سلوك الاطفال

نصائح للتعامل مع مشكلة مقاومة الطفل للاستجابة للأوامر والتعليمات

عندما نتحدث عن تعديل أي سلوك، عادة ما نركز على السلوك نفسه ونسعى إلى إيجاد تدخلات للحد منه، نحدد ما يجب أن يفعله الطفل وما ينبغي ألا يفعله، ونفرض قيودًا على تصرفاته، مما يؤدي إلى تزويده بتعليمات لا حصر لها.
أعتقد أن هذه الطريقة التقليدية قديمة، ويجب علينا النظر إلى ما هو أبعد من مجرد التدخل المباشر في السلوك.

عندما نرغب في تعديل سلوك معين، يجب علينا تغيير ما يحدث قبل السلوك (السوابق) أو ما يحدث بعده (التوابع).
فقط من خلال ذلك يمكننا التحكم في السلوك.

مقاومة الطفل للأوامر: أين الخطأ؟

عند الحديث عن مقاومة الطفل للاستجابة لأوامر في المنزل أو المدرسة، من الضروري أن نأخذ في الاعتبار أنه لتحسين امتثال الطفل للأوامر، يجب علينا تحسين أسلوبنا في إملاء هذه الأوامر.

وفيما يلي بعض الصفات التي يجب تجنبها أثناء إعطائنا الأوامر:

مكونات الأوامر السيئة:

  • إعطاء الأمر غير واضح لطفل من الغرفة الأخرى أو من المطبخ.
  • أن تُطلب الأوامر في صورة سؤال مثل: “ألا تظن أن عليك كتابة الواجب؟”
  • أوامر تمتد لفترة طويلة مثل: “ابكِ صامتًا لباقي اليوم.”
  • الإفراط في التعقيد: أي استخدام أوامر طويلة ومعقدة قد يؤدي إلى عدم فهم الطفل أو تجاهله.
  • استخدام نبرة صوت صارمة أو غاضبة قد تجعل الطفل يشعر بالخوف والتهديد وتؤثر سلبًا على استجابته.
  • تكرار الأوامر دون عواقب.

الأثر السلبي للأوامر السيئة:

تُعد الأوامر السيئة مصدرًا للإرباك والقلق لدى الأطفال مما يؤثر سلبًا على سلوكهم واستجابتهم.

عندما تُعطى الأوامر بشكل غير واضح أو من مسافة بعيدة، فإن الطفل قد يجد صعوبة في فهم المطلوب، مما يؤدي إلى إحباطه وفقدان الثقة في قدرته على الالتزام.

بالإضافة إلى ذلك، الأوامر المعقدة أو الطويلة تُثقل كاهل الطفل، حيث يصعب عليه تتبع التعليمات، مما يزيد من فرصة تجاهلها. هذا التعقيد يمكن أن يجعل الطفل يشعر بالعجز، مما يؤثر على دافعيته للتفاعل.

نبرة الصوت الغاضبة أو الصارمة قد تُشعر الطفل بالخوف، مما يؤدي إلى ردود فعل سلبية مثل الانغلاق أو التمرد. يتطلب بناء الثقة والتواصل الفعال مع الأطفال استخدام نبرة إيجابية وملائمة.

أقرا ايضاً : كيفية التعامل مع الطفل العنيد

وأخيرًا، تكرار الأوامر دون فرض أي عواقب يُفقد الطفل فهمه لأهمية الالتزام، مما يجعله يعتقد أن التعليمات ليست ذات مغزى. هذا التكرار قد يؤدي إلى سلوكيات سلبية حيث يعتاد الطفل على تجاهل الأوامر، مما يعزز سلوكيات غير مرغوبة.

مكونات الأوامر الجيدة:

  • أن تكون واضحة وإيجابية.
  • إعطاء وقت كافي للامتثال للأوامر (أي اعطاء الوقت الكافي لتنفيذ تلك الأوامر).
  • إنجاز الأشياء الأقل تفضيلًا ثم الأشياء الأكثر تفضيلًا (مبدأ بريماك، أو “قاعدة جدتي”: كل الخضروات ثم ستتحصل على الحلوى).
  • تنبيهات الانتقال: وهي تنبيه الطفل أن بعد 5 دقائق سنغلق التلفاز، أو يحين وقت النوم – هنا منحتهم خمس دقائق للتفكير وإعداد أنفسهم لذلك.
  • تقديم خيارات: وهي منح الطفل خيارات بدلًا من إصدار أوامر مباشرة مثل: “هل تفضل القميص الأحمر أم الأبيض؟”

لماذا الأوامر الجيدة مهمة؟

تُعتبر مكونات الأوامر الجيدة أساسًا لبناء تواصل فعال وإيجابي مع الأطفال.

أولًا: الأوامر الواضحة والإيجابية تُسهل فهم الطفل لما يُطلب منه، مما يعزز ثقته بنفسه ويحفزه على الاستجابة.
عندما تكون التعليمات بسيطة ومباشرة، يتمكن الطفل من إدراك المطلوب منه بسهولة.

إضافةً إلى ذلك، منح الطفل وقتًا كافيًا للامتثال للأوامر يُعتبر أمرًا مهمًا، حيث يساعده على الاستعداد نفسيًا وعمليًا. هذا الوقت يتيح له الانتقال بسلاسة من نشاط إلى آخر، مما يقلل من التوتر والقلق.

مبدأ بريماك الذي ينص على إنجاز المهام الأقل تفضيلًا قبل المهام الأكثر تفضيلًا، يُعتبر استراتيجية فعالة لتعزيز الدافعية.
عندما يُدرك الطفل أنه سيحصل على مكافأة بعد إنجاز واجب غير مفضل، فإنه يكون أكثر استعدادًا للامتثال.

أما تنبيهات الانتقال، مثل إعلام الطفل بأن وقت اللعب ينتهي قريبًا، فإنها تمنحهم فرصة للتكيف مع التغيير. هذه التنبيهات تُساعد في إعداد الطفل نفسيًا لانتقال سلس بين الأنشطة، مما يقلل من المقاومة.

وأخيرًا، تقديم خيارات بدلاً من إصدار أوامر مباشرة يُعزز شعور الطفل بالاستقلالية.
عندما يُمنح الطفل خيارات مثل اختيار القميص الذي يرغب في ارتدائه، يشعر بأنه جزء من القرار، مما يزيد من احتمالية استجابته الإيجابية.

نقاط مهمة عند التعامل مع السلوك:

  • لا يمكن تغيير العادات والسلوكيات الممتدة لسنوات طويلة في أيام قليلة.
  • استعمال المعززات يسهم جدًا في ضبط السلوك. ولضمان فاعلية المعززات لابد من تحديد معزز مناسب للطفل، مثلًا (الفستق) – لكن لابد من حرمان الطفل منه، وتقديمه فورًا بعد القيام بالسلوك المرغوب فيه.
  • استعمل الإقصاء: وهو منع الطفل من موقف معين كعزله في غرفة أو على كرسي – المقصود هنا إبعاده من بيئة محببة إلى بيئة غير محببة.
  • حدد سلوكًا معينًا لتعديله، ولا تتعامل مع كل السلوكيات معًا. علينا أن نتجاهل السلوكيات الأخرى مؤقتًا ولا نتعامل معها.
  • حافظ على التوازن بين الحزم والجدية، وبين مدح وتعزيز السلوكيات الإيجابية.
  • خصص وقتًا للاستماع إلى الطفل بعد إعطائك الأوامر. اسأله عن مشاعره واستجابته، مما قد يساعدك في تحسين أسلوبك في المستقبل.

أقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع الطفل العصبي

خلاصة:

يتضح أن تحسين استجابة الأطفال يتطلب منا ككبار إعادة النظر في أساليبنا وتعديل سلوكياتنا.
من المهم أن نتذكر أن تعديل سلوك الأطفال يتطلب صبرًا وفهمًا عميقًا، وليس مجرد أوامر أو عقوبات.

وتذكر: إذا واجهت صعوبة مع طفلك بعد تطبيق هذه النصائح، أو وجدت صعوبة في تنفيذها، فلا تتردد في زيارة أخصائي علاج سلوكي.
يمكن أن يساعدك الأخصائي في تطوير استراتيجيات مخصصة تناسب احتياجات طفلك وتُحدث فرقًا حقيقيًا.

أخصائي تربية خاصة - سارة الليد
أخصائي تربية خاصة – سارة الليد

سوبر أخصائيين

مقالات بالتعاون مع أخصائيين متميزين في مختلف المجالات بعد تزويدهم للمنصة بمعلومات في مختلف المواضيع المنشورة.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

سوبر أخصائي - منصة التخاطب والتربية الخاصة

أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفي

متابعة
مص الأصابع

عادة مص الأصابع عند الأطفال | أسباب، وقاية، علاج

2054

- مارس 2023 -

سلوك الاطفال -

سوبر أخصائيين

×
×

حمل تطبيق سوبر اخصائي من

أطلع علي جميع المقالات، أطرح الاسئلة وتلقى رداً من المتخصصين !

تحميل
error: