تأخر اللغة والكلام | تعريف ، أعراض ، أسباب ، علاج
تأخر اللغة وتأخر الكلام وتأخر النطق ، هي مصطلحات يستخدمها العديد لوصف مشكلة واحدة تقريباً تتعلق باللغة. تلك المشكلة -وهي تأخر اللغة بمسماها العلمي الصحيح – تعد من المشكلات الشائعة التي تصيب العديد من الأطفال. وتصبح مصدراً لقلق العديد من أولياء الأمور. خاصة وأن ملامح تاخر اللغة عند الطفل قد تبدو واضحة تماماً للجميع ، فقد يتسم بعض الأطفال بتأخر الكلام واللغة الذي قد يصل إلي الضعف الشديد للغة، وعدم القدرة علي التحدث بأي كلمات علي الإطلاق. ونظراً لأهمية تلك المشكلة وضرورة التعامل معها ، نوضح في المقال التالي كافة النقاط المتعلقة بتأخر الكلام والتي هي كالآتي:
أضغط علي الجزء الذي تريد القراءة عنه للانتقال إليه.
ما هو تأخر اللغة؟
تأخر اللغة هو مشكلة تحدث عند الأطفال حينما لا يتساوي نمو الطفل اللغوي مع مثله من أقرانه ، أي عندما لا تشبه لغة الطفل لغة الأطفال من نفس عمره ، فعلي سبيل المثال: إذا طفلك لديه من العمر 3 سنوات ، فأن الأطفال في هذا العمر عادةً يمكنهم نطق جملة مكونة من 3 كلمات ، ففي حالة أن ابنك لا يستطيع نطق جملة من 3 كلمات مثلهم ، فأنه علي الأغلب يعاني من تأخر في اللغة (فهو لا يتكلم مثل الأطفال من نفس سنه).
علامات وأعراض تأخر اللغة والكلام عند الاطفال:
تختلف أعراض تأخر اللغة والكلام طبقاً لسن الطفل ومتطلبات النمو اللغوي لكل مرحلة سنية معينة ، ولكن لتعرف متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ، تذكر أن القاعدة الأساسية هي أنه مهما كان سن الطفل ، فأنه عندما تقارنه بالأطفال الأخرين من نفس عمره ، فإنك تجده لا يتكلم مثلهم أو يعاني من قصور ما في اللغة أو ينقصه شئ عنهم.
ولكن يمكنك التعرف علي بعض أعراض تاخر الكلام واللغة الشائعة والتي هي كالآتي:
- تأخر المناغاة ونطق الأصوات في الفترة من 8 لـ 12 شهر
- تأخر نطق الكلمة الأولي والتي تكون عادة عند عمر 1 سنة.
- ضعف الحصيلة اللغوية بحيث تقل عن 50 : 200 كلمة عند عمر سنتين ، وتقل عن 900 كلمة عند عمر 3 سنوات.
- تأخر في نطق الجمل. لا ينطق جملة من كلمتين عند عمر سنتين ، ولا ينطق جملة من 3 كلمات عند عمر 3 سنوات.
- ضعف القدرة علي تركيب الجمل بطريقة صحيحة ، تظهر عادة بعد عمر 3 سنوات وتشمل أخطاء في ترتيب الكلمات في الجملة.
- اخطاء صرفية داخل الجمل. على سبيل المثال: عدم التفريق بين المذكر والمؤنث (ولد يأكل – بنت تأكل)، استخدام المفرد والمثني والجمع (عربية – عربيتين – عربيات). وتظهر عادة بين 3 : 5 سنوات.
- اضطرابات النطق بحيث تجعل نطقه غير واضح للجميع وخاصة الغرباء.
وهناك العديد من الأعراض الأخرى. ولكن الأعراض السابقة هي أكثر أعراض تأخر الكلام شيوعاً عند الأطفال. ويجب مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال ، فقد يتأخر بعض الأطفال في اكتساب الكلمات أو في نطق الجمل عند سن معين. وهذا قد يكون طبيعياً، وقد يرجع إلي العديد من العوامل منها البيئة والأسرة ومدى إسهامها في تعليم الطفل.
في حالة حدوث أحد الأعراض السابقة عند طفلك. عليك الذهاب لأقرب أخصائي تخاطب لإجراء التقييم والتشخيص اللازم ومعرفة إذا كان الأمر في نطاق الطبيعي أم يحتاج نوعاً من التدخل والتأهيل.
كلماتي - تعليم الأطفال الكلام
أسباب تأخر الكلام واللغة:
تتعدد وتتنوع أسباب تأخر الكلام عند الاطفال من طفل لأخر، وتتمثل الأسباب الشائعة في الآتي:
1- التأخر العقلي:
يعتبر التأخر العقلي من أحد أهم أسباب التأخر اللغوي. فإكتساب اللغة وممارستها يحتاج إلي وجود قدرات عقلية سليمة تساعد علي فهم تلك اللغة وتفسيرها، وإعادة إستخدامها في سياقات مختلفة، وكذلك فهم مدلولات ومعاني الكلمات. وبذلك فإن النمو اللغوي يتأثر بضعف القدرات العقلية عند الطفل، فيؤدي التأخر العقلي إلي تأخراً عاماً في اللغة ، وتؤدي المتلازمات التي تسبب التأخر العقلي مثل الداون بطبيعة الحال إلي تأخراً في اللغة. ولكن ليس بالضرورة أن كل طفل يعاني من تأخر اللغة يعاني من التأخر العقلي.
2- ضعف السمع:
يلعب السمع دوراً هاماً في عملية التواصل وفهم اللغة، وكذلك يلعب دوراً رئيسياً في تعلم واكتساب اللغة. وفي حالة حدوث أي مشكلات في عملية السمع ، فأنها بطبيعة الحال تؤثر علي استخدام اللغة وتطورها. فكيف من الممكن ان يتعلم الطفل الكلام من الأخرين وهو لا يستطيع سماعهم جيداً في الاساس. ولذلك تعتبر سلامة السمع وخاصةً في السنوات الأولى من حياة الطفل أمر هاماً لنمو اللغة والكلام. ويؤدي ضعف السمع أو فقدانه في مرحلة مبكرة من النمو إلى تأخر الكلام ، وتصبح قدرة الطفل على التعبير محدودة جداً.
3- الحرمان البيئي أو الفقر البيئي:
تلعب البيئة متمثلة في الأسرة والمنزل والروضة دوراً هاماً في تعليم الطفل في كافة جوانب حياته وتنمية مهاراته جميعها وخاصة مهاراته اللغوية. وفي حالة الفقر البيئي والذي يعني ضعف المثيرات الموجودة في البيئة التي تساعد الطفل علي التعلم مثل غياب كلام الأهل بكثرة مع الطفل ، انشغال الأهل عن الطفل أو تركه لساعات طويلة أمام التلفاز أو الهاتف دون وجود حوار مثمر يتعلم ويكتسب منه اللغة. فهذا يؤدي إلي عدم تطور اللغة بشكل كافي وحدوث مشكلة تأخر الكلام واللغة. ولهذا السبب يوجد حالات تتأخر في نمو اللغة في المستويات المحرومة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وعاطفياً.
4- اضطراب طيف التوحد:
يؤثر التوحد علي عملية التواصل عموماً وبطبيعة الحال يؤثر علي عملية اكتساب اللغة وممارستها محدثاً تأخراً عاماً في اللغة. ولكن ليس بالضرورة أن كل طفل يعاني من تأخر اللغة يعاني من التوحد.
5- ازوداجية اللغة أو ثنائية اللغة:
يؤثر تعليم الطفل لغة ثانية أو تعرضه للغة أخري غير لغته الأم في سنواته الأولى علي تعلم الطفل للغته الأم وإكتسابها مثل مشاهدة الأطفال لفيديوهات اليوتيوب للغات مختلفة مثل الصينية واليابانية والانجليزية ، وقد يؤدي هذا إلي اضطرابات في لغته الأم أو تأخرها عموماً.
أقرا ايضاً : ثنائية اللغة (ازدواجية اللغة) | متي يضر تعلم لغة ثانية طفلك؟
6- الإصابة الدماغية (إصابة الجهاز العصبي):
يحتاج فهم وتكوين الكلمات إلى وظيفة دماغية سليمة من حيث النشاط العضلي العصبي والقدرة الذهنية – حيث أن الدماغ هي موضع إدراك وفهم وتداخل عمليات الكلام – . لذلك قد يتأخر الطفل في نمو اللغة لديه عند اضطراب وظيفة الدماغ أو أحد المراكز المسئولة عن فهم ومعالجة وإرسال وممارسة الكلام.
علاج تأخر اللغة والكلام:
يتم علاج تأخر الكلام عند الأطفال عن طريق عملية التأهيل، والتي تتمثل في الجلسات المكثفة من المتخصصين، وتكون من قبل أخصائي التخاطب ، وتتمثل عادة في العديد من الخطوات والتي منها:
- دراسة الحالة
- تقييم الطفل
- عمل الفحوصات والاختبارات اللازمة والتي عادةً تتمثل في:
- زيارة طبيب المخ والأعصاب
- فحص السمع
- أختبار الذكاء
- أختبار اللغة
- تشخيص الطفل
- وضع البرامج التأهيلي التخاطبي الفردي للطفل.
أقرا ايضاً : مهارات ما قبل اللغة | مفتاح النطق والكلام لأطفال تأخر اللغة والتوحد
يقوم برنامج التأهيل الفردي علي أهداف وأنشطة تساعد علي علاج المشكلات الموجودة في اللغة للحد من تأخرها وعلاجها للوصول للطفل إلي مستوي اللغة المطلوب والمناسب لسنه.
كيف تحليل الهدف طلفل التوحد
امنه ساعدوني مشان التوحد