
كيف أتعامل مع طفل صعوبات التعلم في المنزل
كثيرًا ما تسأل أولياء الأمور أسئلة من نوع “كيف اتعامل مع طفل صعوبات التعلم؟” أو “كيف اذاكر لطفل صعوبات التعلم”. وفي الحقيقة، أن الأمر ليس صعبًا على الإطلاق. فهناك عدة خطوات ونصائح للتعامل مع الطفل ذو صعوبات التعلم في المنزل، والتي تساعد علي التعامل مع مشكلة الطفل بفاعلية كبيرة.
كيفية التعامل مع طفل صعوبات التعلم في المنزل
1- قيام الوالدين بملاحظة للطفل:
يتوجب على الوالدين مراقبة وملاحظة الطفل بعناية فائقة، وذلك من أجل فهم تقدمه الأكاديمي وتطوره النمائي. يُفضل بشكل خاص أن يتم هذا النوع من الملاحظة قبل دخول الطفل إلى المدرسة، حيث يكون التدخل المبكر أكثر فعالية في تشخيص صعوبات التعلم وإيجاد حلول لها.
- فهم السلوك: يجب على الوالدين مراقبة سلوك الطفل بعناية ومراقبته من بعيد لفهم ما يحتاجه وللعمل على حل المشكلات المحتملة في المستقبل.يجب التركيز على معرفة وفهم الطفل في سن مبكرة من عمره.
- معرفة ميول واهتمامات الطفل: ينبغي للوالدين معرفة ما يحبه الطفل وما يهتم به من أنشطة وهوايات. يمكن مشاركته في هذه الأنشطة وتقديم الدعم له لتطوير مهاراته فيها.
- تقدير نقاط القوة والضعف: يجب على الوالدين تقدير نقاط قوة الطفل ونقاط ضعفه، والعمل على تعزيز نقاط القوة ومساعدته في التغلب على نقاط الضعف.
- معرفة تفضيلات الطفل: يجب معرفة ماذا يفضل الطفل وماذا يكره فيما يتعلق بالأنشطة والمواد التعليمية.
- معرفة الصعوبات الأكاديمية: ينبغي التركيز على معرفة الصعوبات التي يواجهها الطفل في المواد الأكاديمية، وفهم سبب عدم حب الطفل لمادة معينة أو مدرس معين أو المدرسة بشكل عام. وذلك لتطوير استراتيجيات تعليمية تساعده على التغلب عليها.
أقرأ أيضاً : مؤشرات اكتشاف صعوبات التعلم قبل دخول المدرسة
2- تقييم الطفل:
في هذه المرحلة ، يحتاج الوالدين إلي السعي للحصول علي إستشارة أخصائي لإجراء تقييم شامل للطفل إذا كان لديه مشكلات في مادة معينة أو سلوك معين. يهدف هذا التقييم إلى تحديد جذور المشكلة ووضع خطة علاجية تناسب قدرات الطفل ومهاراته. يتم ذلك عن طريق إجراء اختبارات وتقييمات من قبل متخصصين في المجال.
أقرأ أيضاً : أعراض صعوبات التعلم في القراءة والكتابة والحساب
3- اتخاذ القرار لمصلحة الطفل:
إذا تم إكتشاف وجود مشكلة لدي الطفل، فإنه يحتاج إلى علاج أكاديمي أو سلوكي، فيجب على الأسرة اتخاذ جميع القرارات من أجل مصلحة الطفل في حل هذه المشكلة. يجب أن تكون هذه القرارات إيجابية من خلال تحمل المسؤولية وعدم الاستهتار بالأمر، وإلا فإن الأمور ستسوء أكثر. من الضروري وضع قرارات دقيقة ومنهجية مرتبة مفهومة للتخلص من هذه المشكلة.
بالنسبة لنا كأخصائيين، نحن نشجع على تعليم الأسرة ومساعدتهم في فهم أفضل لأبنائهم وكيفية التعامل معهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من الطرق:
- دورات التدريب: يمكن للوالدين الالتحاق بدورات تدريبية تهتم بكيفية التعامل مع الطفل وتعليمهم الأساليب والوسائل الصحيحة التي تساعد على حل مشكلاتهم ودعم نموهم.
- حملات التوعية: هناك حملات توعية مخصصة تستهدف الآباء والأمهات لتزويدهم بالمعرفة والمهارات الضرورية لفهم احتياجات أطفالهم.
- برامج خاصة: توفر بعض المؤسسات برامج خاصة للوالدين تستهدف مساعدتهم في التعامل مع الصعوبات التي يواجهونها مع أطفالهم.
- الدورات والدبلومات: يمكن للوالدين الانضمام إلى دورات أو دبلومات تركز على فهم ومواجهة الإعاقات والصعوبات التي تواجه الأطفال. هذه الدورات تزودهم بأدوات ومهارات للتعامل مع تلك الأوضاع بفعالية.
- المواقع والمصادر على الإنترنت: هناك العديد من المواقع والمصادر على الإنترنت التي تهتم بتوجيه الآباء والأمهات حول كيفية التعامل مع أبنائهم وتقديم الدعم اللازم.
- المشاركة في ندوات وورش العمل: يمكن للوالدين حضور ندوات وورش العمل المتعلقة بالتربية والتعليم لزيادة معرفتهم وفهمهم حول كيفية دعم أبنائهم.
باختصار، التعلم المستمر والبحث عن المعرفة والدعم هو مفتاح تحسين علاقة الأسرة مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم والنمو. تزويد الوالدين بالأدوات والمعلومات الصحيحة يمكن أن يساعد في تقديم الدعم اللازم للأطفال وتحقيق النجاح في حياتهم.
4- تقبل الاباء والأمهات للطفل ومشكلته:
فهناك بعض الأسر التي لا تتقبل فكرة أن لديهم طفل يعاني من صعوبة في شيء ما. هناك أيضًا أولياء الأمور الذين لا يدركون أن لديهم طفل يعاني من مشكلة ولا يعترفون بها أبدًا. هذه النقطة مهمة جدًا، حيث أن فهم الطفل وتقبل مشكلتهيعمل على حل المشكلة بشكل سريع وسليم. لأنه عندما يتم تقبلالوالدين لهذا الواقع، سيشعر الطفل أنه لديه مشكلة بسيطة وليس لديه إعاقة أو صعوبة في شيء ما، وهذا يعمل على تقليل العبء علي الطفل.
5- عدم الاستعجال في حل الواجبات (تدريج حل الواجبات):
عند التعامل مع الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم، من الأهمية بمكان أن لا يتعرض للضغط والاستعجال أثناء حل مهامه وواجباته الدراسية. إليك بعض النصائح حول كيفية التعامل مع هذا الأمر:
- توفير الوقت الكافي: يجب على الوالدين أن يتيحوا للطفل الوقت الكافي لإكمال واجباته. لا يجب الضغط عليه لإتمام المهام بسرعة.
- تقسيم الواجبات: يمكن تقسيم الواجبات إلى مهام واجزاء صغيرة يمكن حلها بسهولة في فترة زمنية قصيرة. هذا يقلل من الشعور بالضغط ويزيد من انجازية الطفل.
- زيادة الوقت تدريجياً: زيادة وقت حل للواجبات تدريجياً كلما تقدم الطفل في تحسين أدائه.
- فترات الراحة: تلعب فترات الراحة دورًا هاماً في تقوية تركيز الطفل واستعداده للمزيد من المذاكرة وحل الواجبات. يمكن أن تكون هذه الفترات قصيرة ومنتظمة خلال فترة المذاكرة (كل بضعة دقائق مثلاً).
- تقديم المحفزات والمكافئات: استخدام محفزات مثل الألعاب أو الأنشطة المفضلة للطفل خاصةً أثناء فترات الراحة، يمكن أن يجعل عملية التعلم أكثر متعة وإثارة.
6- التعلم عبر وسائل ملموسة واتباع الطرق الحديثة في التعليم:
يجب اتباع طرق حديثة في تعليم الأطفال، واستخدام وسائل ملموسة مثل كروت الحروف والأشياء والحيوانات والألوان والبازلات والصور والفيديوهات والصور المتحركة. هذا لأن عملية التعلم التقليدية والقديمة تكون أصعب على الأطفال الذين يعانون من مشكلات التعلم.
7- تحمل وتقبل وضغط النفس:
عند تدريس الطفل، يجب على الوالدين السيطرة على أنفسهم وأعصابهم وعدم الغضب علي الطفل،وكذلك عدم استعجال أو مضايقة الطفل.
8- تعزيز حب الطفل للمدرسة من خلال الأنشطة المناسبة له:
صعوبات التعلم يمكن أن تؤدي إلى كراهية الطفل للمدرسة، ولكن هناك طرق للتغلب على هذا الأمر. يمكن تعزيز حب الطفل للمدرسة من خلال إشراكه في الأنشطة التي تناسب اهتماماته وهواياته. فيما يلي بعضاً من هذه الأنشطة:
- أنشطة كرة القدم.
- حصص الموسيقية.
- الأنشطة الثقافية والفنية.
- الأنشطة الاجتماعية.
9- عدم مقارنة الطفل بالآخرين:
يجب عدم مقارنة الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم بالآخرين، سواء كانوا أشقاءه أو أصدقاؤه أو أقربائه. كل طفل لديه فروقه الفردية (أي قدراته الفريدة من نوعها). زيادة ثقة الطفل بنفسه ستستاعد علي تطوير قدرات الطفل وسعي للمزيد من الإنجاز.
10- أمدح محاولة الطفل:
عندما يحاول الطفل تعلم شيء، يمكنك أن تمدحه لأنك معجب بمحاولته في التعلم بدلاً من التركيز على النتيجة، هذا سيشجعه على المزيد من المحاولة وزيادة رغبته في التعلم.
وأخيراً، يجب على الوالدين أن يكونوا داعمين وصبورين ومستعدين لتقديم الدعم والمساعدة لطفلهم في كل مرحلة من مراحل التعلم والنمو.