الوعي بالذات عند الأطفال هي البداية الحقيقية للتربية

في تربية الأطفال دايمًا بنركز على السلوك
نقول للطفل اعمل كده وما تعملش كده
خليك مؤدب
ما تعيطش
قول حاضر
اسكت لما الكبار يتكلموا

بس نادرًا ما بنسأل نفسنا سؤال بسيط
هو ابني عارف نفسه فعلًا
عارف هو بيحب إيه وبيكره إيه
عارف إمتى بيحس بالراحة وإمتى بيتوتر
عارف لما يعيط هو زعلان ولا متلخبط ولا خايف
ولا إحنا علمناه يخبّي كل ده عشان يكون طفل كويس

الطفل اللي مش واعي بنفسه
بيكبر وهو دايمًا بيدور على حد يقوله هو صح ولا غلط
هو حلو ولا لأ
هو محبوب ولا محتاج يغيّر نفسه

أما الطفل اللي فاهم نفسه
هيكبر وهو مطمن لجواه
مش هيتعب نفسه في مقارنة
ولا هيمشي عمره بيحاول يرضي الكل

الوعي بالذات مش حاجة للكبار بس
ده بيتزرع بدري جدًا
من أول ما تسمعي ابنك يقول
أنا مش عايز أروح دلوقتي
أو يقول
أنا مش مرتاح من الصوت العالي
أو
أنا بحب ألعب لوحدي شوية

دي لحظات بيعبّر فيها عن نفسه
عن إحساسه
عن شخصيته اللي لسه بتتكوّن
وإحنا إما نسمع ونحتويه
أو نكتمه ونهزّ راسنا ونقول
كده عيب
اسكت متتعبناش

الطفل مش بس محتاج يسمع عن الصح والغلط
هو محتاج يسمع صوته
ويتعلم يعبر عن نفسه حتى لو مش شبه باقي الأطفال
حتى لو قال حاجة إحنا مش متعودين نسمعها
زي
أنا محتاج وقت
أنا مش حابب ده
أنا خايف
أنا مش زعلان بس تايه

لما نعلّم الطفل إنه يسمع نفسه
وما يخافش من مشاعره
وما يستناش إذن عشان يقول رأيه
ساعتها نكون فعلاً بنربي طفل واعي بنفسه
قادر يواجه الحياة وهو ماسك في نفسه مش في الناس