يعد اضطراب طيف التوحد من أكثر الاضطرابات شيوعاً وأهمية علي الساحة مؤخراً، وذلك نظراً لانتشاره في العديد من الأطفال، وتلقى مسألة تشخيص التوحد اهتماماً كبيراً وذلك يرجع للأهمية الكبيرة لاكتشاف اضطراب طيف التوحد والتدخل المبكر وتأهيل الأطفال التي تعاني منه، وفي هذا المقال نستعرض أهم النقاط التي من شأنها ان تساعد في عملية تشخيص التوحد وتحديد درجته بدقة طبقاً 2022 DSM-5-TR، وتتمثل المحاور الرئيسية للمقال في الآتي:
- ما هي المصادر الرئيسية لتشخيص الاضطرابات المختلفة على مستوى العالم ؟
- ما هو تعريف اضطراب طيف التوحد (ASD) طبقا 2013 DSM-5 و 2016 ICD-11؟
- ما هي المعايير التشخيصية لاضطراب طيف التوحد طبقا 2022 DSM-5-TR؟
- ما هي محددات اضطراب طيف التوحد؟
- ما هو السن التشخيصي له؟
- ما هي مستويات شدة الاضطراب ، والدعم المقدم؟
- ما هو التعريف الشامل لاضطراب طيف التوحد؟
- ما هي المؤشرات الأولية التي تساعد الأم في التعرف على الاضطراب في بداية عمر الطفل؟
ما هي المصادر الرئيسية لتشخيص الاضطرابات المختلفة على مستوى العالم ؟
يعد المصدريين التاليين هما المصدريين الرئيسين لتشخيص التوحد وكذلك الاضطرابات المختلفة الأخرى علي مستوي العالم وهما:
- دليل التصنيف التشخيصي والإحصائي للأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية diagnostic and statistical manual of mental disorders DSM الذي تصدره الجمعية الأمريكية للطب النفسي APA.
- التصنيف الدولي للأمراض international classification of disease ICD الذي يصدر عن منظمة الصحة العالمية WHO.
تعريف اضطراب طيف التوحد (ASD)
- التعريف بالنسبة DSM-5 2013: هو اضطراب عصبي نمائي يتحدد بمعيارين فقط و هما التواصل و التفاعل الاجتماعي والسلوكيات النمطية والتكرارية ويظهر خلال مرحلة الطفولة المبكرة من حياة الطفل.
- التعريف بالنسبة إلي 2016 ICD-11: هو عجز منتشر ومستمر في قدرة على التفاعل الاجتماعي المتبادل والتواصل الاجتماعي ، والسلوكيات والاهتمامات النمطية التكرارية. و أن الاضطراب يبدأ خلال مرحلة النمو.
معايير تشخيص إضطراب طيف التوحد طبقاً 2022 DSM-5-TR:
تنويه: تشخيص التوحد ومتابعة حال الطفل وتأهيله يتم عن طريق فريق مكون من العديد من التخصصات، لا يجب الاعتماد علي المعلومات المدرجة في هذه المقالة فقط بغرض التقييم أو التشخيص أو التأهيل أو العلاج دون الرجوع للمختص!. هذه المعلومات إسترشادية وغرضها التوعية بتلك المتلازمة والاكتشاف المبكر لها، ننصحك دائماً بالرجوع للمتخصصين والمتابعة معهم.
يُحدد اضطراب التوحد بمعيارين أساسيين، حيث يتضمن المعيار الأول منها ثلاثة محكات يجب أن تنطبق جميعها على الطفل. أما المعيار الثاني، فيتضمن أربع معايير يجب أن ينطبق اثنان على الأقل على الطفل، كما هو موضح فيما يلي:
١- عجز ثابت ومستمر في التواصل والتفاعل الاجتماعي في سياقات متعددة في الفترة الراهنة أو كما ثبت عن طريق التاريخ، وذلك في جميع ما يلي:
- قصور في التفاعل الاجتماعي المتبادل، مثل: انخفاض مشاركة الاهتمامات والانفعالات، وكذلك عدم القدرة على بدء التفاعلات الاجتماعية والاستجابة لها أيضًا.
- قصور في السلوك التواصلي الغير لفظي المستخدم في تحقيق التفاعل الاجتماعي، مثل: ضعف التواصل البصري وعدم فهم الإيماءات المستخدمة، وكذلك عدم وجود التعبيرات الوجهية المساعدة على التواصل والتفاعل الاجتماعي.
- قصور الطفل في تكوين العلاقات مع الآخرين والاستمرار فيها وتطويرها .
تذكر: يجب ان تنطبق جميع المحكات الثلاثة السابقة علي الطفل بلا استنثاء.
٢-السلوكيات النمطية والتكرارية واهتمامات وأنشطة محددة ومقيدة تظهر في الفترة الراهنة أو كما ثبت عن طريق التاريخ في أثنين علي الأقل مما يلي:
- حركات جسدية تكرارية واستخدام الاشياء بشكل نمطي وتكراري، ويظهر كذلك في الكلام النمطي التكراري فيما يسمى بالترديد المرضي للكلام .
- عدم المرونة والالتزام الشديد بالروتين ومقاومة أي تغيرات فيه سواء كانت طريقة معين في الطعام وتناوله أو طقوس معينة .
- الاهتمامات الثابتة والمقيدة للطفل وتعد غير عادية في اهتمامه وتركيزه لها ومستوى شدتها مثل: الاهتمام الشديد بجزء معين من لعبة معينة .
- إفراط أو قصور في الجوانب الحسية، مثل: الإنجذاب البصري الملحوظ للأنوار، و الامبالاة لدرجة الحرارة أو الشعور بالألم .
تذكر : لتشخيص التوحد، يجب ان ينطبق أثنان علي الأقل من المحكات الأربعة السابقة علي الطفل.
أقرا ايضاً : الفرق بين التوحد وإضطراب التواصل الاجتماعي وماذا عن الحرمان البيئي!
محددات تشخيص اضطراب طيف التوحد
يوجد خمس محددات لاضطراب طيف التوحد وفقا لـ DSM وسوف نقدمها من خلال آخر التغييرات المقدمة في DSM-5-TR 2022 وهي أن نحدد التالي:
- مع أو بدون إعاقة ذهنية مصاحبة.
- مع أو بدون اضطراب لغوي مصاحب.
- متوافق مع مشكلة أخرى في النمو العقلي ،أو العصبي ،أو السلوكي.
- متوافق مع حالة طبية ،أو وراثية معروفة ،أو عامل بيئي.
- هل مصحوب بالكاتاتونيا Catatonia (يستدعي النظر إلي محكات تشخيص الكاتاتونيا المصحوبة باضطراب عقلي اخر)
أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفى
السن المناسب لتشخيص إضطراب طيف التوحد
في DSM-4 السابق للنسخة الخامسة من DSM كان تشخيص التوحد في سن الثالثة من عمر الطفل ، ولكن جاء التغيير في DSM-5 حيت يتم تشخيص التوحد وفقا لـ DSM-5 اثناء مرحلة الطفولة المبكرة.
أقرأ ايضاً : اسباب التوحد
مستويات شدة اضطراب طيف التوحد
تتوقف شدة أو حدة الاضطراب على مدى القصور في التواصل الاجتماعي ، السلوكيات النمطية التكرارية المحددة . ويوجد ثلاث مستويات للشدة يتوقف عليها مستوى الدعم المقدم وهي كالآتي:
- المستوى الأول: يحتاج إلي دعم.
- المستوى الثاني: يحتاج إلي دعم كبير.
- المستوى الثالث: يحتاج إلي دعم كبير جداً.
يتم قياس شدة التوحد وتحديد درجته عن طريق أحد مقياس قياس شدة اضطراب طيف التوحد مثل مقياس جيليام 3 او كارز 2.
التعريف الشامل لاضطراب طيف التوحد
بعد التعرف على كل هذه الجوانب المتعلقة باضطراب طيف التوحد ، يمكننا وضع تعريف شامل له وهو كالآتي:
التوحد هو اضطراب نمائي عصبي عام يلازم الفرد طوال حياته وتؤثر علي حياته بالسلب، وتتميز صورته الكلية في وجود قصور أو خلل في خمسة جوانب حيث تتمثل هذه الجوانب في التفاعل الاجتماعي، واللغة، والتواصل، والسلوكيات، واللعب. ولا نغفل عن أنه قد يوجد قصور في الجانب الحسي للطفل وكل هذه الملامح يقوم الاخصائي بملاحظتها والتحقق منها بوجودها لدى الطفل.
العلامات والأعراض الأولية التي تساعد الأم في اكتشاف اضطراب التوحد في بداية عمر الطفل:
نعم؛ هناك مؤشرات وعلامات ضرورية لكي تلاحظها الأم على طفلها والتي تساعد في الاكتشاف المبكر وتشخيص التوحد، والتدخل المبكر للطفل والحد من هذه المشكلات، وتكون هذه المؤشرات بداية من العام الأول للطفل والعام الثاني حتى مرحلة الطفولة ، وتتمثل هذه المؤشرات في:
1- علامات واعراض التوحد في العام الأول:
- لا يلاحظ أمه أو يتابعها ببصره خلال الرضاعة أو غيرها.
- لا يبدي أي رد فعل لما يدور في بيئته.
- يبدو وكأنه لا يريد أمه ، ولا يحتاج إلي وجودها.
- لا يظهر عليه إدراكه لوالديه ، أو أمه على الأقل.
- يبكي قليلاً ، ولكنه أيضا سريع الغضب والانفعال.
- لا يهتم بمن يحمله أو يقبل عليه أحد من حوله حتى لو كان وثيق الصلة به.
- لا يبدي أي اهتمام للالعاب التي توضع أمامه.
- تكون ردود أفعال الطفل دائما متوقعة ومتشابهه.
- لا يبدي أي اهتمام بلعب مع الآخرين.
- يستمر في عدم إبداء أي تعبير وجهي عند رؤية الوالدين مثل الابتسام لهم.
- تأخر في إصدار الأصوات المختلفة.
- كون ردة فعله للمثيرات في البيئة أما مفرطة مثل النظر الشديد لمصدر ضوء أو الإنتباه الشديد لدوران المروحة ، أو قليلة جدا مثل اللامبالاة بالألم أو لدرجات الحرارة العالية.
ننتبه أنه لا يشترط أن يأتي الطفل بكل هذه المؤشرات ، يكفي أن يظهر أغلبها.
2- علامات واعراض التوحد في العام الثاني:
- يتقدم الطفل في العمر دون صدور المناغاة لديه . ٢- اظهار اللامبالاة لباقي أفراد الأسرة.
- يتجنب التواصل البصري.
- لا يشير إلي الأشياء التي يريدها.
- يفضل الجلوس وحيداً أغلب الوقت.
- لا يبدي رغبة في العناق.
- مشكلات في النوم.
- الانزعاج الشديد من أي تغير في روتين البيئة من حوله.
- إصدار حركات تكرارية مثل هز الجسم أو خبط الرأس ، أو تحريك شيء بصورة محددة لا يغيرها.
- الانزعاج من الأماكن المزدحمة والصاخبة.
- الاهتمام الغير العادي بشيء معين دون غيره مثل جزء من لعبة.
3- علامات واعراض التوحد خلال مرحلة الطفولة:
- توجد لديه صعوبة في التواصل مع الآخرين سواء باستخدام الكلام أو الإشارات المختلفة.
- يكون مدى الإنتباه لديه قصير ، فيكون سهل التشتت وصعب عليه التركيز على شيء معين لمدة.
- لا يبدي أي اهتمام بمشاركة الآخرين من نفس سنه.
- يضع أدوات اللعب في ترتيب معين أثناء اللعب.
- يسمح للأطفال الآخرين بلعب بجانبه ولكن دون مشاركتهم اللعب.
- ترديد الكلام دون فهم ويبدو كأنه يقوم بالتسميع.
تنويه: اذا لاحظت ان طفلك لديه العديد من الأعراض السابقة، يرجى التوجه به للمتخصصين لإجراء الكشف اللازم علي الطفل وملاحظته ودراسة حالته وتطبيق المقاييس والاختبارات اللازمة لتشخيص الطفل بشكل صحيح.
أقرا ايضاً : علامات وأعراض التوحد
وبهذا نكون انتهينا من عرض خطوات تشخيص التوحد وتحديد درجته بما فيها من أحدث معايير التشخيص طبقاً لدليل التصنيف التشخيصي والإحصائي للأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية 2022 DSM-5-TR وتحديد درجته عن طريق أحدث المقاييس مثل جيليام 3 أو كارز 2.
أقرا ايضاً : تأهيل التوحد | التدخلات التأهيلية والعلاجية الفعالة والغير فعالة لأطفال التوحد
