(الديسلكسيا) هي عسر / صعوبة القراءة
تعريف الديسلكسيا عُسر القراءة بكونه: (اضطراب يتجلى في صعوبة تعلم القراءة على الرغم من توافر التعليمات التقليدية والذكاء الكافي والفرصة الاجتماعية والثقافية الملائمة. حيث يتبع إعاقة إدراكية جوهرية، كثيراً ما تكون من أصل صحي).
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الطلاب المصابين بـ (العسر القرائي) يكون مستوى ذكائهم عادياً جداً أو حتى فوق العادي. كما أن العسر القرائي ليس له علاقة بالإعاقة العقلية
بل إن الطلاب المعسرين قرائياً يمكن أن يكونوا مبدعين في مجالات أخرى
كما يمكن تعريف عسر القراءة (الديسلكسيا) على أنه:
(اضطراب في القراءة ذو منشأ عصبي خارج نطاق أية إعاقة عقلية أو حسية وغير مرتبط بعوامل ثقافية أو بيئية أو بعدم الرغبة في الدراسة ويكون معدل الذكاء لدى الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب عادياً أو فوق العادي).
من جهة أخرى، تعرف الديسلكسيا بكونها:
(صعوبة مستمرة وشديدة في تعلم القراءة واكتساب مهاراتها عند أطفال أذكياء، متمدرسين بشكل طبيعي، ليست لديهم أي اضطرابات حسية أو عصبية، يعيشون في بيئة اجتماعية ثقافية طبيعية. تتميز هذه الصعوبة باستمراريتها على المدى البعيد، كما أن تشخيصها لا يتم إلا بعد مرور 6 أشهر على الأقل من الشروع في تعلم اللغة الكتابية.
الفرق بين عسر القراءة والتأخر في القراءة
رغم أن النتيجة واحدة وهي انخفاض الأداء الوظيفي في القراءة، إلا أن هناك العديد من الفروق بين حالات الديسلكسيا وحالات التأخر في القراءة، حيث أجرى روتر ويل دراسة على عينتين إحداهما تم تشخصيها على أن لديها صعوبات نوعية في القراءة، في حين تم تشخيص الثانية على أنها تعاني تأخراً عاماً في القراءة، ويمكن تلخيص أهم الفروق التي تم رصدها من خلال هذه الدراسة فيما يلي:
الديسلكسيا أو عسر القراءة أكثر انتشارا لدى الذكور بخلاف التأخر في القراءة.
الإعاقات العصبية أكثر انتشاراً في صفوف المتأخرين في القراءة.
كان التقدم في القراءةوالتهجي أبطأ لدى عينة الأطفال المتعسرين قرائيا مقارنة بالمتأخرين.
من جهة أخرى، أثبتت الدراسات وجود فروق فيزيولوجية بين الفئتين، حيث وجد أن أطفال الديسلكسيا يعانون من خلل وظيفي عصبي في دوائر القراءة بالنصف الأيسر الخلفي من المخ، بينما من النادر تشخيص هذا الخلل لدى الأطفال الذين لديهم تأخر في القراءة.
مظاهر عسر القراءة (الديسلكسيا)
المظاهر اللغوية
التأخر أو عدم الكلام بوضوح أو خلط الحروف أو الكلمات أو الجمل، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
قلب مقطع من الكلمة فيقرأ بانت بدلاً عن نبات، وكوافه بدلاً عن فواكه.
حذف بعض الحروف، وإضافة أُخرى كأن يقرأ: والد بدلاً عن ولد، وندى بدلاً عن نادى.
حذف مقطع كامل من الكلمة كأن يقرأ منزل بدلاً عن المنازل، وفتاة بدلاً عن فتيات.
قلب مواضع الحروف من الكلمة إما بالتقديم أو التأخير كأن يقرأ قلب بدلاً عن قبل، وعبد بدلاً عن بعد، وفرس بدلاً عن سفر.
حذف بعض الكلمات أو أجزاء من الكلمة المقروءة، فمثلاً عبارة (سافرت بالطائرة) قد يقرأها الطالب (سافر بالطائرة).
إضافة بعض الكلمات غير الموجودة في النص الأصلي إلى الجملة، أو بعض المقاطع أو الأحرف إلى الكلمة المقروءة فمثلاً كلمة (سافرت بالطائرة) قد يقرأها (سافرت بالطائرة إلى أمريكا).
إعادة بعض الكلمات أكثر من مرة بدون أي مبرر فمثلاً قد يقرأ (غسلت الأم الثياب) فيقول (غسلت الأم… غسلت الأم الثياب).
إبدال بعض الكلمات بأخرى قد تحمل بعضاً من معناها، فمثلاً قد يقرأ كلمة (العالية) بدلاً من (المرتفعة) أو (الطلاب) بدلاً من (التلاميذ) أو أن يقرأ (حسام ولد شجاع) وهكذا.
ضعف في التمييز بين أحرف العلة فقد يقرأ كلمة (فول) فيقول (فيل).
صعوبة التموقع في النص، حيث يرتبك عند الانتقال من نهاية السطر إلى بداية السطر الذي يليه أثناء القراءة.
مظاهر مرتبطة بالأنشطة اليومية
هناك العديد من السلوكيات اليومية التي يقوم بها الطفل والتي يمكن أن تدل على معاناته من الديسلكسيا مثل:
طريقة التعامل مع الأشياء كصعوبة الاحتفاظ بها في يده، وصعوبة التنسيق فيما يقوم به من أعمال مثل مسك الكرات أو تنطيطها أو رميها بصورة عادية.
صعوبة في تنفيذ بعض الأعمال مثل ارتداء الملابس بصورة طبيعية وربط الحذاء واستعمال الأزرار.
ضعف التركيز عند الاستماع للقصص.
إضافة إلى ما سبق ذكره، يمكن أن تقترن الدسليكسيا بمظاهر أخرى كرداءة الخط والخروج على السطر وصعوبة تنسيق الحروف، كما يمكن أن تكون مصاحبة لعسر الحساب وعسر الكلام وغيرها من صعوبات التعلم الأخرى، غير أن ما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن ظهور هذه العلامات مجتمعة ليس شرطاً للجزم بإصابة الطفل بعسر القراءة، فوحده الطبيب المختص لديه القدرة والكفاءة لتشخيص الديسلكسيا وتحديد درجة الإصابة بها.
مظاهر عسر القراءة حسب الفئة العمرية
لاحظ العلماء أن هناك أعراضا تظهر على الطفل مثل تأخر أو عدم الكلام بوضوح أو خلط الكلمات أو الجمل. صعوبة في تنفيد بعض الاعمال مثل ارتداء الملابس بصورة طبيعية كربطة العنق وربط الحذاء واستعمال الأزرار، وطريقة استعمال الأدوات (كأن تقع من يده الأغراض أو عندما يحمل كوب الماء يهتز الكوب ويتناثر ما فيه)، وصعوبة التنسيق في ما يقوم به من أعمال مثل مسك الكرة أو تنطيطها أو رميها بصورة عادية، صعوبة التركيز عند الاستماع أو عندما يقرأ لهم من القصص.
بعد الالتحاق بالمدرسة وحتى سن التاسعة صعوبة غير متوقعة في التحصيل العلمي في المدرسة مع أنه يظهر عندهم نفس قدرات الطلاب الآخرين الذين ليس لديهم صعوبات، ويظهر عليهم أحيانا أن استيعابهم العلمي بطيء مقابل أوقات أخرى يظهرون فيها بحالة لا بأس بها. ومن أهم هذه الصعوبات:
الفشل الدائم في تعلم القراءة والكتابة والتهجئة.
تكرار واستمرار التبديل في الأرقام مثل 12 لرقم 21 أو ف بحرف ق.
صعـوبة تحديد الاتجاه يمينا أو شمالاً.
صعوبة تعلم حروف الهجاء والجداول الضرب وتذكر الاشياء المتتالية مثل أيام الاسبوع والأشهر وأرقام الهواتف.
استمرار صعوبة ربط الأحذية ومسك الكرة أو رميها.
صعوبة التركيز والمتابعة.
صعوبة تنفيذ ومتابعة التعليمات سواء كتابة أو قراءة.
التذمر المؤدي إلى المشاكل سلوكية عدوانية أو الانطواء نتيجة الإحساس بالنقص.
من سن التاسعة حتى سن الثانية عشرة تابع العلماء ملاحظة هذه المظاهر فوجدوا أن أهم ما يميزها:
استمرار الأخطاء في القراءة.
أخطاء إملائية غريبة كنسيان حروف من الكلمات أو وضع الحروف في غير مكانها.
استغراق وقت أكثر من المتوسط في الكتابة والقراءة.
الافتقار للنظام في المدرسة والبيت
صعوبة نقل وكتابة المعلومات من السبورة في الفصل أو من كتاب بصورة دقيقة.
صعوبة في تذكر أو تحليل المعلومات الشفهية وفهمها.
ازدياد ضعف الثقة بالنفس المؤدي إلى فرط الحركة والفوضى أو الانطواء.
بعد سن الثانية عشرة تستمر هذه الاعراض فلا تزال القراءة غير دقيقة، والأخطاء الإملائية متكررة، وهناك صعوبة في التخطيط وكتابة المواضيع. وتخبط ملحوظ في تلقي التعليمات الشفوية أو الأرقام الهاتفية وصعوبة شديدة في التعلم اللفة الأجنبية وزيادة في قلة المثابرة وضعف الثقة بالنفس.
ما هي أسباب عسر القراءة (الديسلكسيا)؟
العوامل النفسية
أ ـ اضطراب الإدراك السمعي والإدراك البصري
الإدراك عملية معقدة تبدأ باستثارة الحواس، وتنتهي بمعالجة المعلومات في الدماغ، واستخلاص ما هو قابل للإدراك منها. ومن هنا يظهر مدى تأثير أي خلل في هذه السيرورة، باعتبار القراءة عملية معقدة يتداخل فيها الإدراك السمعي (كيفية نطق الحروف) بالإدراك البصري (كيفية كتابتها).
ب ـ الاضطرابات اللغوية
تؤثر حصيلة الطفل وقاموسه اللغوي على تعلمه وتفسيره للمادة المقروءة المطبوعة، كما أن الأطفال الذين لديهم تشوه في بعض الأصوات يعجزون في الأغلب عن القراءة بشكل صحيح.
ج ـ اضطراب الذاكرة
تنقسم اضطرابات الذاكرة إلى اضطرابات الذاكرة السمعية واضطرابات الذاكرة البصرية، وقد أثبتت العديد من الأبحاث وجود صعوبة في الاسترجاع التتابعي للمثيرات المرئية لدى الأطفال ممن لديهم عسر القراءة، ويفسر هذا الفشل في الاسترجاع إلى عدم كفاءة عمليات الانتباه الانتقائي واستخدام استراتيجيات للحفظ والتذكر والاسترجاع أقل فاعلية وكفاءة مقارنة مع الأطفال غير المعسرين.
العوامل اللغوية
قد تكون خصائص اللغة المنطوقة، ونظام الكتابة (قواعد الإملاء)، وطرق تعليم القراءة والكتابة عوامل مساهمة في ظهور عسر القراءة لدى الأطفال. وكمثال على ذلك، نذكر صعوبة القراءة في اللغة الإنجليزية، والتي تتميز بتهجئتها اللغوية المعقدة حيث توظف أنماط الهجاء على عدة مستويات. وتعتبر الفئات الهيكلية الرئيسية التي تشكل التهجئة الإنجليزية هي المراسلات الصوتية للحروف، المقاطع، والمورفيمات. أما بعض اللغات الأخرى، مثل الإسبانية، فلديها تهجئة أبجدية توظف فقط المراسلات الصوتية للحروف، مما يجعل تعلمها أسهل نسبيا من تعلم الإنجليزية.
تشخيص عسر القراءة (الديسلكسيا)
ويعتمد الخبراء عموماً اختباراً متعدد التخصصات لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لصعوبات القراءة، مثل ضعف الإدراك أو الأسباب الفيسيولوجية كمشاكل في الرؤية أو السمع. كما يتم اعتماد اختبارات لتقييم مدى قدرة الطفل على القراءة مثل اختبار التعرف السريع لاختبار الذاكرة القصيرة المدى ومهارات التسلسل، واختبارات الترميز الصوتي، ومختلف اختبارات الذكاء…
علاج عسر القراءة
فالطفل الذي لديه عسر القراءة يحتاج إلى التشجيع المستمر من قِبَل الأهل من أجل رفع معنوياته، كما يحتاج إلى معاملة خاصة في المدرسة لمراعاة الإشكاليات التي يعاني منها وإعطائه فرصة لاستغلال مهاراته وقدراته العقلية.
توفير بيئة مساعدة على التعلم والاستيعاب، وخالية من كل عوامل التشويش وتشتيت الانتباه.
التحدث أمام الطلاب بصوت واضح، ولغة سليمة خالية من الأخطاء النحوية.
مراعاة مستوى المتعلمين حين اختيار النصوص والمفردات التي سيشتغلون عليها.
طرح الأسئلة بشكل واضح، والابتعاد عن الأسئلة المتداخلة، أو المعقدة.
تحفيز الطلاب المعسرين وتشجيعهم على المشاركة.
تفادي إحراج الطلاب المعسرين أمام زملائهم خلال القراءة الجهرية.
الكتابة بخط واضح مقروء سواءً على السبورة، أو خلال كتابة نماذج الحروف في كراسات المتعلمين .
تخصيص الوقت الملائم للمعسرين سواء خلال الامتحانات أو حتى خلال إنجاز الواجبات المنزلية.
التعرف على جوانب القوة لدى المعسرين وميولهم، والتركيز عليها.
التواصل مع الآباء وتوعيتهم بأسباب عسر القراءة وطرق التعامل مع أبنائهم في البيت.
الصبر وطول البال وعدم التسرع في طلب نتيجة المجهودات المبذولة.
التعليقات
سوبر أخصائي AI
أخصائي | منذ 1 أشهر
أهلًا بك، بوستك ممتاز وشامل جدًا عن الديسلكسيا، ربنا يكرمك. فعلاً معلوماتك دقيقة ومفيدة جداً.
حبيت أضيف معلومة بسيطة: مِن المهم جدًا التركيز على تقوية مهارات الصوتيات عند الطفل اللي بيعاني من الديسلكسيا. التدريب على فصل الكلمات لأصواتها، وربط الأصوات بالحروف، ده بيساعد كتير في تحسين مهارات القراءة والتهجئة. ممكن استخدام ألعاب وأنشطة ممتعة للتدريب على ده، زي العاب البطاقات أو حتى غناء أغاني الأحرف. وكل ما زاد التدريب والتفاعل مع الطفل، كل ما كانت النتائج أفضل، بإذن الله.
SP/Ahmed Abd Al naser Hegazy
أخصائي | منذ 1 أشهر
ممتاز بارك الله فيكي وجزاكي الله خيرا ♥️
Sara Sayed Shalaby
أخصائي | منذ 1 أشهر
شكرا لك
SP/Hossam Hassan
أخصائي | منذ 1 أشهر
احسنتي
Sara Sayed Shalaby
أخصائي | منذ 1 أشهر
شكرا لك
لا تتوقف عن القراءة .. هنالك المزيد من المنشورات المفيدة في انتظارك!
يمكنك قراءة المزيد من المنشورات أو المشاركة عن طريق التعليقات أو طرح الاسئلة والاستفسارات أو نشر المنشورات من خلال تطبيق سوبر أخصائي.