الزمنية يسهم في توزيع الأنشطة بشكل منظم وإنجازها.

16- علمه تجنب عادة التسويف:

فعادة التسويف (تأجيل المهام) تعوده على الكسل، ولذلك شجع طفلك على ترديد عبارة “هذه اللحظة” لينجز أعماله فورًا دون تأجيل.

17- لا لأحلام اليقظة في التخطيط:

علم طفلك الابتعاد عن أحلام اليقظة التي تسرق أوقاته، وعوده على استغلال فترة الصباح الأولى، ففيها يكون الذهن في أقصى حالات استيعابه للمعلومات.

18- اغرس في ابنك الإصرار والجدية:

وذلك في كافة شؤون حياته؛ فالإصرار الذاتي يحقق المعجزات.

19- اجعل النظام حاكمًا للأسرة:

فمن المهم أن تحرص الأسرة على الحياة الأسرية المنظمة، كتنظيم مواعيد الطعام والنوم والدراسة والنزهات والزيارات.

20- لافتة للمنظم:

يمكننا أن نعلق على خزانة أو غرفة أحد أفراد الأسرة؛ الذين ينظمون متعلقاتهم لافتة تقول مثلًا: (حذيفة طفل منظم ومرتب، ونحن نعتز بوجود المنظم بيننا)، وهكذا نحاول نقل اللافتة من شخص لآخر بطريقة المنافسة.

21- أبدِع بطرافة:

فالأبناء يتعلمون في كثير من الأحيان بطريقة الفكاهة والمرح؛ فنوِّع في الأفكار الجديدة لتقنعهم بالمزيد من النظام. مثلاً: لتعويد الأبناء على عدم رمي الأشياء هنا وهناك؛ يمكن احضار برميلًا كبيرًا، ويقوم الأب والأم برمي أي شيء يرونه ملقي على الأرض أو موجود في غير مكانه. وحين يبحث أحد الابناء عن قلمه أو كتابه أو شيء له ولا يجده. فإن عليه أن يبحث في البرميل ليحضر ما يريد، ويحاول ألا يرمي شيئًا مرة أخرى؛ لئلا يتكبد عناء البحث داخل البرميل.

22- قانون اللمس لمرة واحدة:

فمثلًا: حين ينتهي الابن من قراءة قصة فيجب أن يعيدها لمكانها على الرف أو المكتبة ولا يضعها بجانبه على الطاولة أو أي مكان آخر، وهو بذلك يامسها مرة واحدة تريحه من إعادتها بعد حين إلى مكانها، وينطبق هذا على الألعاب والملابس وكل ما يستخدمه.

ومن أهم أشكال تعويد الطفل على الجدية والنظام؛ أن نغرس فيه أهمية الوقت وأن ما يمر من عمره لا يعود.

كيف تساعد أبناءك في إعداد وتنظيم خطة (التخطيط)؟

  1. نحدد الأهداف مع الطفل، بحيث تكون (واضحة، واقعية، محددة بزمن).
  2. تحديد إمكانيات الطفل: (مثلًا يستطيع أن يحفظ كل يوم آيتين أم صفحة من القرآن؟).
  3. تحديد أولويات الخطة: (مثلًا نقدم قراءة كتاب كذا أم التدريب على الحاسوب؟، أيهما أهم؟).
  4. البدء بالأهداف قصيرة المدى -التي يستغرق تنفيذها وقتاً قصيراً- ثم الأهداف طويلة المدى: (التي يستغرق تنفيذها وقتاً طويلاً). لأن تحقيق الأولى ستساعد على تحقيق الإنجازات الأكبر.
  5. تقسيم الهدف إلى أجزاء: (إذا أراد ابني حفظ القرآن فهذا هدف طويل المدى، فلنحدد الهدف القصير بجزء واحد من القرآن، ولنخطط الوقت الكافي لحفظه)، وبالانتهاء من الهدف قصير المدى (الهدف الأصغر)؛ سنجد أننا نقترب من الهدف طويل المدى (الهدف الأكبر).
  6. لابد أن تكون الخطة مرنة؛ بحيث تقبل التغيرات الضرورية التي من الممكن أن تتعرض لها. فعند البدء بتنفيذ الخطة، قد نجد أن هناك طرقًا أفضل وأسهل لتحقيق الهدف، فلا نتردد حينها بالأخذ بها وتغيير الخطة في ضوءها.
  7. عندما يجرب الابن الالتزام بخطة فيفشل، فالفشل سيزيد خبرته، وستصبح لديه مناعة من الفشل؛ لأنه لن يسمح لنفسه بالفشل. لذلك يجب ان نشجع الطفل على المحاولة مرة تلو الأخرى، ولا نجعل لليأس طريقًا له.
  8. لنتذكر أن الإصرار على إحراز النجاح صفة مكتسبة، فلابد أن نحرص على تطويرها عند الطفل. فـ إديسون العالم الذي اخترع المصباح الكهربائي واجه ثلاثة آلاف عقبة قبل أن يصل إلى هدفه الذي صمَّم على الوصول إليه.
  9. يجب وضع جدول لتقسيم الخطة على الزمن المحدد لها، و وضع جدول يومي وشهري وسنوي لها طبقاً للمدة المقدرة للخطة.
  10. لابد من تحديد وقت لمراجعة تنفيذ الخطة، وحل المشكلات المعترضة.

وبهذا نكون ذكرنا أهم خطوات تعليم الأطفال النظام والترتيب والتخطيط لتدريبهم علي ترتيب حياتهم وتنفيذ مهامهم اليومية وتنظيم وقتهم لتربية طفل منظم يفهم النظام ويلتزم به.

أقرأ أيضاً : تعليم الأطفال تحمل المسؤولية والاعتماد علي النفس

أخصائي تعديل سلوك نغم الشرنوبي
أخصائي تعديل سلوك نغم الشرنوبي

سوبر أخصائيين

مقالات بالتعاون مع أخصائيين متميزين في مختلف المجالات بعد تزويدهم للمنصة بمعلومات في مختلف المواضيع المنشورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

سوبر أخصائي - منصة التخاطب والتربية الخاصة

أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفي

متابعة
فنيات تعديل السلوك

فنيات تعديل السلوك | 17 طريقة لتعديل سلوك الأطفال

23156

- مارس 2023 -

سلوك الاطفال -

سوبر أخصائيين

×
×

حمل تطبيق سوبر اخصائي من

أطلع علي جميع المقالات، أطرح الاسئلة وتلقى رداً من المتخصصين !

تحميل
error: