هل قلة الذكاء العاطفي عند الأطفال تجعلهم أكثر عرضة للتحرش الجنسي؟

نعم، وبكل أسف
قلة تنمية الذكاء العاطفي عند الطفل لا تؤثر فقط على تعبيره عن مشاعره، بل قد تجعله أيضًا أكثر عرضة للأذى النفسي والجسدي مثل التحرش الجنسي.
لكن كيف يحدث ذلك؟
وما علاقة الذكاء العاطفي بهذه القضية الحساسة؟

ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي هو قدرة الطفل على:
• فهم مشاعره وتحديدها بدقة (أنا زعلان – أنا خايف – أنا مرتاح)
• التعبير عن هذه المشاعر بطريقة آمنة ومناسبة
• ملاحظة مشاعر الآخرين وفهمها
• حماية حدوده النفسية والجسدية، وقول “لا” وقت اللزوم

كل ما الطفل فهم مشاعره واتعلم يسميها ويتكلم عنها كل ما زادت قدرته على حماية نفسه من الأذى وخاصة الأذى الجنسي.

كيف يؤدي نقص الذكاء العاطفي إلى زيادة خطر التعرض للتحرش؟
1. الطفل لا يعرف ما يشعر به
طفل ليس لديه وعي بمشاعره قد لا يدرك أن ما يحدث له يُسبب له خوفًا أو توترًا أو انزعاجًا.
2. لا يملك الكلمات ليصف ما يحدث
حتى لو شعر بالانزعاج، قد لا يعرف كيف يصفه، أو يخجل من الحديث لأنه لم يُدرّب على التعبير.
3. لا يعرف متى يقول “لا”
الطفل الذي لم يُمنح الحق في التعبير عن رغباته، ولم يتعلم أن “جسده ملك له”، قد يجد صعوبة في الاعتراض أو الابتعاد.
4. يتعرض للتلاعب العاطفي بسهولة
المتحرش غالبًا يستغل مشاعر مثل الخوف، الحب، الاحتياج، أو الشعور بالذنب. الطفل الذي لا يفهم هذه المشاعر، لن يعرف أنه يُستغل.
5. لا يطلب المساعدة
الطفل الذي لم يتربي على الأمان العاطفي قد يظن أن ما حدث خطأه أو يخاف من العقاب أو لا يثق أن أحدًا سيصدقه.
كيف نحمي أطفالنا؟
1. نعلمه أسماء المشاعر من سن صغيرة
من عمر سنتين، نقدر نستخدم كلمات زي: زعلان – خايف – فرحان – مش مرتاح.
وكلما سمى الطفل مشاعره كان أكثر وعيًا بنفسه.
2. نفتح مساحة آمنة للكلام
نسمعه باهتمام من غير لوم أو تهديد ونسأله عن يومه ونشجعه يحكي عن أي حاجة غريبة أو مزعجة.
3. نعلمه مفهوم “الحدود الجسدية”
نشرح له إن جسمه ملكه، ومفيش حد يلمسه من غير إذنه، وإنه من حقه يقول “لا” حتى لو لشخص قريب.
4. نستخدم القصص والألعاب التفاعلية
قصص عن المشاعر – كروت مشاعر – تمثيل مواقف آمنة – كلها طرق فعالة لتقوية الذكاء العاطفي.
5. نكون نموذج له
عندما يرانا نعبر عن مشاعرنا بطريقة صحيحة ونتكلم بصراحة عن الحدود
سيفعل هذا من منظور التقليد وبنفسه