شعور الطفل بالأمان احتياج أساسي مش رفاهية

في ناس بتفتكر إن الطفل أهم حاجة عنده الأكل والشرب والنوم
وإنه لو جسمه مرتاح خلاص كده هو بخير
لكن الحقيقة إن في حاجة تانية الطفل محتاجها بنفس الدرجة
وهي شعوره بالأمان

الطفل لو مش حاسس إنه في مكان آمن
مش هيقدر يركز ولا يلعب ولا حتى يضحك من قلبه
وحتى لو أكل كويس ونام كويس
لو جواه خوف أو توتر
مش هيعرف يعيش طفولته بارتياح

أبراهام ماسلو عالم نفس مهم قسم احتياجات الإنسان في شكل هرم
في القاعدة حط الاحتياجات الفسيولوجية زي الأكل والشرب
وبعدها على طول حط الأمان
يعني من وجهة نظره
الإنسان مش هيقدر يحقق أي حاجة في حياته
ولا يتطور ولا يتعلم ولا يحب
غير لما يحس إنه في أمان

الأمان عند الطفل مش بس إن البيت مقفول كويس
ولا إن الباب مش بيخبط
الأمان بالنسبة له
إن ماما ما تصرخش فيه فجأة
إن بابا ما يختفيش من غير ما يفهم
إن البيت يكون فيه صوت هادي وعيون بتطبطب
إنه يعرف إن لو تعب هيلقي حضن
ولو غلط مش هيتساب لوحده

الطفل اللي بيتربى في جو فيه أمان
بيبقى واثق
وبيتكلم من غير خوف
وبيجرب وما بيخافش يغلط
وبيتعلم أسرع
وبيحب أكتر
وبيفتح قلبه بسهولة

لكن الطفل اللي حاسس دايمًا إنه مهدد
سواء بالصوت العالي أو الإهمال أو حتى التوتر اللي حوالينه
بيبقى قلقان
بينام بصعوبة
وبيكبر وهو مش مطمن للحياة ولا للناس

إحنا نقدر نوفر الأمان
مش بالحماية المبالغ فيها
لكن بالحب المستمر
وبالكلام الهادي
وبالردود اللي فيها وعي
وبالوجود الحقيقي مش بس الجسدي