ثنائية اللغة (ازدواجية اللغة) | متي يضر تعلم لغة ثانية طفلك؟
ثنائية اللغة عند الأطفال (ازدواجية اللغة) من المواضيع الهامة جداً، والتي لابد أن نعطيها الكثير من الاهتمام، فقد تدفع طفلك إلى الأمام أو قد ترجعه خطوات إلى الوراء.
يعبر مصطلح ثنائية اللغة عن عملية يتعلم فيها الفرد لغة أو أكثر بجانب لغته الأم، مثل: تعلم اللغة الانجليزية مثلاً (اللغة الثانوية) بجانب اللغة العربية (اللغة الأم). وتؤثر تلك الظاهرة علي الأطفال في حالة عدم اكتمال اللغة الأم لديهم (اللغة العربية في حالتنا)، وكذلك تتسع لتؤثر في كافة مهارات اللغة من استماع وحديث وقراءة وكتابة. ولكن تأثيرها الأكبر يكن في مهارتي الاستماع والتحدث.
فاللغة هي واحدة من أهم عناصر التعلم التي ينبغي أن تتطور لدي الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، وهي أساس حياته الاجتماعية والتعليمية. واحتكاك اللغة بغيرها من اللغات يؤثر عليها سلباً أو إيجاباً، وفتتخلخل في لغة الطفل لغات أخرى، وتؤدي إلي تغيرها تغيراً معيناً بقدر ما اكتسبت من صفات وخصائص من اللغات الاخري.
كما أن الطفل يكتسب أساسيات لغته ليعبر بها عن نفسه. فإذا أدخلت له لغة ثانية في مراحل نموه الأولى وقبل اكتمال اللغة الأم لديه، فسوف تؤثر اللغة الثانوية الجديد علي اكتساب المهارات اللغوية للغته الأم وقد تسببه له اضطراب بها.
وتقرأ في هذا المقال عن:
- ما معني ثنائية اللغة (ازدواجية اللغة)
- تأثيرها علي الاطفال؟
- سلبياتها : المشكلات التي تسببها عند الاطفال
- ايجابياتها : هل يجب عدم تعليم الطفل لغة ثانية علي الاطلاق؟
- تلخيص الموضوع ورأيي كمختص في النطق والكلام
ما معني ثنائية اللغة (ازدواجية اللغة)؟
ثنائية / ازدواجية اللغة هي تعلم لغتين أو اكثر في نفس الوقت، أو تعليم لغة اضافية مع الاستمرار في تطوير اللغة الأولى (اللغة الأم).
وهناك فرق بين ثنائية اللغة وبين متعدد اللغات. فالشخص الذي يتحدث لغتين فقط يطلق عليه ثنائي اللغة. بينما الشخص الذي لديه اكثر من لغتين ويتحدث بهما بطلاقه يطلق عليه متعدد اللغات.
تأثيرها علي الاطفال؟
أكدت بعض الأبحاث أن للثنائية اللغوية تأثيرًا سلبيًا على النمو اللغوي للطفل في حال قُدمت اللغة الثانوية قبل اكتساب واكتمال نمو اللغة الأساسية. يظهر هذا التأثير ليس فقط في المجال اللغوي بل يمتد ليؤثر على النمو المعرفي والتعليمي للطفل. ونتيجة لذلك، يعاني نسبة كبيرة من الأطفال من صعوبات في تطوير لغتهم. تتجلى بعض الصعوبات الناتجة عن ثنائية اللغة عند الطفل في النقاط التالية:
- عدم القدرة علي فهم الكلمات.
- صعوبة في التعبير بالكلمات.
- صعوبة في اتباع التعليمات وتنفيذ الأوامر.
- استخدام اللغه بطريقه غير مناسبة واستخدام الكلمات في سياقات غير مناسبة وتداخل كلمات اللغتين في بعضهما البعض (التداخل اللغوي).
- اضطرابات اللغة هي من أكثر الاضطرابات شيوعآ ،وهي تتمثل في صعوبات إكتساب اللغة واستخدامها. ويرجع ذلك لانخفاض المفردات (حصيلة الكلمات) ،وضعف بنية الجملة ومحدوديتها وضعف الحديث.
مثال: بعض الأطفال يستخدمون كلمات من لغة ثانية بديلة عن الكلمة الأساسية في لغتهم الأم. فيستخدمون كلمة “Apple” بدلاً من “تفاحة” أو “Sleep” بدلاً من “أنام”. وهذا قد يؤدي إلى صعوبات واضطرابات في استخدام اللغة، على سبيل المثال، يمكن أن يقول الطفل: “أنا عايز أكل Apple”، “ماما عايز Sleep”. كما قد يواجه صعوبات في فهم الكلام واتباع التعليمات. على سبيل المثال، إذا قدمت له صورة لتفاحة وطلبت منه أن يحضر التفاحة، قد لا يستطيع لأنه لا يعرف أن ذلك الشيء يسمى تفاحة، إذ سمع في العديد من المرات كلمة “Apple” كاسم له.
أقرا ايضاً : اضطرابات النطق عند الاطفال (اللدغات) – مظاهر ، انواع ، علاج
المشكلات التي تسببها ثنائية اللغة عند الاطفال:
هناك عدة مشكلات قد تحدث للطفل في حالة تعلم لغة ثانية جديدة في سن صغيرة جداً وقبل اكتمال نمو اللغة الأم لديه، أو في حالة تعلم لغة جديدة علي الرغم من انه يعاني من تأخر في اللغة الأم لديه. وتتمثل بعض سلبيات ثنائية اللغة ومشكلاتها عند الطفل، في ما يلي:
- يعاني الأشخاص ثنائي اللغة بشكل عام من عده مشكلات مثل النمو اللغوي والمعرفي والإجتماعي ، فتلك المهام تتأثر في حالة التداخل بين اللغات.
- قد يعاني طفل من صعوبة في التطور المعرفي أكثر من طفل ذو لغه احادية.
- قد يعاني الطفل من مشاكل تعليمية ناتج عن نقص الكفاءة اللغوية.
- قد تؤثر علي الإنتباه التنفيذي لدي أطفال ما قبل المدرسة.
- تجعل هؤلاء الأطفال لديهم كلمات أقل ونطقهم ضعيف عند مقارنتهم بالأطفال احادي اللغة.
أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفى
هل يجب عدم تعليم الطفل لغة ثانية علي الاطلاق؟
الإجابة هي لا، لا تكمن المشكلة في تعليم الطفل لغة ثانية، ولكن تكمن المشكلة في التوقيت الذي تقوم فيه بتعليم ابنك اللغة الثانية. فإذا كان طفلك في المراحل الأولية لتعلم اللغة الأم، بمعنى أنه لم تكتمل اللغة الأم لديه، إذا قدمت له لغة ثانية قد تسبب له مشكلات واضطرابات في اللغة الأم. أما إذا كان طفلك قد أتم بالفعل تعلم لغته الأم وأصبح يستطيع الحديث معك بطلاقة، فلا مانع من تعلم لغة أخرى على الإطلاق. بل إن تعلم لغة ثانية له أمرٌ هامٌ للأطفال، وتتمثل إيجابيات ثنائية اللغة وأهمية تعلم لغة ثانية للطفل في ما يلي:
- التقدم بين المجتمعات والثقافية والتطور المتسارع في وسائل الإتصال والتكنولوجيا وزيادة الوعي بها وتبادل الثقافات بين الشعوب. حتم علي الآباء السعي لتعلم أبنائهم منذ الطفولة لغة اخري لمواكبة التطور واعدادهم للمستقبل وذلك من خلال ادخالهم المدارس الدولية في المجتمعات العربية.
- اغلب المجتمعات العربية اعتمدت علي اللغة الإنجليزية كلغه ثانية بجانب اللغة العربية (الأم).
- يرى البعض أنه من السهل تعلم الطفل في مرحله الطفولة لغتين لأن بعد ذلك يصبح من الصعب إكتساب لغة اخري.
- يرى البعض أن ليس من الصعب اكتساب لغتين للطفل ما دام ان الأشخاص المحيطين بالطفل يتحدثون معه بانتظام باللغتين ، فأصبح لدي الطفل تطور في النمو المعرفي والإدراكي والتعليمية وبالتالي في حياته ومهاراته الإجتماعية.
تلخيص الموضوع ورأي كمختص في النطق والكلام:
أرى أن إدخال لغة ثانية للطفل قبل الأربع أو الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل دون اكتمال لغته الأم، قد يؤثر بشكل كبير على اللغة لديه وقد يؤدي إلى اضطراب فيها وربما يصيب الطفل بتأخر في الكلام. أما بعد اكتمال لغته الأم، فلا توجد أي مشكلة في تعلم لغة ثانية.
أقرا ايضاً : 10 نصائح لتعليم الأطفال النطق وتطوير الكلام لديهم