فقدان الذاكرة هو استجابة نفسية عميقة يمكن أن تحدث بعد تجارب صادمة، وخاصة في سياقات السجن والتعذيب. يُشار إلى هذه الظاهرة غالبًا باسم فقدان الذاكرة ما بعد الصدمة post traumatic amnesia (PTA) أو فقدان الذاكرة التفارقي، وتعمل كآلية دفاعية للأشخاص الذين تعرضوا لضغوط وعنف شديدين.

يهدف التعذيب إلى إلحاق الألم الجسدي، ولكنه يسعى أيضا إلى يسبب ألم نفسي شديد قد يفوق الالم الجسدي ويمكن أن تؤدي آثاره التراكمية لحدوث أعراض واضكرابات نفسية طويلة الأمد، بما في ذلك فقدان الذاكرة.

فالاصابات النفسية للناجين أكبر وأعمق من اي اصابة جسدية أخرى.


يقوم الدماغ بحجب ذكريات الأحداث الصادمة كوسيلة لحماية الفرد من الألم العاطفي الكبير. يمكن أن يظهر هذا الانفصال على شكل فقدان كامل أو جزئي للذاكرة، أحيانا يستمر لسنوات أو حتى عقود. عندما تعود الذكريات، غالبا ما تأتي بشكل مجزأ، مما يؤدي إلى ذكريات مؤلمة وكوابيس..

عندما يتعرض الفرد لصدمة شديدة، يحدث في الدماغ تثبيط من القشرة والجهاز الحوفي او اللمبي limbic system خاصة اللوزة، أي أنه يغلق الاستجابات العاطفية لحماية نفسه من رعب والخوف، فيؤثر على كيفية معالجة الذكريات وتخزينها

لذلك يبدو الشخص منفصل عن الواقع وفاقد للذاكرة.

وعلاج هذا الامر يتطلب نهج علاجي طويل الامد ومتعدد مثل العلاج السلوكي المعرفي المركز على الصدمة (TF-CBT)، أو العلاج بالتعرض المطول، أو زوال التحسس واعاظة المعالجة باستخدام حركات العين