الإعاقة العقلية | تعريف ، أسباب ، تصنيفات ، خصائص ، تشخيص
الإعاقة العقلية تشكل تحديًا كبيرًا في مجتمعنا، حيث يواجه الأفراد الذين يعانون منها صعوبات في التكيف مع متطلبات الحياة اليومية. يتناول هذا المقال موضوع الإعاقة العقلية من خلال عرض تعريفها وتصنيفهاتها المختلفة ، بالإضافة إلى أسباب الإعاقة العقلية وفروقها عن المرض العقلي، والخصائص الفردية للمعاقين عقليًا، مع توضيح الفروق بين القابلين للتعلم والقابلين للتدريب والاعتماديين، وكذلك عرض كيفية تشخيص تلك الإعاقة بطريقة تكاملية سليمة.
اضغط علي الجزء المراد قراءته للانتقال إليه
تعريف الإعاقة العقلية:
الإعاقة العقلية هي القصور الواضح المتمثل في القصور العقلي والوظيفي، المعبر عنه بدرجات الذكاء التي تنحرف انحرافين معياريين دون المتوسط، والقصور في السلوك التكيفي المعبر عنه بالسلوك التوافقي والمهارات الاجتماعية والتكيفية العملية التي تظهر قبل سن 18 سنة (الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي).
أسباب الإعاقة العقلية:
تعتبر أسباب الإعاقة العقلية متنوعة ومعقدة، ويمكن تقسيمها إلى عدة فئات كما يلي:
- أسباب وراثية وجينية:
- الوراثة: انتقال الجينات التي تحمل الإعاقة العقلية من الاباء إلي الابناء.
- متلازمة داون: ناتجة عن وجود كروموسوم إضافي (كروموسوم 21).
- القزامة والاستسقاء الدماغي: بعض الحالات تكون نتيجة للتغييرات الجينية.
- أسباب بيئية قبل الولادة:
- التسمم: تعرض الأم لمواد ضارة قد تؤثر على تطور الجنين.
- الإجهاد الانفعالي للأم الحامل: الضغوط النفسية على الأم أثناء الحمل.
- تعرض الأم للإشعاع: قد يؤدي إلى تغيرات جينية في الجنين.
- سوء التغذية للأم الحامل: نقص التغذية يمكن أن يؤثر سلبًا على تطور الدماغ.
- أسباب بيئية أثناء الولادة:
- اضطرابات الحمل: مشاكل مثل الولادة المبكرة أو التسمم الحملي.
- اختناق الجنين: نقص الأكسجين أثناء الولادة.
- التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين: قد يعيق تدفق الدم والأكسجين.
- أسباب بيئية بعد الولادة:
- الحصبة والحمى الشوكية: فقد تؤدي إلى تلك الإعاقة إذا لم تتم معالجتها.
- نقص نشاط الغدة الدرقية: قد يؤدي إلى تأثير سلبي على التطور العقلي.
- سوء التغذية: نقص العناصر الغذائية يمكن أن يؤثر على النمو العقلي.
يجدر بالذكر أنه قد يكون لدى بعض الأفراد تلك الإعاقة دون أن يكون لديهم أي سبب واضح، وقد يكون السبب في بعض الحالات مجموعة معقدة من العوامل الوراثية والبيئية.
أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفى
تصنيفات الإعاقة العقلية:
تم تقسيم تلك الإعاقة إلى عدة فئات بناءً على مستوى الذكاء والاداء الوظيفي. وفيما يلي تصنيفات الإعاقة العقلية الشائعة:
تصنيف الإعاقة العقلية حسب درجة الذكاء:
- الإعاقة العقلية البسيطة:
- نسبة ذكاء تتراوح بين (55-70) على اختبار الذكاء.
- يشكلون حوالي (85-90%) من مجموع الأفراد المتخلفين عقليا.
- الإعاقة العقلية المتوسطة:
- نسبة ذكاء تتراوح بين (40-54) على اختبار الذكاء.
- يشكلون حوالي (6-10%) من مجموع الأفراد المتخلفين عقليا.
- الإعاقة العقلية الشديدة:
- نسبة ذكاء تتراوح بين (25-39) على اختبار الذكاء.
- يشكلون حوالي (3-4%) من مجموع الأفراد المتخلفين عقليا.
- الإعاقة العقلية الشديدة جداً:
- درجة ذكاء أقل من 25 على اختبار اختبار الذكاء.
- يمثلون 1% فقط من مجموع الأفراد المتخلفين عقليا.
التصنيف التربوي للإعاقة العقلية:
- القابلون للتعلم:
نسبة ذكائهم تتراوح بين (55-70) على اختبار الذكاء، وبذلك فهي تتضمن الأفراد الذين يعانون من تلك الإعاقة بدرجة بسيطة. يمكن لهؤلاء الأفراد تعلم المهارات الأكاديمية البسيطة، مثل القراءة والكتابة والحساب، ويمكن تدريبهم على مهن تمكنهم من العيش بشكل مستقل في المجتمع. - القابلون للتدريب:
نسبة ذكائهم تتراوح بين (25-55) على اختبار الذكاء. وهم الأفراد الذين يمكنهم تعلم مهارات محددة أو التدرب على مهام معينة، رغم وجود تحديات في التعلم الأكاديمي التقليدي. - الاعتماديون:
درجة ذكائهم أقل من 25 درجة على اختبار الذكاء. وتشمل هذه الفئة الأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة مستمرة في معظم أو جميع جوانب الحياة اليومية.
خصائص المعاقين عقلياً:
خصائص المعاقين عقلياً تشكل جانبًا حيويًا من فهم احتياجات وتحديات هذه الفئة المهمة في مجتمعنا. يتنوع هؤلاء الأفراد في قدراتهم وتفاعلاتهم، وتظهر خصائصهم بوضوح في عدة جوانب من الحياة. وتتمثل تلك الخصائص في الآتي:
أ. خصائص المعاقين عقلياً القابلين للتعلم:
- قصور في الوظائف الحركية (عدم التوافق العضلي العصبي).
- تتقارب الخصائص الجسمية بينهم وبين العاديين.
- قصور حسي بسيط.
- ضعف الانتباه والتركيز.
- ضعف الحصيلة اللغوية.
- السلوك العدواني.
- عدم الثقة في النفس.
- يستطيعون الاعتماد على أنفسهم في أمور بسيطة.
ب. خصائص المعاقين عقلياً القابلين للتدريب:
- لا يستطيعون القراءة والكتابة.
- بطء الاستجابة والتردد.
- النشاط الزائد.
- الميل إلى العزلة.
- النمو البطيء في النمو اللغوي.
- قصور القدرة على التعميم.
- ضعف القدرة على التذكر والتركيز.
- تبسيط المعلومات والتدريج من السهل للصعب.
- لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم.
ج. خصائص المعاقين عقلياً الاعتماديون:
- تأخر في القدرة على الكلام.
- لا يمكن تعليمهم القراءة والكتابة.
- نمو الجسم بمعدل بطيء.
- تكثر بينهم الإعاقات الحركية.
- عدم القدرة على التوازن الحركي.
- عدم التكيف مع البيئة.
- لا يملكون مهارات الاعتناء بالنفس (الطعام، الشراب، النظافة الشخصية).
تنويه: تشخيص الإعاقة العقلية ومتابعة حالة الطفل وتأهيله يتم عن طريق فريق مكون من العديد من التخصصات، لا يجب الاعتماد علي المعلومات المدرجة في هذه المقالة فقط بغرض التقييم أو التشخيص أو التأهيل أو العلاج دون الرجوع للمختص!. هذه المعلومات إسترشادية وغرضها التوعية بتلك الإعاقة والاكتشاف المبكر له، ننصحك دائماً بالرجوع للمتخصصين والمتابعة معهم.
التشخيص التكاملي للإعاقة العقلية:
يتم تشخيص الإعاقة العقلية من خلال اتجاه تكاملي يشمل العديد من الابعاد والتي هي كالآتي:
- التشخيص الطبي:
- يشمل جمع معلومات حول تاريخ الحالة الوراثي وأسباب الحالة.
- يتضمن تقييم ظروف الحمل ومظاهر النمو الجسمي للفرد.
- التشخيص السيكومتري:
- يقوم بها أخصائي نفسي وتشمل اختبارات الذكاء مثل اختبار وكسلر واختبار ستانفورد بينيه.
- التشخيص الاجتماعي:
- يقوم بها أخصائي اجتماعي ويتضمن تقييم درجة السلوك التكيفي باستخدام مقاييس السلوك التكيفي.
- التشخيص التربوي:
- يقوم به أخصائي تربية خاصة ويتضمن تقييم المهارات الأكاديمية باستخدام مقاييس المهارات الأكاديمية.
- يساعد في تحديد احتياجات التدريب والتأهيل التربوي.
وبذلك فإن أدوات التشخيص تتضمن: المقابلات، والتقارير الطبية، والاختبارات السيكومترية مثل: اختبار ستانفورد بينيه واختبار وكسلر.
الفرق بين الإعاقة العقلية والمرض العقلي:
نقاط الاختلاف | المرض العقلي | الإعاقة العقلية |
---|---|---|
يحدث في: | أي مرحلة من مراحل النمو | تحدث تحت سن 18 سنة |
القابلية للعلاج: | قابل للعلاج | غير قابل للعلاج |
معامل الذكاء: | متوسط أو فوق المتوسط | أقل من المتوسط |
الهلاوس سمعية وبصرية: | يوجد هلاوس سمعية وبصرية | لا يوجد هلاوس سمعية وبصرية |
مقاومة العلاج والتدريب: | يقاوم التأهيل أو التدريب | لا يقاوم التأهيل أو التدريب |
وبهذا نكون انتهينا من عرض الاعاقة العقلية من حيث التعريف والاسباب والتصنيفات والخصائص وطرق التشخيص السليمة.
اقرأ أيضاً : التأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة
ضعف الكلام والتركيز