
تدريب الاطفال علي تحمل المسؤولية وحل مشكلة الاعتماد علي الاخرين!
في عالم مليء بالتحديات والمسؤوليات، يلعب تعزيز تحمل المسؤولية عند الاطفال دورًا حاسمًا في تأهيلهم لمواجهة مختلف جوانب الحياة. يعاني الكثير من الاطفال مشكلة الاعتمادية. حيث يعتمدون بشكل زائد على والديهم حتى في المهام البسيطة التي يمكن للأطفال أداؤها بسهولة. ولإن تطوير مهارات تحمل المسؤولية عند الاطفال يعتبر أمرًا أساسيًا لبناء شخصياتهم وتمكينهم من تحقيق النجاح في المستقبل. في هذا المقال، سنستكشف أسباب وعوامل تفاقم مشكلة الاعتمادية ونقدم حلولاً فعّالًة لتشجيع الأطفال على تحمل المسؤولية وتطوير استقلاليتهم. كما سنلقي الضوء على أهمية الأدوار التي يمكن أن يلعبها الوالدين ومدربي الأطفال في هذه العملية التربوية المهمة. وفي هذا المقال تقرأ عن:
- مشكلة الاعتمادية وكيف تؤثر علي تحمل المسؤولية عند الاطفال!
- أسباب وقوع مشكلة الاعتمادية
- أساليب وانماط تربية الوالدين المؤثرة في شخصية الاطفال
- مراحل تطور قدرة الاطفال علي الاعتماد علي انفسهم وتحمل المسؤولية
كيفية تشجيع الأطفال على تحمل المسؤولية
مشكلة الاعتمادية وكيف تؤثر علي تحمل المسؤولية عند الاطفال!
الاعتمادية (الاعتماد علي الاخرين) هي حالة تتمثل في تحميل الأطفال لوالديهم المسؤولية في معظم جوانب حياتهم، حتى وإن كانوا قادرين على القيام بها بأنفسهم. وهذا يعني أن الوالدين يقومون بمهام يمكن للأطفال أداءها بشكل مستقل، مثل تناول الطعام أو ارتداء الملابس. وعندما يفتقد الطفل إلى المهارات الأساسية في مرحلة معينة من نموه، يتم تدريبه وتعليمه بدلاً من تنفيذ المهام بدلًا منه وذلك حتي يتكون لديه مفهوم الاستقلالية وتحمل المسؤولية.
فمثلاً: إذا كان الطفل قادرًا على تناول الطعام بمفرده، يجب عدم تدخل الأم في تغذيته. وعندما يكون قادرًا على ارتداء ملابسه بنفسه، يجب عدم تنفيذ هذه المهمة بدلاً منه. وإذا لم يكن على دراية بكيفية القيام بهذه المهام، يجب تعليمه في الوقت المناسب دون القيام بها بدلاً منه.
أسباب وقوع مشكلة الاعتمادية:
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى وقوع مشكلة الاعتمادية وضعف القدرة علي تحمل المسؤولية عند الاطفال وهي كالآتي:
- الخوف الزائد على الأبناء: بعض الوالدين يخافون على أطفالهم من الفشل أو الأذى، مما يجعلهم يتدخلون بشكل مفرط في حياتهم.
- الخوف من وقوع خسائر: يمكن أن يكون الوالدين يخشون أن يقع لأطفالهم أي نوع من الأضرار إذا قاموا بأداء المهام بمفردهم.
- المثالية في أداء العمل: بعض الأهل يسعون للتميز في أداء المهام، مما يجعلهم يفضلون القيام بها بدلاً من الأطفال.
أساليب وانماط تربية الوالدين المؤثرة في شخصية الاطفال:
هناك العديد من أسايب وطرق تربية الوالدين للأطفال، والتي قد تساعد علي تنمية الاستقلالية والاعتماد علي النفس وتحمل المسؤولية عند الاطفال، أو تضعف منها وتؤدي إلي تفاقم مشكلة الاعتمادية والاعتماد علي الغير ، وتصنف انماط تربية الوالدين إلى ثلاثة أنماط رئيسية في التعامل مع الأطفال:
- الوالدين الدكتاتوريين: يفضلون التحكم الكامل وعدم السماح للأطفال باتخاذ القرارات أو القيام بأي مهمة بأنفسهم بل يقومون بكل شئ بدلاً من أطفالهم.
- الوالدين المهملين: لا يمنحون اهتمامًا كافيًا لاحتياجات الأطفال ويتجاهلونهم في العديد من الجوانب.
- الوالدين الذين يقدمون القدوة الصحيحة: يساعدون أطفالهم على تطوير مهارات التحمل للمسؤولية ويعلمونهم كيفية التعامل مع الحياة.
مراحل تطور قدرة الاطفال علي الاعتماد علي انفسهم وتحمل المسؤولية:
نستعرض في هذا الجزء تطور القدرة علي الاعتماد علي النفس وتحمل المسؤولية عند الاطفال في مراحل مختلفة، حتي تساعدك علي اختيار الانشطة المناسبة لسنهم وكذلك لفهم طبيعة كل مرحلة من المراحل التالية:
- من عمر عامين إلى 8 سنوات: في هذه المرحلة، يمكن للأم أن تلعب دورًا مهمًا في تدريب الأطفال على تحمل المسؤولية، لانه أكثر شخص متواجد مع الطفل بصفة مستمرة.
- من 8 سنوات إلى 15 سنة: في هذه المرحلة، يمكن دمج الأطفال في برامج وأنشطة تعليمية أو اجتماعية خارج المنزل لتنمية مهاراتهم وزيادة استقلاليتهم.
- من 10 سنوات إلى 15 سنة: يمكن تشجيع الأطفال على الانضمام إلى أنشطة إجتماعية أو خيرية أو تطوعية.
- من سن 15 سنة وما بعدها: يمكن بدء تدريجي للأطفال في مواجهة مسؤولياتهم المادية والاجتماعية مع الخروج إلى سوق العمل والحياة المهنية وتحمل المسؤوليات الشخصية.
كيفية تشجيع الأطفال على تحمل المسؤولية؟
تساعد النصائح والنقاط التالية علي علاج مشكلة الاعتمادية والاعتماد علي الاخرين عند الاطفال وكذلك تنمية الاستقلالية وتحمل المسؤولية عند الاطفال وهي كالآتي:
- تحديد مهام واضحة: يجب تحديد المهام التي يجب على الأطفال القيام بها بوضوح، مثل تجميع الألعاب أو وضع الأشياء في أماكنها المناسبة. فلا تقول له رتب غرفتك. بل نقول قم بتجميع الألعاب وضعها في مكانها المناسب.
- اطلبي مساعدة أبنائك: يجب تشجيع الأطفال على المشاركة في أداء المهام المنزلية وتعزيز روح العمل الجماعي. مثل ترتيب البيت حتى يتمكن الطفل من الخروج في نزهه.
- تحويل العمل إلى لعبة: تحويل العمل إلى لعبة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تحفيز الأطفال. على سبيل المثال، يمكن تحويل مهمة مثل تنظيم وترتيب الألعاب إلى لعبة، حيث يتنافس الأطفال لمعرفة من يستطيع إنهاء المهمة أولاً. وفي نهاية العمل، يمكن مكافأة الفائز بملصق بشكل نجمة أو أي مكافأة أخرى مناسبة.
- التشجيع والثناء: يجب دائمًا تشجيع الأطفال على الجهد المبذول حتى لو لم يكن أداء العمل مثاليًا.
- توزيع المهام في المنزل وتوزيع المسؤوليات: يجب تشجيع الأطفال على المشاركة في المهام المنزلية منذ سن مبكرة.
- حسن التنظيم: تدريب الطفل على تنظيم الوقت والمهام والانشطة المطلوبة منه.
- توضيح المهام بالنسبة للأطفال: يجب أن يكون الوالدين واضحين في توجيهاتهم للأطفال بشأن المهام التي يجب أداؤها، مع توجيههم بشكل مناسب حتى يتمكنوا من تنفيذها بنجاح.
- حرية الاختيار: والتي تتضمن أن يتمكن الطفل علي سبيل المثال من اختيار ملابسه والطعام الذي يحبه وأصدقائه والأماكن التي يرغب في زيارتها.
- احترام قرارات الأبناء: يجب على الوالدين أن يحترموا قرارات أبنائهم فيما يتعلق بأمور حياتهم الشخصية. فعندما يتخذ ابني قرارًا يتعلق بحياته الشخصية ولا يشكل تهديدًا كبيرًا لمستقبله، يجب عليّ أن أحترم هذا القرار وأترك له مطلق الحرية في اتخاذه ، ما لم يمثل ذلك خطرًا كبيرًا على سلامتهم أو تطورهم.
- تشجيع الإنجاز: يجب تشجيع الأطفال على تحقيق النجاح في المهام التي يقومون بها، سواءً كانت صغيرة أو كبيرة، ويمكن أن يكون التشجيع على شكل كلمات إيجابية أو مكافآت بسيطة.
- تشجيع التعبير: يجب على الأطفال أن يشعروا بأنهم محبوبون ومقبولون حتى عند التعبير عن مشاعرهم بصراحة، سواء كان ذلك حبًا أو فرحًا أو حزنًا.
- حرية القرار المالي: يمكن تعزيز تحمل المسؤولية من خلال منح الأطفال حرية التصرف في مصروفهم الشخصي. فعندما أقدم له مبلغًا من المال، أترك له حرية التصرف به وفقًا لاحتياجاته ورغباته. وعندما يرغب في شراء شيء معين، أساعده في ممارسة عملية الادخار من مصروفه الشخصي لتحقيق هدفه.
وبهذا نكون انتهينا من عرض مشكلة الاعتمادية أي الاعتماد علي الاخرين وكيفية وعلاجها. متضمناً أهم النصائح والحلول التي تساعد علي زيادة الاعتماد علي النفس وتعليم تحمل المسؤولية عند الاطفال.
أقرا أيضاً: تعليم الأطفال النظام والتخطيط | 25 طريقة لتربية طفلاً منظماً