متلازمة آرلن هي اضطراب وظيفي في الدماغ يؤثر على قدرة الفرد على معالجة المعلومات البصرية، مما ينتج عنه صعوبات في التمييز بين الحروف والكلمات ورؤيتها بشكل مشوه، وقد تظهر الأعراض كذلك في الحساسية الزائدة للضوء وعدم وضوح الرؤية، وصعوبات في التركيز والانتباه والإدراك البصري، بجانب صعوبات في القراءة والكتابة.
أعراض متلازمة آرلن:
هناك العديد من الأعراض الأكثر شيوعًا لمتلازمة آرلن وقد تكون خفيفة أو شديدة. قد تؤثر الأعراض على الحياة اليومية للشخص، وقد تؤدي إلى صعوبة في المدرسة والعمل والعلاقات الاجتماعية
- رؤية الكلمات أو الحروف بطريقة مشوهة: فالأشخاص المصابون بمتلازمة آرلن قد يرون الكلمات أو الحروف بطريقة مشوهة فتبدو أكبر أو أصغر أو أكثر تباعدًا أو تداخلًا، كما قد يشعر بأن الكلمات تختفي، وفي بعض الأحيان يشعر بأن الكلمات تقع أو تتحرك أو قد يشعر أنه هنالك هالة حولها.
- صعوبات في القراءة: فالأشخاص المصابون بمتلازمة آرلن يواجهون صعوبة في التمييز بين الحروف والكلمات، ويشعرون وكأن الكلمات تتحرك أو تدور، كما قد يتخطوا العديد من الكلمات والسطور اثناء القراءة.
- صعوبات في الكتابة: يكتب الفرد بشكل غير منتظم (بشكل مائل، لا يستطيع الكتابة علي السطر بشكل صحيح)، مع اختلاف في المسافات بين الكلمات والأسطر والحروف وعدم تساويها مع بعضها البعض.
- صعوبات في التركيز: فالأشخاص المصابون بتلك المتلازمة يواجهون صعوبة في التركيز الانتباه على المهام البصرية لفترات طويلة وخاصة أثناء عملية القراءة أو الكتابة.
- الصداع: فالأشخاص المصابون بمتلازمة آرلن يعانون من الصداع، خاصةً بعد التعرض للضوء الساطع أو عند القيام بمهام بصرية مرهقة.
- حساسية الضوء: فالأشخاص المصابون بتلك المتلازمة أكثر حساسية للضوء، مما قد يؤدي إلى إجهاد العينين أو الصداع.
- عدم وضوح الرؤية: فالأشخاص المصابون بمتلازمة آرلن قد يعانون من عدم وضوح الرؤية، خاصةً في الضوء الساطع.
تنويه: تشخيص متلازمة آرلن ومتابعة حالة الطفل وتأهيله يتم عن طريق فريق مكون من العديد من التخصصات، لا يجب الاعتماد علي المعلومات المدرجة في هذه المقالة فقط بغرض التقييم أو التشخيص أو التأهيل أو العلاج دون الرجوع للمختص!. هذه المعلومات إسترشادية وغرضها التوعية بتلك المتلازمة والاكتشاف المبكر لها، ننصحك دائماً بالرجوع للمتخصصين والمتابعة معهم.
أقرأ أيضاً : أعراض صعوبات القراءة عند الأطفال
فإذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فمن المهم استشارة الطبيب، أو أخصائي متخصص في تشخيص وتأهيل الأفراد ذوي متلازمة آرلن، فبمكنهم مساعدتك في تحديد ما إذا كنت مصابًا بتلك المتلازمة أم لا، ومساعدتك في التغلب عليها.
أسبابها:
ولا توجد أسباب معروفة لمتلازمة آرلن ولكن يُعتقد أنها قد تكون ناتجة عن خلل في الطريقة التي يعالج بها الدماغ المعلومات البصرية وتؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنها أكثر شيوعًا عند الأطفال.
أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفى
نسبة انتشار تلك المتلازمة:
تشير الدراسات أن نسبة انتشار متلازمة أرلن تتراوح بين 5% و 20% من السكان، وهي أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم كصعوبات القراءة والكتابة والحساب؟
وفي دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن 46% من الأطفال الذين يعانون من صعوبات القراءة يعانون أيضًا من متلازمة أرلن. كما وجد أن 12% من الأطفال الذين لا يعانون من صعوبات القراءة يعانون من درجة بسيطة إلى متوسطة من تلك المتلازمة.
وفي دراسة أخرى أجريت في المملكة المتحدة، وجد أن 15% من الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يعانون أيضًا من متلازمة أرلن.
فلا توجد بيانات دقيقة عن نسبة انتشار تلك المتلازمة في مصر، ولكن من المرجح أن تكون قريبة من النسب العالمية.
علاج متلازمة آرلن:
لا يوجد علاج لمتلازمة آرلن، ولكن يمكن أن يساعد العلاج الوظيفي في تحسين الأعراض ويتضمن العلاج الوظيفي التدريب على المهارات البصرية، مثل القراءة والكتابة، بالإضافة إلى استراتيجيات تقليل حساسية الضوء وهناك بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، مثل: استخدام عدسات أو شفافيات أرلن (العدسات الملونة / تقنية الفلاتر) (Irlen Syndrome Glasses).
بجانب البرنامج التأهيلية التي ثم تتمثل في مجموعة من الأنشطة والتدريبات التي تهدف إلى تحسين المهارات البصرية المرتبطة بتلك المتلازمة، والتقليل من تداعيتها، مثل: تنمية الانتباه البصري، والإدراك البصري والذاكرة البصرية.
ومن المهم ملاحظة أن برامج تأهيل متلازمة أرلن قد تستغرق وقتًا وجهدًا لتحقيق النتائج المرجوة ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن هذه البرامج يمكن أن تساعد الأشخاص المصابين بتلك المتلازمة علي التخفيف من حدة الأعراض التي يعانوا منها، وخاصة تقنية العدسات التي سبق ذكرها.
وبهذا نكون انتهينا من عرض تعريفاً موجزاً عن متلازمة آرلن متضمناً أعراضها الأساسية وأسبابها وكيفية علاجها.
أين يتم تشخيص؟