تخاطب

الأفازيا Aphasia (العي) | تعريف ، أسباب ، أعراض ، أنواع ، علاج

تمثل الأفازيا (العي) تحدياً كبيراً للأفراد المصابين بها، حيث تؤثر على قدرة الفرد على فهم واستخدام اللغة وبالتالي تؤثر على قدرتهم على التواصل والتفاعل مع الآخرين وفي هذا المقال نستعرض كافة المعلومات المتعلقة بالأفازيا والتي هي كالتالي:

أضغط علي الجزء المراد القراءة عنه للانتقال إليه

ما هي الأفازيا (Aphasia) / العي؟أسبابأعراضأنواع تأهيل وعلاج

ما هي الأفازيا (Aphasia) / العي؟

العي (أفازيا – Aphasia) هو اضطراب لغوي يتسم بفقدان أو تضاؤل القدرة على استخدام اللغة بشكل صحيح وفعال. ويكون العي ناتجًا عن إصابة في أحد مراكز النطق والكلام في المخ، ويؤثر على لغة الفرد المنطوقة والمكتوبة بشقيها الاسقبالي أو التعبيري أو كليهما.

أسباب الأفازيا (العي):

تحدث حالات العي أو الأفازيا بعد اكتمال نمو اللغة عندما يتعرض مناطق الدماغ المسؤولة عن إنتاج اللغة وفهمها للضرر أو الإصابة. يمكن أن يكون هذا الضرر ناتجًا عن العديد من الأسباب التي نوضحها بعضها فيما يلي:

  1. أمراض الجهاز العصبي المركزي: مثل السكتة الدماغية (الجلطات)، أورام المخ، التصلب الجانبي الضموري (ALS)، والصرع، والتصلب اللويحي.
  2. الإصابات الدماغية: قد تؤدي إصابات الرأس الشديدة إلى تلف في مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في اللغة.
  3. الأمراض العصبية: بعض الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر قد تسبب صعوبات في اللغة.

أعراض الأفازيا (العي):

المرضى المصابون بالأفازيا يتسمون بما يلي:

1- الاستيعاب السمعي:

  • لديهم ضعف واضح في استيعاب ما يسمعون.
  • قد لا يفهمون الأوامر التي تطلب منهم، وقد لا يعرفون تسمية الأشياء.
  • يخلطون في معاني الكلمات المتشابهة.

2- الكلام:

  • يجدون صعوبة في اختيار كلمات مناسبة للمواقف.
  • يلجأون إلى استبدال كلمة بأخرى.
  • يعانون من صعوبة في التعبير عن أنفسهم.

3- القراءة:

  • عدم القدرة على تمييز الكلمات المكتوبة؛ يقرؤون الكلمات بدون فهم.
  • لديهم بطء في القراءة وأخطاء فيها.

4- الكتابة:

  • ينسون شكل الحروف.
  • يكتبون كتابة عكسية.
  • يحذفون ويستبدلون بعض الحروف.
  • لديهم أخطاء في الكتابة الإملائية.
  • يكتبون ببطء شديد.

5- الإشارات:

  • لديهم عجز في التواصل عن طريق الإشارات.
  • لا يفهمون المقصود بالإشارات.

أنواع الأفازيا (العي):

تختلف الأنواع بطقاً لحجم وموقع الإصابة في المخ:

1- الأفازيا التعبيرية أو الحركية (أفازيا بروكا):

الأفازيا التعبيرية أو الحركية، والتي تُعرف أيضًا بأفازيا بروكا أو أفازيا بروكا الحركية Aphamia. وتتميز بعجز الشخص المصاب عن التحدث بشكل صحيح، حيث يكتفي عادة بتكرار كلمة واحدة، بغض النظر عن المحادثات التي يجريها. وفي حالات الانفعال، يمكن أن يتمم المصاب ببعض العبارات غير المفهومة، وذلك للتعبير عن مشاعره أو ردود فعله.

يتسم المصاب بهذا النوع بعدم القدرة على الكلام على الرغم من وجود الكلمات في ذهنه. فيفقد المصاب القدرة على التعبير باستثناء استخدام كلمات بسيطة مثل “نعم” أو “لا”. وتحدث هذه الحالة نتيجة لإصابة المناطق الأمامية في نصف المخ الأيسر، وتحديدًا في منطقة 44 المعروفة باسم منطقة بروكا. حيث تقع هذه المنطقة أمام منطقة الحركة الأولية المسؤولة عن إخراج الكلام.

تجد المصاب بالأفازيا التعبيرية يتحدث بشكل قليل للغاية، وعندما يتحدث، يكون كلامه مقيدًا وغالبًا ما يكون بسيطًا جدًا، ويفتقر إلى الأجزاء النحوية وتصريف الأفعال. هذا ما يُشار إليه بـ “كلام تلغرافي”. كما يعاني المصابون بهذا النوع من صعوبة في التعبير سواء كان ذلك في اللغة المنطوقة أو المكتوبة، والمشكلة تكمن في الإنتاج الحركي من مراكز المخ للغة وليس في الفهم.

2- الأفازيا الاستقبالية أو الحسية (أفازيا فيرنيك):

الأفازيا الاستقبالية أو الحسية، والمعروفة أيضًا باسم أفازيا فيرنيك. تحدث عندما يتعرض جزء من الدماغ الواقع وراء شق سيلفيوس للضرر أو الإصابة. هذا الضرر يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية التي تسهم في تشكيل الصور السمعية للكلمات والأصوات.

تعرف هذه الحالة أحيانًا باسم “بالصمم الكلامي” حيث يظل الاستقبال السمعي سليمًا لدي الفرد ولكن الألفاظ تفقد معناها بالنسبة للشخص المصاب. فالمصاب بهذا النوع غالبًا لا يمكنه فهم الكلام بشكل عام.

يمكن أن يكون الكلام للمصاب بالأفازيا الاستقبالية أكثر طلاقة من المصاب بالأفازيا التعبيرية، ولكن ذلك يعتمد على حجم ومدى الإصابة. يُلاحظ في الأفازيا الحسية (فرنيك) أن المصاب قادر على فهم كل لفظ في الجملة بشكل منفصل ولكنه غالبًا لا يمكنه فهم المعنى، ولهذا السبب يُطلق عليها أحيانًا اسم الأفازيا المعنوية.

3- الأفازيا تسمية الأشياء (الأفازيا النسيانية):

أفازيا تسمية الأشياء، المعروفة أيضًا بالأفازيا النسيانية. تظهر في صعوبة تسمية الأشياء، حيث يشير المصاب إلى استخدام الأشياء نفسها بدلاً من تسميتها.

وهذا النوع لا يشمل نسيان اسماء الأشياء المادية فقط بل يمتد أيضًا إلى الأشياء المسموعة والملموسة. فالمصاب غالبًا ما يتذكر الحروف وأجزاء الكلمات بشكل طبيعي ويكون قادرًا على استخدام الشيء والإشارة إليه إذا سمع اسمه أو رآه، ولكن يعاني من مشكلة في تسميته.

وعلى الرغم من وجود هذه الصعوبة لدى المصابين بمعظم الأنواع الأخرى، إلا أن الصورة الأوضح لأفازيا تسمية الأشياء تنشأ نتيجة إصابة منطقة قشرية تقع في الفص الصدغي والفص الجداري. يعتقد الباحثون أن هذا النوع يحدث نتيجة انقطاع التواصل بين القنوات الحسية التي تعتبر جزءًا داخليًا من قدرة الفرد على تسمية الأشياء.

4- الأفازيا التوصيلية:

الأفازيا التوصيلية هي حالة تتسم بعدم قدرة المصاب على إعادة ما يسمعه بصوت عالٍ. الكلام الذي ينطقه الشخص المصاب في هذه الحالة ماهو الا رطانه لا معني لها، ويكون مجرد تسلسل عشوائي من الكلمات. على عكس أفازيا فرنيك ، فإن المصاب هنا قادر على فهم الكلام المنطوق والمكتوب بشكل جيد إلى حد ما. تحدث هذه الحالة نتيجة فصل مراكز الاستقبال اللغوي عن مراكز التعبير في الدماغ.

5- الأفازيا الشاملة أو الكلية:

الأفازيا الشاملة أو الكلية. يتسم المصاب بعجز شديد في جميع جوانب اللغة. حيث يتعذر على الشخص المصاب فهم الكلام وإنتاجه، فيظهر الكلام بشكل معيب أو لا يظهر تمامًا. ويكون التواصل مع الآخرين ممكنًا عادةً من خلال الإشارات والرموز، وقد يلجأ المصاب إلى استخدام الصور بدلاً من استخدام الكلام.

ينجم هذا النوع عن إصابة واسعة في نصف المخ الأيسر، حيث تشمل العديد من المناطق المختلفة التي تؤثر على القدرة على فهم وإنتاج اللغة. يمكن أن ينجم هذا النوع من الأفازيا عن حدوث جلطة دموية تؤدي إلى انسداد الأوعية والشرايين الدموية التي تغذي المخ. كما يمكن أن يكون سببًا لهذه الأعراض الالتهابات والنزيف الدماغي الذي يؤدي إلى نقص في التغذية والأكسجين اللازمين.

6- الأفازيا الممتدة:

الأفازيا الممتدة، المعروفة أيضًا بالعابرة لمناطق القشرة، تحدث نتيجة إصابة منطقة في القشرة الدماغية، ولكن هذه الإصابات تحتفظ بمراكز الكلام والمسارات الموصلة بينهما. وتعمل هذه الإصابات على عزل المراكز والمناطق المتضررة عن باقي المخ. إذا تم عزل منطقة فرنيك عن باقي أجزاء المخ، نعتبر ذلك النوع كـ”الأفازيا الحسية المعزولة”. وإذا تم عزل منطقة بروكا في القشرة الدماغية، نعتبر ذلك النوع كـ “الأفازيا المختلطة الممتدة”.

تأهيل وعلاج الأفازيا:

علاج الأفازيا (Aphasia) يشمل مجموعة من الإجراءات والتقنيات التي تهدف إلى تحسين قدرة الشخص على التواصل واستعادة قدراته اللغوية المفقودة. وتتمثل بعض خطوات العلاج في الآتي:

  1. العلاج اللغوي: يشمل هذا العلاج تدريب الشخص على تحسين مهاراته في اللغة والنطق. واستعادة أقصى قدر من المهارات اللغوية المفقودة.
  2. التدريب على التواصل البديل: في بعض الحالات، يمكن تعليم الشخص تقنيات التواصل البديل مثل الإيماءات أو استخدام الأجهزة المساعدة لتعزيز التواصل.
  3. العلاج المعرفي السلوكي: يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا في تغيير الأفكار والآثار السلبية الناتجة عنها وزيادة التوافق النفسي.

يجب أن يكون العلاج مخصصًا لاحتياجات كل فرد ويجب تقديمه من قبل أخصائيي النطق واللغة المؤهلين. العلاج يمكن أن يستمر لفترة طويلة ويتطلب التفرغ والصبر، ولكن مع التدريب والتمارين المناسبة، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الأفازيا تحقيق تحسن كبير في قدرتهم على التحدث بسلاسة.

أقرا ايضاً : الأبراكسيا Apraxia | تعريف ، أنواع ، أعراض ، أسباب ، علاج

اخصائي تخاطب رنا جلال
اخصائي تخاطب رنا جلال

سوبر أخصائيين

مقالات بالتعاون مع أخصائيين متميزين في مختلف المجالات بعد تزويدهم للمنصة بمعلومات في مختلف المواضيع المنشورة.

تعليق واحد

  1. أعتقد انني اعاني نفس الأعراض فأنا لا استطيع التعبير عن أفكاري لشخص ما واتحدث باختصار لغياب الكلمات المناسبة عن ذهني ولكن أحسن كتابة أفكاري والتعبير عنها بلا مشكل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

سوبر أخصائي - منصة التخاطب والتربية الخاصة

أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفي

متابعة
الترميز الثنائي المرتبط بالحركة

نظرية الترميز الثنائي المرتبط بالحركة لتدعيم تذكر المجموعات الضمنية

1356

- أبريل 2023 -

تخاطب -

سوبر أخصائيين

×
error: