تشخيص صعوبات التعلم | خطوات ، محكات ، أدوات
تعد عملية تشخيص صعوبات التعلم من الأمور التي لاقت اهتماماً كبيراً من قبل الباحثين في الفترة الأخيرة، وذلك من أجل تفسير المشكلات التعليمية لدى الأطفال الذين لا يعانون من إعاقات أو اضطرابات، والتي قد تكون سبباً لتلك المشكلات التعليمية، بهدف وضع البرامج العلاجية والتعليمية المناسبة للأطفال.
وفي هذا المقال تقرأ عن:
تعريف صعوبات التعلم | التشخيص | مراحل التشخيص | محكات التشخيص | أدوات التشخيص | أكثر الأعراض شيوعاً | احتياجات تعليمية |
تعريف صعوبات التعلم:
تعد صعوبات التعلم اضطراباً أو خللاً في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتعلقة باستخدام اللغة أو فهمها، سواء كان ذلك شفهياً أو كتابياً.
يظهر هذا الاضطراب في نقص القدرة على الإصغاء أو التفكير أو التحدث أو القراءة أو التهجئة أو إجراء العمليات الرياضية.
يرجع ذلك إلى قصور في الإدراك الحسي، أو إصابة الدماغ، أو خلل بسيط في وظائف المخ. ولا يعود هذا إلى إعاقة بصرية أو حركية أو اضطراب انفعالي أو ظروف بيئية وغيرها.
وتُعرف صعوبات التعلم أيضاً بأنها مجموعة من التلاميذ في الفصل الدراسي العادي يظهرون انخفاضاً في التحصيل الدراسي مقارنة بالأطفال العاديين، رغم أنهم يتمتعون بذكاء عادي أو فوق المتوسط. ولكنهم يعانون من صعوبات في بعض العمليات المرتبطة بالتعلم، مثل الفهم، أو التفكير، أو الإدراك، أو الانتباه، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجئة، أو النطق، أو إجراء العمليات الحسابية، أو المهارات المتصلة بهذه العمليات.
تشخيص صعوبات التعلم:
تهدف عملية تشخيص الأطفال ذوي صعوبات التعليم إلي جمع المعلومات عن الأطفال التي تعاني من مشكلات في الجانب الأكاديمي ومن ثم تحليل المعلومات والبيانات الضرورية للوصول إلى تخطيط ناجح لتقديم الخدمات التربوية والتعليمية المناسبة لهولاء الأطفال.
ومن الضروري أن تمر عملية تشخيص صعوبات التعلم ب 3 مستويات وهي كالآتي:
المستوي الأول: المسح الأولى:
يتضمن مجموعة من التلاميذ الذين ينخفض أداؤهم الأكاديمي عن زملائهم، كما يتم فيها تقييم المجالات الضرورية مثل انخفاض التحصيل أو صعوبات الإدراك الحركي والنقص النمائي.
المستوي الثاني: الأهلية للتربية الخاصة:
في هذا المستوي يتم تحديد مدي احتياج الطفل لتلقي برامج التربية الخاصة.
المستوي الثالث: التعليم:
فيها يتم تحديد المستويات المحددة التي تتطلب العلاج مثل: صعوبات القراءة وصعوبات الكتابة وصعوبات الحساب.
كلماتي - تعليم الأطفال الكلام
مراحل تشخيص صعوبات التعلم:
لدينا 6 مراحل لتشخيص صعوبات التعلم، وهي:
- التعرف: هذه أولى المراحل، وتتم في البيت أو المدرسة، من خلال مقارنة أداء الطفل مع أداء أقرانه في التحصيل الدراسي.
- ملاحظة ووصف سلوك الطفل: يتم فيها ملاحظة كيف يقرأ الطفل ومستوى مهارات القراءة لديه، وكيف يكتب ومستوى مهارات الكتابة التي يمتلكها.
- التقييم غير الرسمي: في هذه المرحلة، يتم استبعاد الأطفال الذين يعانون من حرمان بيئي أو ثقافي أو الذين لديهم مشاكل حسية، مثل السمع أو البصر.
- التشخيص: يتم على يد فريق من المختصين باستخدام عدة معايير، مثل الاستبعاد والتربية الخاصة.
- كتابة نتائج التشخيص: تُكتب النتائج بناءً على ما تم اكتشافه خلال عملية التشخيص في صورة تقارير.
- تخطيط البرنامج العلاجي: يتم وضع برنامج علاجي مناسب بناءً على احتياجات الطفل التعليمية.
محكات تشخيص صعوبات التعلم:
1- محك التباعد:
وفيه يظهر تباين واضح في مستوى نمو بعض الوظائف النفسية لدى الطفل، مثل الانتباه والإدراك واللغة والذاكرة والقدرات البصرية والسمعية والحركية. كما نلاحظ أن بعض الوظائف تنمو بصورة طبيعية، بينما تتأخر وظائف أخرى في النمو.
على سبيل المثال، قد تنمو القدرات اللغوية والبصرية والسمعية لدى الطفل بصورة طبيعية، بينما تتأخر بعض القدرات الأخرى، مثل تأخر المشي أو التناسق الحركي.
كذلك، يظهر تفاوت بين النمو العقلي العام والتحصيل الأكاديمي لدى الطفل. فقد نلاحظ أن بعض الأطفال يتمتعون بمستوى عادي أو أعلى من المتوسط في القدرات العقلية، ولكن مستوى تحصيلهم الدراسي يكون مشابهاً للأطفال الذين لديهم إعاقة عقلية.
على سبيل المثال، قد يُظهر الطفل قدرات عقلية تقع ضمن المتوسط ويحقق تقدماً عادياً أو قريباً من العادي في القراءة، لكنه لا يتعلم الحساب أو اللغة بعد فترة من وجوده في المدرسة. في هذه الحالة، يعتبر الطفل لديه صعوبة في الحساب واللغة.
2- محك الاستبعاد:
وهو الذي يتم فيه استبعاد بعض الحالات التي ترجع فيها صعوبات التعلم أساساً إلى الإعاقة العقلية أو السمعية أو البصرية أو الحركية أو الاضطراب الانفعالي أو بسبب نقص فرص التعلم.
يفيد محك الاستبعاد في تسهيل عملية تشخيص الأطفال ذوي صعوبات التعلم، مما يساعد في تفادي الخلط في عملية التشخيص.
3- محك التربيه الخاصة:
في هذا المحك، يحتاج أطفال صعوبات التعلم إلى طرق خاصة في التعليم لعلاج المشكلات التي يواجهونها. تختلف هذه الطرق في التربية الخاصة عن تلك الموجودة في التعليم العادي.
4- محك صعوبه النضج:
يهتم هذا المحك بالفروق بين الأفراد في القدرة على التحصيل والنضج. وفي هذا نلاحظ أن معدلات النمو تختلف من طفل إلى آخر، مما يؤدي إلى صعوبة في تهيئة الأطفال لعمليات التعلم. لذلك، يتم تقديم برامج تربوية تهدف إلى تصحيح قصور النمو الذي يعوق عمليات التعلم، سواء كان هذا القصور ناتجاً عن عوامل وراثية أو بيئية.
يشير ذلك إلى أن التخلف في النمو أو الخلل في عملية النضج يعد من العوامل المؤدية إلى صعوبات التعلم.
كما يظهر بعض نواحي القصور العصبي لدى الطفل، ويتجلى ذلك في وجود تلف عضوي أو عصبي في المخ، مما يؤدي إلى اضطرابات إدراكية بصرية، سمعية، مكانية، أو فرط نشاط.
طرق وأدوات تشخيص صعوبات التعلم:
هناك العديد من الأدوات التي تستخدم في تشخيص صعوبات التعلم، وهى كالآتي:
1- دراسة الحالة:
يفيد هذا في التعرف على العديد من جوانب نمو الأطفال، بما في ذلك تقديم معلومات عن مظاهر النمو الجسمي والشخصي والاجتماعي، وعلاقات الطفل مع الآخرين، والنمو التربوي. كما يساعد على التعرف على الأنشطة والهوايات التي يمارسها الطفل.
6- اختبارات العمليات النفسية:
تستخدم في قياس المظاهر المختلفة لدي صعوبات التعلم وتشخيصها ومنها اختبار إلينوي للقدرات السيكولغويه.
أقرأ أيضاً: شرح 3 مقاييس أساسية لصعوبات التعلم
7- اختبار القدرات العقلية:
وهذا يعد المعيار الأول لتشخيص صعوبات التعلم وهذا إذا كانت القدرة العقلية للتلميذ في المتوسط (ولا يقع ضمن فئة التأخر العقلي) وظهر علي الطفل انخفاض في التحصيل الدراسي فهذا يعد مؤشر أولي ومؤشر لوجود صعوبات التعلم.
من أمثلة هذه المقياس: مقياس ستانفورد بينه للذكاء، ومقياس وكسلر للذكاء، واختبارات الذكاء المصوره.
8- الاختبارات التحصيلية:
فيها يتم تحديد جوانب القوه وجوانب الضعف لدي الطفل في التحصيل الدراسي.
مثل: اختبار درايل التحصيلي لصعوبات القراءة، واختبار موتور التشخيصي، واختبار ستانفورد للحساب.
4- القياس الاكلينيكي:
يهدف هذا إلى التعرف على المشكلات اللغوية ومستوى التعبير لدى الطفل، بما في ذلك مشكلات النطق. كما يهدف إلى التعرف على الإدراك السمعي وبعض المظاهر السلوكية مثل الانتباه والإدراك والتوافق الاجتماعي. ويشمل أيضاً تقييم مظاهر النمو الحركي، ومعرفة التآزر الحركي والتوازن الحركي العام لدى الأطفال.
1- اختبار القدرة العددية:
يهدف هذا الاختبار إلي التعرف علي قدره الطفل علي التعامل مع الارقام خاصة التي تتعلق بعمليات الضرب والقسمة والجمع والطرح .
2- اختبار التمييز القرائي:
يهدف إلي التعرف علي قدرة الطفل علي التمييز بين بعض المفردات الموجودة في الكتب الدراسية.
3- اختبارات المسحية السريعة:
يهدف هذا إلي التعرف السريع علي مشكلات الطفل ذات العلاقة بصعوبات التعلم ومن هذه الاختبارات
مثل: اختبار القراءة المسحي ومن خلاله يمكن التعرف علي مهارات القراءة وأنواع الأخطاء في عملية القراءة وأساليب مواجهتها.
أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفى
أكثر أعراض صعوبات التعلم شيوعاً عند الأطفال:
- ضعف في الذاكرة السمعية قصيرة وطويلة المدى.
- قابلية سريعة للتشتت والارتباك.
- صعوبة في الاستمرار في المهام لفترة طويلة.
- فقر كبير في مهارات الكتابة اليدوية.
- صعوبة في القراءة والعمليات الحسابية.
- مفهوم ضعيف عن الزمن.
- صعوبة في اتباع التوجيهات المعقدة.
- صعوبة في تذكر التعليمات لفترات طويلة.
- صعوبة في العمل ضمن مجموعات صغيرة أو كبيرة.
- عدم المرونة في التفكير وصعوبة الإقناع.
- مستوى تحمل منخفض مقابل مستوى إحباط مرتفع.
- صعوبات في تعلم المصطلحات والمفاهيم.
أقرأ أيضاً: أعراض صعوبات التعلم عند الأطفال في القراءة والكتابة والحساب
أهم الاحتياجات التعليمية لذوي صعوبات التعلم:
- تسجيل التعليمات أو طباعتها في بطاقات.
- تكرار التعليمات أو تقديم المعلومات بشكل شفوي أو مكتوب.
- تكثيف استخدام تعدد الحواس في التعلم.
- تشجيع أنشطة التعلم التعاوني.
- توفير التعليم الشفوي في القراءة.
- تزويد الطلاب بتغذية راجعة دائمة حول تقدمهم.
- إعطاء تغذية راجعة فورية.
- أن تكون الأنشطة موجزة وقصيرة.
- تزويدهم بأشياء ملموسة مثل اللمس، السمع، والرائحة.
وبهذا نكون انتهينا من عرض أساليب وطرق وأدوات تشخيص صعوبات التعلم.