تخاطب

العلاقة بين التكامل الحسي والاتجاه المعرفي للغة

هل سمعت يوماً عن علاقة بين التكامل الحسي والاتجاه المعرفي للغة؟ هل تعلم كيف يمكن أن يؤثر التكامل الحسي في عملية تطور واكتساب اللغة عند الطفل خاصة في حالة وجود قصور في الحواس لديه؟ بهذا المقال نوضح لك تفصيلاً العلاقة بين التكامل الحسي واللغة.

أولاً : الاتجاه المعرفي للغة (Cognitive Theory)

يعتقد جان بياجية وهو من أصحاب هذة النظرية أن اللغة تنتج مباشرة من خلال نمو البنية المعرفية للفرد. وأن قدرة الفرد علي التصور العقلي تظهر في نهاية مرحلة النمو الحس حركي (أي في حوالي السنة الثانية من عمر الطفل). كذلك حلل بياجية التطور اللغوي مرتبطاً بالتطور المعرفي من خلال تفسيره وتصنيفه لحديث ولغة طفل في السادسة من العمر علي النحو الآتي:

  1. الحديث المتمركز حول الذات Egocentric Speech: فالطفل في تلك المرحلة دائم الحديث عن ذاتة ونفسة، فيبدأ في إجراء حوار متمركز حول ذاتة فقط. ( على سبيل المثال : أنا العبت مع أحمد وتوتا مرضيتش تلعب معايا) ، وهكذا ولا يغير السياق
  2. الإعادة والتكرار Repetition: فالطفل يقوم باعادة وتكرار بعض الحديث الذي سمعه من قبل.
  3. الحديث مع الذات (مونولوج Monologue): ففي كثير من الأحيان نجد طفل يتكلم مع ذاته وألعابه كأنها أشخاص حقيقين. ( على سبيل المثال: دبة انت يا بوبا تلعب معانا وأنا وأصحابي والأرنب حانلعب معاك).
  4. الحديث مع الذات ضمن  جماعة من الأصدقاء (Collective Monologue): مثل: طفل يبدأ الحديث عن رحلتة هو وأسرته للمصيف مع أصدقائه دون إعطاء مساحة لهم لتبادل الحديث معه.
  5. الحديث الاجتماعي (Socialized Speech): هو توظيف الكلام في شكل حوار طبيعي يناسب سياق المجتمع بحيث يتبادل معهم الحديث بشكل يسمح باعطاء المساحة لكل منهم للتعبير عن رائيه. ( على سبيل المثل: حديث مجموعة من الاصدقاء عن مشاركتهم في مبارة لكرة القدم. يقل حسين: انت يا احمد حاتبقي حارس مرمي. ويرد احمد: بس لازم محمود وحسن يخلوا بالهم كويس في الدفاع. ويرد غازي: وانا راس حربة بس حاساعد في الدفاع في الهجمات المرتدة). ويستمر الحديث في شكل تفاعلي يسمح بسماع الاخر.

ثانياً : العلاقة بين التكامل الحسي والاتجاه المعرفي للغة
The relationship between sensory integration and cognitive theory

يري كلاً من بياجيه وفيجوتسي أن فهم الاطفال للغة يخضع لعملية تطور التمثيلات الذهنية أي التخيل العقلي. فالتخيل ظاهرة صحية للطفل. وأن اللغة لكي تظهر وتكتمل دون قصور كما أوضح بياجيه لابد من كفاءة العمليات المعرفية للطفل، والتي تتمثل في الانتباه والادراك والتذكر. وتلك البنية المعرفية ترتبط ارتباط وثيق بالحواس. وأي قصور في تلك البينية هو قصور ناتج عن فرط أو نقص أو قصور في حواس الطفل. وبالتالي ذلك يؤدي الي قصور في اللغة سواء كان تاخر نمو لغوي اواضطراب نطق وكلام.

وتتضح جلياً أهمية جلسات التكامل الحسي في علاج القصور في الحواسي الذي ينعكس علي تطور نمو اللغة. وكذلك خفض القصور اللغوي للاطفال ذوي اضطرابات اللغة، وذلك لارتباط اللغة في نموها بنمو الحواس بشكل سليم. فمعالجة المعلومات في الذاكرة العاملة تتم من خلال مسارين عصبييين: غير لفظي (اللوججين) وهو المرتبط في المعالجات بالحواس والمعلومات المادية. ولفظي (اميجين) المعلومات ذات اللفظ المجرد وهي الصورة النهائية للغة في الشكل التعبيري.

عناصر البنية المعرفية الواجب تدريب الأطفال عليها:

نظراً لأن كل الشواهد السابقة تؤكد أهمية جلسات التكامل الحسي (في حالة وجد قصور بحواس الطفل) في عملية التأهيل اللغوي للطفل. وذلك يجب تقييمه الاطفال ف عناصر البنية المعرفية التالية وتدريبهم علي انشطة لتحسينها وتطويره في حالة وجد قصور بها. وتتمثل عناصر النبية المعرفية علي الاتي:

  1. الانتباه: من خلال زيادة مدة الانتباه والتركيز البصري للطفل من خلال أنشطة التكامل الحسي البصرية المختلفة. مثل: إستخدام الليزر أو الشمعة المضيئة أو النفق المظلم أو كشاف النور البسيط وتتبع الطفل لحركة الضوء الخارج منها لأعلي وأسفل ويمين ويسار لأطول فترة ممكنة، مع زيادة المدة تدريجياً، وتقديم التعزيز الفوري المناسب للطفل.
  2. الادراك: من خلال الوصول إلي الشكل النهائي للإدراك بشكل جشطلتي أي كلي او الإغلاق الادراكي. والتأزر البصري الحركي كطفل يري حاجز ويجتازه. والسمعي الحركي كطفل يسمع أمر وينفذه. والتأزر السمع بصري حركي كلعب طفل بألعاب التليفونات الذكية أو صدور أمر بتسلق حاجز مع التعزيز اللفظي المستمر أو اداء بعض المهارات الحركية علي أنغام الموسيقى. والاغلاق الادراكي علي سبيل المثال: الادراك السمعي مثل معرفة صوت الكلب من سماع صوته دون رؤيته.
    أو التأزر السمع بصري حركي، كاستخدام تطبيق كلماتي في تعلم ونطق الكلمات بالتآزر الحركي متمثل في اختيار الطفل صورة الكلمة بأصبعه، والادراك السمعي في سماع الأمر وتنفيذه من الأخصائي أو ولي الأمر. كذلك سماع صوت الكلمة والمعزز اللفظي الناطق بالتطبيق لينهي الطفل عملية الإغلاق الادراكي في معرفة الكلمة الصحيحة من خلال سماع إسمها و رؤية شكلها.
  3. التذكر: من خلال إستخدام حواس متعددة مثل حاسة الشم والتذوق في التعرف والتسمية للخضروات والفاكهة. مما يؤدي إلي سهولة استدعاء اسماء الخضروات والفاكهة من الذاكرة العاملة. فمثلاً نحضر أحد أنواع الخضروات أو الفاكهة ويفوم الطفل برؤيتها ولمسها وشمها وتذوقها ثم يتعرف عليها ويقول اسمها.
اخصائي تخاطب شريف البدري
اخصائي تخاطب شريف البدري

سوبر أخصائيين

مقالات بالتعاون مع أخصائيين متميزين في مختلف المجالات بعد تزويدهم للمنصة بمعلومات في مختلف المواضيع المنشورة.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

سوبر أخصائي - منصة التخاطب والتربية الخاصة

أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفي

متابعة
تعليم الاطفال نطق الكلمات الأولى

خطوات تعليم الأطفال نطق الكلمات الأولى | تنمية الحصيلة اللغوية

3817

- أبريل 2024 -

تخاطب -

أخصائي تخاطب - حسام محمد مصطفى

×
error: