الجزء الاول من مقال الحبسة الكلامية

الحبسة الكلامية

ما هو الحبسة الكلامية
الحبسة الكلامية هي عدم القدرة على النطق والإعراب عن النفس والتعبير عن الفهم سواء بالكلام، أو الكتابة، أو الإشارة، وصعوبة الكلام المفاجئ.

هناك مركزان على جانبي الدماغ، ويكون الجانب الأيسر هو المسيطر مع الأشخاص الذين يعتمدون على يدهم اليمنى، وتشمل المنطقة النهاية الخلفية للتلفيف الأمامي والتي تشمل مركز بروكا الكلامي (تسمى حبسة بروكا) والنهاية الخلفية للتلفيف الصدغي الأول. لذا تكون الحبسة في العادة مصحوبة بنوع من أنواع الشلل النصفي الذي يصيب الجانب الأيمن من الجسم.

يكمن الفرق بين الحبسة الكلامية والتلعثم في أن الأولى تتمثل في صعوبة فهم الكلام والتحدث أو النطق بشكل كلي أو جزئي، أما الثانية فهي مشكلة تتمثل في تكرار بعض أحرف الكلام، أو التداخل الصوتي عند التحدث مما يجعل الكلام غير واضح.

انواع الحبسة الكلامية
يمكن تقسيم الحبسة إلى عدة أنواع، أهمها ما يلي:

الحبسة التعبيرية، وتسمى أيضاً باسم حبسة بروكا، وهي صعوبة التحدث بجمل طويلة، فيعبر المريض عما يريده بصعوبة من خلال ذكر كلمة واحدة أو جملة قصير، وقد يفهمه المحيطون به غالباً، كما يستطيع المصابون بذلك النوع فهم ما يقوله غيرهم.
الحبسة الاستقبالية أو حبسة فيرنيك، ويواجه المصابون بها صعوبة في القراءة والكتابة، ويمكنهم التحدث بجمل طويلة غير مفهومة، ويسمى ذلك النوع أيضاً باسم الحبسة الشاملة.
الحبسة الذكرية أو العامة التي تتميز بعدم قدرة المريض على إيجاد الكلمات المناسبة أو التحدث.
الحبسة التقدمية الأولية، وهي فقدان تدريجي للقدرة على القراءة، والكتابة، والتكلم، وفهم ما يقوله الآخرون، وتحتاج تشخيصاً دقيقاً لتفريقها عن أمراض أخرى مثل ألزهايمر، ولا يوجد حتى الآن علاج محدد لتلك الحالة غير المجموعات الداعمة وغيرها من الطرق التي قد تساعد.
كذلك قد يعاني البعض من فقدان النطق النفسي، وهو صعوبة الكلام بسبب التعرض لصدمة نفسية شديدة، وينقسم إلى نوعين رئيسين هما:

فقدان النطق الجزئي، حيث يفهم المريض كلام المحيطين به مع صعوبة التعبير عما يريد أو التحدث ببضع كلمات بدلاً من الجمل الكاملة.
فقدان النطق الكلى، بحيث لا يمكنه التعبير نهائياً عن نفسه سواء بالكلام أو الإيماء، بالإضافة إلى فقدان القدرة على فهم كلام المحيطين.
كذلك قد يتحدث البعض بكلمات غير مفهومة، كما قد يفقد القدرة على القراءة والكتابة.
اسباب الحبسة الكلامية
يقترن فقدان القدرة على الكلام بالعديد من العوامل ومنها المشكلات الدماغية أو العصبية، وخاصة تلك التي تسيطر على العضلات الوجهية، والحنجرة، والأحبال الصوتية اللازمة للكلام إضافة الى التهابها.

تعد أهم أسباب فقدان القدرة على الكلام إصابة الدماغ الناجمة عن السكتة الدماغية؛ إذ قد تسبب انسداد مجرى الأوعية الدموية في الدماغ أو تلفه، مسبباً بذلك نقص التروية الدموية للدماغ، ونتيجة لذلك فقد تموت الخلايا في تلك المنطقة ويتمثل ذلك غالباً في الحبسة الكلامية عند الكبار.

من أسباب الحبسة الكلامية أيضاً إصابة الدماغ نتيجة تعرض الرأس للإصابة الشديدة، أو بسبب وجود ورم في الدماغ أو التهاب به، وفي تلك الحالة يصاحب الحبسة اضطرابات في الذاكرة.

من أسباب الحبسة الكلامية الأخرى ما يلي:

التكيس والأورام التي تؤثر على اهتزاز الصوت ونوعيته.
الأمراض العضلية والاضطرابات المؤثرة على الفكين، والأسنان، والفم، مما يتسبب في ضعف القدرة على الكلام.
التصلب اللويحي.
التصلب الجانبي الضموري.
الشلل الدماغي.
الارتجاج الدماغي.
اضطرابات الذاكرة مثل ألزهايمر.
الجروح السنية.
من أسباب فقدان النطق النفسي التعرض لحادثة نفسية مؤلمة، أو فاجعة لم يستطع المريض التعامل معها، أو الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، كذلك قد يحدث ذلك نتيجة بعض التغيرات التي تحدث في فترة المراهقة، كما قد تحدث الحبسة الكلامية عند الاطفال نتيجة التعرض لطرق التربية الخطأ المعتمدة على الضرب مثلاً أو غيرها من الأسباب.

كذلك تعد الإناث أكثر عرضة للإصابة، وقد تكون الوراثة أحد الأسباب أيضاً، أما بالنسبة للعمر فإن احتمالية ظهور الحبسة عند الطفل في سن المراهقة أكبر من غيرهم.