الحوار مع المراهق: محتاجين نجهز نفسنا لشوية حاجات 😉

أولًا، لو ماعنديش رصيد حوار كويس معاه من صغره، هحتاج مجهود أكبر وصبر زيادة عشان أعوض الوقت اللي فات. مش معنى كده إني أكون معتاد من صغره على الأوامر والصراخ والزعيق، وإني مش فاضي للنقاش، وإني مشغول عشان أوفر طلباته، ولما أقول كلمة تتنفذ على طول...الخ. يعني في عراقيل كتير بيني وبينه في سكة الحوار. ومش معنى إني أغير طريقتي وأحاول أجذبه للحوار، إن كل اللي فات هيختفي في ثانية.

حتى لو محاولاتي في الأول قابلتها مقاومة ورفض منه، صبري واستمراري في محاولة التقرب منه هيخليه يلين. المهم إني أستمر وأصبر، وأكون متأكد إني طول ما بحاول هقدر أوصل لغة مشتركة بيننا.

أساسيات الحوار مع ابني أو بنتي المراهق لازم تتضمن النقاط دي:

1. إقرار المشاعر: حتى لو برفض له طلب أو بنصحه بنصيحة مش عاجباه، لازم أفهم مشاعره في الرفض أو الإحباط، ما أنكرش المشاعر دي، وأحاول أفهم ليه بيزعل ويرفض. أقوله مثلاً: "أنا فاهم ضيقك أو زعلك دلوقتي، بس لازم تفهم إن غرضي مصلحتك، ولما الأمور تهدى ممكن نتناقش تاني ونحاول نقنع بعض". كده بكون فتحت مجال لإعادة النقاش، ووصلت له فكرة إني مش مستبد لمجرد إني الأكبر.

2. تقبل تغيرات المزاج (mood changes): دي من علامات المرحلة دي، بسبب التغيرات الهرمونية والتحديات اللي بيواجهوها. ما أنتقدهمش على كده، بالعكس، أفهمهم إن ده طبيعي، بس يواجهوه بطرق مختلفة، زي كتابة المذكرات، أو الفضفضة، أو ممارسة أنشطة مختلفة.

3. ثقافة الاعتذار: لو انفعلت عليهم بشكل مبالغ فيه، مش عيب إني أعتذر وأبرر، وبكون قدوة ليهم في كده.

4. مهارة التغافل: في أمور ممكن أعديها، وأمور تانية أكون حازم فيها. أفرق بين المواقف اللي ممكن أتهاون فيها، واللي لا. مثلاً، إهمالهم في مظهرهم، أو قصات الشعر الغريبة، أو اتباعهم لتريندات شايفها تافهة، دي أمور ممكن أعديها، لكن أكون حازم في أمور تانية زي العبادات، ورفاق السوء، والتصرفات الأخلاقية الغلط.

5. مساحة الحوار: أشركه في أمور أو مسؤوليات معينة، أخد رأيه في أمور تخصنا، أسمع له، وأمدحه على مشاركته وآرائه.

وأخيرًا، لازم نكون متأكدين إن مجهودنا في التقرب ليهم هيشيل أي آثار سلبية من الطفولة. وكل ما زاد إخلاصي في المجهود ده، هأخذ ثماره معاهم. ❤️

المجهود والصبر والطاقة اللي بنبذلها هما أساس تحديد هويتهم وشخصياتهم على المدى الطويل.