ماهو مفهوم التكامل الحسي ومن الأفراد الذين يحتاجون إلى التدخل
التكامل الحسي هو عملية تنظيم المعلومات التي يتم تلقيها عبر الحواس المختلفة (مثل السمع، والبصر، واللمس، والتذوق، والشم، وحتى التوازن والإحساس بالحركة) ليتمكن الدماغ من فهم البيئة والتفاعل معها بشكل مناسب. يعتبر التكامل الحسي جزءًا هامًا من التطور الطبيعي، حيث يساعد الأفراد على تحسين مهاراتهم الحركية والوظيفية والاجتماعية.

الفئات التي تحتاج إلى تدخل في التكامل الحسي تشمل بشكل خاص الأطفال والبالغين الذين يعانون من مشكلات في معالجة وتفسير المعلومات الحسية. ومن بين هذه الفئات:

1. الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد (ASD): يعاني الكثير من الأطفال المصابين بالتوحد من حساسية مفرطة أو قلة حساسية تجاه بعض المحفزات الحسية، مما يجعلهم غير قادرين على تحمل الأصوات العالية أو الإضاءة القوية، أو قد يسعون إلى المحفزات الحسية بشكل مفرط.


2. الأفراد الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD): قد يواجهون تحديات في تنظيم الاستجابات الحسية، حيث قد يكونون حساسين بشكل مفرط لبعض المحفزات أو يسعون للمزيد من المحفزات للتعامل مع بيئتهم.


3. الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم: أحياناً، ترتبط صعوبات التعلم بعدم قدرة الدماغ على معالجة المعلومات الحسية بشكل صحيح، مما يؤثر على مهارات القراءة، والكتابة، والانتباه.


4. الأفراد المصابون بإعاقات أخرى: مثل متلازمة داون، الشلل الدماغي، وإصابات الدماغ الرضحية، حيث قد تؤدي هذه الحالات إلى مشكلات في التكامل الحسي، مما يستدعي تدخلًا لتحسين جودة الحياة.


5. الأشخاص الذين تعرضوا للضغوط النفسية أو الصدمات: قد يعاني بعض الأفراد من صعوبات في التكامل الحسي بسبب تأثيرات طويلة الأمد من الصدمات، مما يجعلهم بحاجة إلى العلاج لمساعدتهم على إعادة تنظيم وتجهيز المعلومات الحسية بفعالية.



يتم التعامل مع تحديات التكامل الحسي من خلال جلسات علاجية تعرف بـ "العلاج بالتكامل الحسي"، والتي تركز على تدريبات وأنشطة حسية مخصصة لتحفيز أو تنظيم الاستجابات الحسية.
التكامل الحسي هو مفهوم حيوي تم تطويره لأول مرة من قبل الدكتورة "جين آيرز" في سبعينيات القرن الماضي. هذا النهج يركز على كيفية استيعاب الفرد للمعلومات الحسية ومعالجتها للاستجابة بشكل ملائم للبيئة. حينما يتعرض الدماغ لعجز في هذه العملية، يمكن أن تظهر صعوبات تؤثر على الأداء اليومي والتفاعل الاجتماعي.

1. ما هو العلاج بالتكامل الحسي؟

العلاج بالتكامل الحسي (Sensory Integration Therapy) هو نوع من التدخل العلاجي المصمم لتحفيز أو تنظيم الاستجابات الحسية للأفراد الذين يعانون من صعوبات في معالجة هذه المعلومات. في هذه الجلسات، يتم استخدام أنشطة خاصة، مثل اللعب بالرمل، التأرجح، أو القفز على الترامبولين، بهدف تعزيز القدرة على التفاعل مع البيئة بشكل متوازن.

يعتمد هذا العلاج على تقييم حساسية الفرد لمختلف المحفزات، وتحديد الأنشطة التي تساعد في تحسين التفاعل معها. الهدف هو تحقيق توازن في الاستجابات الحسية وتعزيز القدرة على التركيز، وتقليل القلق، وزيادة القدرة على أداء الأنشطة اليومية.

2. كيف يتم تشخيص صعوبات التكامل الحسي؟

عادةً ما يتم التشخيص من قبل مختصين في العلاج الوظيفي، حيث يتم إجراء تقييمات دقيقة لاستجابات الشخص للمحفزات الحسية، سواء كان حساسًا للغاية أو قليل الحساسية تجاهها. يتم تقييم سلوكيات مثل:

التشتت السريع.

الانسحاب من المواقف الاجتماعية.

صعوبات في التوازن والتنسيق.

الاستجابة المفرطة أو القليلة للمس أو الصوت.


بناءً على نتائج هذه التقييمات، يمكن تصميم خطة علاجية ملائمة.

3. فوائد العلاج بالتكامل الحسي

تحسين الانتباه والتركيز: الأنشطة المصممة بعناية تساعد على تقليل التشتت والانتباه إلى المحفزات المناسبة.

تحسين المهارات الحركية: الأنشطة الحسية تدعم التنسيق والتوازن، مما يسهم في تعزيز مهارات الحركة الدقيقة والكبيرة.

التفاعل الاجتماعي: معالجة التحديات الحسية تساعد على تقليل القلق وزيادة التفاعل الاجتماعي، خاصةً للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التفاعل مع أقرانهم.

زيادة الاستقلالية: من خلال تطوير مهارات التفاعل مع البيئة، يمكن للأفراد أن يصبحوا أكثر استقلالية ويؤدون الأنشطة اليومية بثقة.


4. دور الأسرة في دعم التكامل الحسي

يلعب الأهل دورًا مهمًا في دعم التكامل الحسي من خلال فهم احتياجات الطفل، والعمل مع المختصين لتهيئة بيئة مناسبة في المنزل، مثل تقليل الضوضاء المزعجة أو إعداد منطقة مخصصة للأنشطة