توحد

تنمية المهارات الاستقلالية الأساسية (مهارات الحياة اليومية) لأطفال التوحد

تعتبر المهارات الاستقلالية جزءًا أساسيًا من نمو الأطفال، حيث تسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التفاعل مع العالم من حولهم. ومع ذلك، يواجه أطفال التوحد تحديات خاصة تجعل من الصعب عليهم الاعتماد على أنفسهم في أداء الأنشطة اليومية. قد يجدون صعوبة في تنفيذ المهام البسيطة مثل ارتداء الملابس أو تناول الطعام، مما يتطلب دعمًا إضافيًا من الأسرة والمعلمين. لذلك، يصبح التدريب على المهارات الاستقلالية أمرًا ضروريًا، حيث يساعد الأطفال على تطوير قدراتهم وتنمية شعورهم بالاستقلالية، مما ينعكس إيجابيًا على جودة حياتهم.

ما هي المهارات الاستقلالية؟

وتعرف المهارات الاستقلالية الذاتية على أنها عناية الطفل التوحدي لنفسه وحمايتها وإطعام نفسه وقيامه بخلع وارتداء الملابس.

 ويشار لها بانها المهارات التي تشتمل على ارتداء الملابس واستخدام السكين والملعقة والاغتسال وتمشيط الشعر وتنظيف الأسنان وجميع الاحتياجات الأخرى الخاصة اليومية

الهدف من تدريب أطفال اضطراب طيف التوحد على المهارات الاستقلالية

الهدف من تدريب أطفال اضطراب طيف التوحد على المهارات الاستقلالية بهدف التوحد إلى تحسين قدراتهم والاعتماد على أنفسهم وأن يكونوا أعضاء إيجابيين في أسرتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام والنظافة الشخصية وغيرها وبالتالي تخفيف العبء النفسي والجسمي عن أمرهم.

أشكال المهارات الاستقلالية:

تتعدد وتتنوع أشكال المهارات الاستقلالية لدى أطفال من دون اضطراب طيف التوحد. فيما يلي استعراض لأهم هذه المهارات والصعوبة فيها وأساليب التدريب عليها.

أولاً: تناول الطعام:

من المشكلات المتعلقة بتناول الطعام التي يعاني منها الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد هي الحساسية المفرطة تجاه بعض الروائح والأطعمة، وقد يُصر الكثير من الأطفال التوحديين على طريقة محددة في تقديم الطعام إليه، وترتيب المائدة بنفس الصورة في كل مرة دون تغيير، أو استخدام أطباق وأكواب معينة في تناول الطعام، وقد يفسر ذلك على أنه شكل من أشكال السلوك الروتيني.

وللتدريب على مهارة تناول الطعام لدى الأطفال التوحديين ينصح باتباع ما يلي:

  1. يمكن للمعلم أو الأم تدريب الطفل على تناول السندويشه وإعدادها واستخدام الملعقة و الشوكة في تناول الطعام الشرب من الكوب وغيرها من مهارات تناول الطعام بشكل صحيح وباستقلالية من خلال استخدام الصور وتقنيات تعديل السلوك المناسبة مثل التلقين اللفظي والجسدي والتشكيل والنمذجة التعزيز وغيرها.
  2. تشجيع الطفل على تناول الأنواع الأخرى من الأطعمة التي لا يحبها، حيث يمكن وضع الطعام الذي يحبه الطفل بجانب الطعام الذي لا يحبه ثمن خبره بإمكانية تناوله للطعام الذي يحبه إذا تناول بعضاً من الطعام الأخر ويمكن زيادة كمية الطعام غير المفضل تدريجياً مع تعود الطفل عليه.
  3. تشجيع تناول الطفل للأطعمة غير المفضلة لديه بإشراكه بنشاطات محببة وممتعة له كالمشاركة في إعداد الطعام أو الخروج في نزهة مع الأسرة أو حصوله علي التعزيز المناسب كالألعاب وغيرها.
  4. لمنع الطفل من تناول كميات زائدة عن حاجته من الطعام يمكن تحديد كمية الطعام الذي يسمح له بتناولها وتوزيعها على عدة وجبات خلال اليوم وتدريبه على تناول الطعام بهدوء وعدم إخراجه من الفم بالإضافة إلى إشغاله بأعمال مفيدة وممتعة له فور انتهاءه من تناول كمية الطعام المحددة.

ثانيا: ارتداء الملابس:

يظهر معظم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبات متنوعة في المهارات المتعلقة بخلع وارتداء الملابس، حيث أن الأطفال التوحديين غالباً ما يكونوا غير مدركين للملبس المناسب لحالة الجو السائد في الوقت، حيث يرتدون الملابس الداخلية الثقيلة في الصيف، وملابس من القطن في الشتاء، لهذا يجب توفير نوع من المراقبة والمساعدة للطفل دون مضايقته.

وللتدريب على مهارة ارتداء الملابس لدى الأطفال التوحديين ينصح باتباع ما يلي:

  1. يقوم المعلم أو الأب بتدريب الطفل على بعض مهارات خلع وارتداء الملابس مثل: خلع وارتداء البنطال والكنزة والقميص والجاكيت والملابس الداخلية والجوارب والحذاء وإغلاق وفتح السحاب والأزرار ورباط الحذاء وغيرها وذلك من خلال تطبيق بعض تقنيات تعديل السلوك مثل التلقين اللفظي والجسدي والتشكيل والتعزيز وغيرها حتى يتمكن الطفل من القيام بالمهمات السابقة بشكل صحيح واستقلالية.
  2. فلو أردت من الطفل أن يقوم بعملية تزرير الأزرار فيجب أن تختار ثوباً ذو أزرار كبيرة وفتحات سهلة للتزرير من الأمام حيث يستطيع الوصول إليها بسهولة ثم قف خلفه وأمسك بيديه بحزم وثبات ولكن ليس بصلابة لكي تتمكن من تشكيلها بالحركات اللازمة لعملية التزرير ومن الممكن أن تقوم بتشجيعه

يمكنك تشجيعه لفظيا اذا كان يفضل التعزيز اللفظي أو يمكن أن تحضنه أو تمتدحه إذا يفضل التواصل الجسدي.

ثالثاً: النظافة الشخصية:

النظافة الشخصية هي واحدة من المهارات الأساسية التي يحتاج كل طفل إلى تعلمها، خاصةً الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. تشمل النظافة الشخصية أمورًا مهمة مثل غسل اليدين، والاستحمام، وتنظيف الأسنان.

  1. غسل اليدين:
    • تدريب الطفل على غسل يديه قبل وبعد الأكل، وبعد اللعب أو استخدام الحمام.
    • استخدام صور أو فيديوهات توضح الخطوات بشكل بسيط (بلّ اليدين – وضع الصابون – فرك اليدين – الشطف – التجفيف).
  2. الاستحمام:
    • يمكن استخدام جدول مرئي يوضح خطوات الاستحمام بالترتيب (فتح الماء – بلّ الجسم – استخدام الصابون – شطف الجسم – تجفيف الجسم).
  3. تنظيف الأسنان:
    • تدريب الطفل على استخدام الفرشاة والمعجون بطريقة بسيطة مع مراعاة اختيار فرشاة ومعجون مناسبين له.

نصائح إضافية:

  • استخدام الروتين الثابت مع التكرار حتى تصبح النظافة جزءًا من يوم الطفل.
  • تعزيز السلوك الجيد بالمكافآت أو المدح عند التزام الطفل بالنظافة.
  • استخدام الوسائل البصرية مثل الصور والبطاقات التعليمية لمساعدة الطفل على فهم وتسلسل الخطوات.
  • استخدام أساليب تعديل السلوك مثل: التشكيل وتحليل المهمة.

رابعاً: مهارة قضاء الحاجة أو الدخول إلى الحمام:

قبل البدء بتدريب الطفل على استخدام المرحاض ينبغي التأكيد من عدم وجود مشكلة صحية لديه تمنعه من التدرب على ذلك كما يجب أن يكون لدى الطفل استعداد من حيث الإدراك للاستفادة من برنامج التدريب على المرحاض، أي أن يكون عمره الفعلي سنتين على الأقل، ومن الإشارات الأخرى الدالة على استعداد الطفل للبدء برنامج التدريب على المرحاض ما يلي “الانزعاج من الحفاظات المبللة، التعبير عن امتلاء مثانته أو حاجته إلى التبرز، قدرته على البقاء جافاً لمدة ساعتين على الأقل في المرة الواحدة”

 ويمكن أن يتضمن برنامج تدريب الطفل التوحدي على استخدام المرحاض الخطوات التالية:

  1. سلوك الطفل خلال أسبوع واحد للتعرف على روتينه من حيث عدد مرات تبوله وتبرزه وأوقاتها وذلك من خلال عرض الطفل على المرحاض مرة كل 30 دقيقة مثلاً وتسجيل النتائج على بطاقة.
  2. جعل الطفل يربط بين التبول والتبرز في المرحاض وذلك من خلال جعل عملية تغيير حفاظاته وقضاء حاجته تتم في المرحاض
  3. تكييف الترتيبات المادية بحيث تكون مريحة للطفل مثل وضع موسيقى هادئة أو رائحة محببة للطفل وغيرها و
  4. بالنسبة للأطفال الذين يظهرون خوفاً من المرحاض يمكن تطبيق أسلوب “تقليل الحساسية التدريجي” كأن نساعد الطفل على الاقتراب شيئاً فشيئاً من المرحاض مع استخدام التعزيز المناسب بالإضافة إلى استخدام نونية صغيرة لفترة من الزمن إذا كان الطفل يخاف من الجلوس على كرسي المرحاض ممتعة ومحببة للطفل حيث ينصح بعدم استخدام العقاب خاصةً في مراحل التدريب الأولى.
  5. استخدام أدوات بصرية مساعدة لتدل الطفل على أن الوقت قد حان للذهاب إلى المرحاض ولعل أفضلها صورة المرحاض على أن تكون واضحة وغير مزدحمة بالتفاصيل لأنها تربك الطفل كما ينبغي أن يعبر عن حاجته للذهاب المرحاض، حيث يساعد هذا الإجراء الطفل على طلب استخدام المرحاض.
  6. تدريب الطفل على إنشاء روتين خاص باستخدام المرحاض وذلك من خلال مساعدته على الذهاب إلى المرحاض والجلوس على الكرسي أو نونية لمدة قليلة تزيد تدريجياً مرة كل ساعتين أو نحو ذلك أي في الأوقات التي أعتاد فيها الطفل أن يبلل حفاظه.
  7. التعرف على الإشارات التي يبديها الطفل للتعبير عن حاجاته للذهاب إلى المرحاض وتطويرها (كاحمرار الوجه أو القيام بحركة معينة…) وعندها يتوجب أخذ الطفل إلى المرحاض ومساعدته على الجلوس على الكرسي لمدة خمس دقائق تقريباً، فإذا لم يفعل شيئاً، يسمح له بالخروج وتكرار العملية حسب المواعيد المحددة أما إذا قام بالمطلوب فيعطي التعزيز المناسب.

عندما يصبح الطفل قادراً على استخدام المرحاض بشكل صحيح وباستقلالية يتوجب تدريبه على القيام بالخطوات المرافقة مقل خلع وارتداء الملابس وتنظيف المرحاض وغيرها.

أقرأ أيضاً: تنمية المهارات المعرفية لأطفال التوحد

أخصائي تربية خاصة - سارة الليد
أخصائي تربية خاصة – سارة الليد

سوبر أخصائيين

مقالات بالتعاون مع أخصائيين متميزين في مختلف المجالات بعد تزويدهم للمنصة بمعلومات في مختلف المواضيع المنشورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

سوبر أخصائي - منصة التخاطب والتربية الخاصة

أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفي

متابعة
المهارات المعرفية لأطفال التوحد

تنمية المهارات المعرفية لأطفال اضطراب طيف التوحد

744

- نوفمبر 2024 -

توحد -

سوبر أخصائيين

×
×

حمل تطبيق سوبر اخصائي من

أطلع علي جميع المقالات، أطرح الاسئلة وتلقى رداً من المتخصصين !

تحميل
error: