مشكلات وتحديات الإعاقة البصرية
تعتبر الإعاقة البصرية من القضايا الهامة في مصر وتطرح العديد من المشكلات والتحديات للأفراد والعائلات التي تعاني من وجود أحد أفرادها ضمن هذه الإعاقة.
وتعتبر الإعاقة البصرية مشكلة اجتماعية وصحية تؤثر على الجوانب الحياتية للأفراد للمكفوفين في مصر، فيعاني الكثيرون من صعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية والتعليم وفرص العمل المناسبة.
وتطلق الحكومة مبادرات لزيادة الوعي حول حقوق واحتياجات المكفوفين.
وعلى الرغم من كل التحديات التي تواجههم، إلا أن العديد من الأفراد ذوي الإعاقة البصرية في مصر على يحققون نجاحات كبيرة في العديد من المجالات.
وسنتناول في هذه المقال:
- ما هي الإعاقة البصرية؟
- الأشكال الشائعة للإعاقة البصرية
- أسباب تساهم في انتشار هذه الإعاقة في مصر
- إحصائيات تتعلق بالمكفوفين في مصر
- المشكلات والتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مصر
- المبادرات والجهود المحلية
ما هي الإعاقة البصرية؟
الاعاقة البصرية هي حالة تصيب العين أو النظام البصري للفرد وتؤثر سلباً على قدرته على رؤية العالم من حوله بشكل طبيعي.
يمكن أن تكون هذه الإعاقة ناتجة عن عدة أسباب مختلفة، بما في ذلك الأمراض العينية والمشاكل الوراثية والإصابات البدنية والأمراض المزمنة.
الأشكال الشائعة للإعاقة البصرية:
1- العمى:
حيث يكون الفرد غير قادر على رؤية أي شيء بصورة واضحة أو لديه رؤية ضعيفة جداً لدرجة أنه لا يمكنه الاعتماد على الرؤية في القيام بالمهام اليومية.
2- الضعف البصري:
يعاني الأشخاص ذوي الضعف البصري من رؤية ضبابية أو ضعيفة تجعلهم يحتاجون إلى مساعدات بصرية مثل النظارات أو العدسات اللاصقة لتحسين رؤيتهم.
3. إعتام عدسة العين:
يمكن أن يكون الإعتام سببًا آخر للاعاقة البصرية، حيث يتعرض العدسة الطبيعية لعوامل مثل الشيخوخة أو الإصابة وتصبح غير واضحة.
4. اعتلال الشبكية:
يشير هذا إلى مشاكل في الطبقة الحساسة في العين التي تلعب دورًا مهمًا في تحويل الأشعة الضوئية إلى إشارات عصبية تصل إلى الدماغ.
إقرأ أيضاً: الإعاقة البصرية | تعريف ، تصنيفات ، خصائص ، احتياجات ، أسس تعليم
أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفى
أسباب تساهم في انتشار هذه الإعاقة في مصر:
- تعاني مصر من مشكلة التلوث البيئي الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في العين والرؤية، مثل تلوث الهواء والماء، والتعرض لملوثات كيميائية.
- انتشار الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى مشاكل في العين وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرؤية.
- تواجه مصر تحديات في توفير الرعاية الصحية لجميع سكانها، وقد يؤدي عدم توفير التوعية والعلاج والفحوصات الطبية المناسبة في الوقت المناسب إلى تفاقم مشاكل الرؤية.
- قد تكون بعض الأمراض والمشاكل البصرية نتيجة وراثية تنتقل من الأجيال السابقة.
- يمكن أن تؤدي الإصابات الجسدية والحوادث إلى إعاقة بصرية، وهذا يشمل الإصابات الناتجة عن حوادث الطرق والحروب والحوادث الشخصية.
- قد تكون بعض العمليات الجراحية الخاصة بالعين سببًا في تدهور الرؤية أو فقدانها.
- بعض الأمراض المعدية مثل الأمراض الالتهابية تستهدف العين وتسبب مشاكل في الرؤية.
إحصائيات تتعلق بالمكفوفين في مصر:
نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مصر:
لا توجد نسب صحيحة وواضحة لأعداد المكفوفين في مصر حيث أن أعلى نسبة للمكفوفين في الوطن العربي في مصر، وقد سجلت منظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مصر بحوالي 3 ملايين ونصف شخص، أي ما يعادل حوالي 3.3% من إجمالي السكان عام 2016 / 2017.
توزيعهم الجغرافي:
في دراسة د. دعاء أحمد عوض مصطفى مرعي بكلية الآداب – جامعة كفر الشيخ أشارت إلى أن
زيادة معدل الإعاقة البصرية بين ذكور إقليم الدلتا مقارنة بذكور الجمهورية، حيث بلغ 34,5 إلى 14,3، لكل مائة ألف من السكان لكل منهما على الترتيب عام 2017 بينما انخفض معدل الإعاقة البصرية بين الإناث بإقليم الدلتا عن مثيله بالجمهورية
المشكلات والتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مصر:
تحديات في الحياة اليومية:
المكفوفون في مصر، مثلما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، يواجهون العديد من المشكلات والتحديات الناتجة عن الإعاقة البصرية التي لديهم والتي تؤثر في حياتهم اليومية مثل:
- يواجه الكفيف في مصر تحديات تتعلق بقلة الوعي والتوعية المجتمعية بحقوقه واحتياجاته الخاصة، وتحديات في الوصول إلى المعلومات والخدمات التي تساعده في حياته اليومية.
- الكفيف معرض لصعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية بسبب نقص التوجيه والدعم المخصص له.
- قد تكون البنية التحتية في مصر غير مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، مما يجعلهم يواجهون صعوبة في الوصول إلى المباني ووسائل النقل العام.
- يمكن أن يكون الوصول إلى المعلومات مشكلة بالنسبة للكفيف، سواء كان ذلك من خلال الإنترنت أو الوسائل الأخرى، يجعلهم يواجهون صعوبة في متابعة الأحداث والأخبار والمشاركة في الحياة الاجتماعية.
- يتعرض الكفيف للتمييز في الأماكن العامة، مما يؤثر على رفاهيتهم النفسية والاجتماعية.
- معظم وسائل النقل العامة في مصر غير مجهزة بشكل كاف لتلبية احتياجات الكفيف، مما يجعل الوصول إليها أمرًا صعبًا.
- المكفوفون قد يجدون صعوبة في التواصل مع الأخرين بسبب قلة الوعي بحياتهم وطريقتهم في التواصل والتعامل.
التحديات التعليمية والاحتياجات الخاصة:
المكفوفون في مصر يواجهون عدة مشكلات تحديات ترتبط بالإعاقة البصرية في مجال التعليم، وتشمل هذه التحديات:
- نظام التعليم في مصر يعاني من نقص كبير في الموارد والتمويل، وهذا يؤثر بشكل خاص على تعليم الكفيف. ويشمل نقص في توفير الكتب المدرسية المناسبة بالبرايل والمواد التعليمية الأخرى المخصصة لهم.
- يحتاج الكفيف إلى دعم وتوجيه خاص لتعلم كيفية استخدام التكنولوجيا المساعدة والأدوات المساعدة الأخرى التي تساعده في التعليم. قد يكون هناك نقص في توفير هذا النوع من التدريب.
- الكفيف يواجه التمييز والتحامل الاجتماعي في المجتمع المصري، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على فرصته في التعليم والوصول إلى الموارد التعليمية.
- بعض المدارس والمؤسسات التعليمية قد لا تكون مجهزة بشكل جيد لاستيعاب الطلاب المكفوفين. قد تكون هناك صعوبات في الوصول إلى الفصول الدراسية والمكتبات والأماكن العامة داخل المدارس.
- الكفيف يواجه تحديات في الوصول إلى المعلومات بسهولة، وغالبًا ما تكون المواد المكتوبة غير متاحة بالبرايل أو بصيغة إلكترونية مسموعة.
عوائق التوظيف والمشاركة في سوق العمل:
يواجه ذوي الإعاقة البصرية في مصر العديد من المشكلات والتحديات والعوائق عند محاولتهم الانخراط في سوق العمل. إليك بعض هذه العوائق:
- هناك نقص في التوعية حول حقوق وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية بين أصحاب العمل والمجتمع بشكل عام. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تجاهل احتياجاتهم وعدم توفير الفرص المناسبة لهم.
- قد يكون هناك نقص في البرامج والمرافق التي توفر التدريب والتأهيل المناسب للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. مما يجعل من الصعب عليهم تطوير المهارات اللازمة لسوق العمل.
- فرص العمل المتاحة غير كافية أو غير مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
على سبيل المثال، قد تكون الوظائف ذات الوصف البدني الثقيل أو الوظائف التي تعتمد بشكل كبير على الرؤية صعبة لهم. - قد يتعرض الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية إلى التمييز في عملية التوظيف وأثناء العمل نفسه. وهذا نتيجة للأفكار الخاطئة حول قدراتهم وقد يتسبب في عدم منحهم الفرص العادلة.
- هناك نقص في الدعم والتوجيه المهني للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، مما يجعل من الصعب عليهم اتخاذ القرارات المناسبة بشأن مسارهم المهني والتقدم فيه.
- يحتاج الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية إلى وسائل تكنولوجية وبنية تحتية مخصصة لمساعدتهم في العمل. وهذه الوسائل غير متاحة بشكل كافي في بعض الأماكن.
- يمكن أن تكون التشريعات والسياسات ذات الصلة غير كافية أو غير فعالة في حماية حقوق ومصالح الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في سوق العمل.
المبادرات والجهود المحلية:
جهود الحكومة المصرية لحل مشكلات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وتحسين أوضاعهم:
- إصدار قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في عام 2018. يهدف القانون إلى حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان مشاركتهم الكاملة في المجتمع.
- إنشاء صندوق دعم الأشخاص ذوي الإعاقة: يهدف الصندوق إلى تقديم الدعم المالي للأشخاص ذوي الإعاقة.
- توفير برامج تدريبية للعاملين في مجال الإعاقة البصرية. تهدف إلى تدريب العاملين في مجال الإعاقة البصرية على كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة.
- دعم الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في مصر التي تعمل على تقديم الدعم والرعاية للمكفوفين. بما في ذلك توفير التعليم والرعاية الصحية والدعم الاجتماعي.
- تأسيس مراكز خاصة لتأهيل وتدريب المكفوفين على مهارات محددة، مثل تعلم القراءة بالبرايل واكتساب مهارات الحياة اليومية.
- تشجيع توظيف المكفوفين في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتقديم الدعم والتدريب لضمان نجاحهم في بيئة العمل.
- تنظيم حملات توعية في المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية لزيادة الوعي حول قضايا المكفوفين وتحفيز التفهم والتعاطف معهم.
- توفير وتطوير تكنولوجيا مساعدة مثل برمجيات القراءة الصوتية وأجهزة الكمبيوتر الخاصة لتمكين المكفوفين من الوصول إلى المعرفة والتكنولوجيا بشكل أفضل.
- تقديم خدمات دعم نفسي واجتماعي للمكفوفين وعائلاتهم ومساعدتهم في التكيف مع التحديات والتحسين في نوعية حياتهم.
- تحسين التشريعات والسياسات لحماية حقوق ذوي الإعاقة البصرية.
وفي الختام إن الدولة لا تدخر وسعًا في السعي نحو انخراط هذه الفئة في التعليم والعمل.
أقرأ أيضاً : مفاهيم خاطئة وحقائق حول الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر