كيف أعرف أن طفلي يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)؟ وماذا يجب أن أفعل؟ وهل من الضروري إجراء اختبار ذكاء؟

كونرز أم الدليل التشخيصي والإحصائي DSM-5-TR؟

قد أبدو كمن يسير عكس التيار قليلاً، لكن دعوني أؤكد على نقطة مهمة: كثيرًا ما نظلم الأطفال عندما نشخّصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بينما في الواقع لا ينطبق عليهم هذا التشخيص، ويكون السبب شيئًا مختلفًا تمامًا. بل وقد يتم وصف أدوية لهم من قبل الطبيب بناءً على تشخيص غير دقيق.

مع كامل الاحترام لفكرة الاعتماد على اختبار "كونرز" الذي يعتمد أساسًا على أسئلة تُطرح على الوالدين، فإن هذا التشخيص يفتقر إلى الموضوعية، لأن رأي الوالدين وحده لا يكفي ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل دقيق. لا بدّ من أن يقوم المختص بالجلوس مع الطفل وملاحظته مباشرة والتأكد من أن الحالة فعلًا تتوافق مع ADHD.

أنا شخصيًا أعتمد على الأعراض الواضحة والصريحة الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس المعدّل (DSM-5-TR) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، والذي يشير إلى:

يجب أن يُظهر الطفل 6 أعراض أو أكثر من أصل 9 (سواء كانت أعراض تشتت الانتباه أو فرط الحركة/الاندفاعية)،

وتستمر هذه الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر،

وأن تظهر قبل سن 12 عامًا،

ويجب أن تكون هذه الأعراض موجودة في بيئتين مختلفتين على الأقل (مثل المنزل والمدرسة).


أي أنه إذا كان الطفل في سن المراهقة، مثلاً عمره 15 عامًا، وأردنا معرفة ما إذا كان لديه ADHD، فعلينا التأكد من أن الأعراض كانت موجودة لمدة 6 أشهر على الأقل قبل سن 12 عامًا.

وإذا كان الشخص أكبر من 17 عامًا ونريد التأكد من التشخيص، فهنا نحتاج إلى وجود 5 أعراض فقط، مع مراعاة نفس الشروط الأخرى.

سؤال: هل من الضروري إجراء اختبار ذكاء قبل ملاحظة أعراض ADHD؟
الإجابة: لا، ليس ضروريًا، إلا إذا كانت هناك حاجة لذلك. ضع خطًا عريضًا تحت "إلا إذا".

سؤال آخر: إذا كان الطفل مصابًا بـ ADHD ويعاني أيضًا من صعوبات تعلم (اضطراب التعلم المحدد)، فهل علاج ADHD كافٍ لحل مشاكل التعلم؟
الإجابة: لا. صعوبات التعلم تتطلب تدخلات خاصة بها، مثل مهارات القراءة، الفهم القرائي، التعبير الكتابي، النحو، وحل المسائل الرياضية. هذه الجوانب لا ترتبط مباشرة باضطراب ADHD، ومعالجته لا تعني بالضرورة حل صعوبات التعلم. لكل منهما استراتيجيات وتدخلات مخصصة.