
علاج الاندفاعية عند الأطفال | كيفية التعامل مع الطفل المندفع؟
علاج الاندفاعية عند الأطفال هو موضوع يتطلب فهمًا عميقًا للتحديات التي تواجه الأطفال الذين يعانون من هذا النوع من السلوك. يُعرف الطفل المندفع بأنه الشخص الذي يظهر سلوك فرط الحركة ويفتقر إلى القدرة على السيطرة على ردود أفعاله. هذا التحدي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال وأسرهم.
تقرأ في هذا المقال عن:
- سمات الاندفاعية عند الاطفال
- الآثار الناتجة عن الاندفاعية عند الأطفال
- علاج الاندفاعية عند الاطفال وتعديل سلوك الطفل المندفع
غالبًا ما يمكن التعرف على الطفل المندفع من خلال سلوكياته وأفعاله، حيث يتصف بالاستجابة دون تفكير مسبق والتصرف دون تفكير مسبق والحركة دون تفكير مسبق. ومع ذلك، يجب أن نميز بين الطفل المندفع والطفل الطبيعي.
الطفل المندفع يظهر ثلاث سلوكيات أساسية:
- الاندفاع الحركي: حيث لا ينتظر دوره، وقد يكون نشيطًا جدًا.
- الاندفاع الفكري أو العقلي: حيث يجيب على الأسئلة دون الاستماع إلى السؤال كاملاً.
- الاندفاع الشعوري: حيث يتجلى هذا في تعبيره عن مشاعره بشدة.
سمات الاندفاعية عند الاطفال:
الاندفاعية هي جزء من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، وتظهر بعض سمات الطفل المندفع على النحو التالي:
- الحركة الزائدة: يتسم الطفل المندفع بالحركة الزائدة وقد يقوم بضرب الأشياء أو الأشخاص من حوله.
- الفوضى وعدم التنظيم: يكون الطفل فوضويًا وغير مرتب وغير منظم.
- المخاطرة الغير محسوبة: كأن يتسلق أماكن لا يجب عليه تسلقها أو القفز من مكان إلى آخر.
- صعوبة في الثبات: يجد الطفل صعوبة في البقاء هادئًا لفترات طويلة خلال الدراسة أو المذاكرة.
- اندفاع للمخاطرة: يميل الطفل المندفع إلى اتخاذ قرارات غير محسوبة، مثل القفز من مكان إلى آخر دون تقدير للمخاطر ، يطلق عليه (طفل الحوادث) ، لانه لم يفكر في أي خطوة قبل اتخاذها حتي وإن كانت تسبب خطورة عليه.
- الاندفاع الفكري: يميل الطفل المندفع إلى الإجابة على الأسئلة دون الانتظار لاستكمالها.
- مقاطعه الآخرين أثناء الحديث: يمكن للطفل المندفع مقاطعة الآخرين أثناء الحديث وعدم الاستمرار في حوار واحد حتى النهاية.
- تشتت الانتباه: يعاني الطفل من تشتت الانتباه السمعي والبصري.
- التسبب في جو من التوتر: يمكن للطفل المندفع خلق جو من التوتر في الأسرة بسبب انفعالاته الشديدة.
- انفعالات شديدة: يتسم الطفل المندفع بانفعالات شديدة مثل الغضب والعصبية والغيرة، ويفتقر إلى الإتزان الإنفعالي.
- عدم التحكم في رغباته: يميل الطفل المندفع إلى تنفيذ رغباته دون الالتفات إلى التبعات، مثل الضرب الأخرين أو الاستيلاء على الأشياء.
- زيادة في الكلام وعدم السيطرة على نفسه.
هذه السمات هي جزء من الاضطرابات التي يمكن أن يواجهها الأطفال المندفعين.
أقرأ أيضاً : أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه والاندفاعية عند الأطفال
الآثار الناتجة عن الاندفاعية عند الأطفال:
إذا لم تتم معالجة المشكلة، فإنها ستستمر مع الطفل وتخلق لديه المزيد من المشكلات والصعوبات والتي منها:
- نقص التقدير للذات وضعف التواصل مع الأخرين لإنها تجعله مزعجًا للآباء والأمهات والأصدقاء، ولا يمكنه بناء علاقات جيدة مع الآخرين.
- مشكلات في التحصيل الدراسي وصعوبات في التعلم نتيجة عدم الانتباه ونقص التركيز والذاكرة.
- قد تؤدي مشكلة الاندفاعية إلى صعوبات أكاديمية مثل القراءة والكتابة والحساب، وتجده يخسر الكثير من الدرجات لأنه تسرع في الإجابة ، أو أنه لم ينتبه للسؤال أصلا ، تسليم الامتحان قبل انهاء الإجابة.
- لو استمرت معه مشكله الاندفاع تجعله متهور، يقوم بضرب أي احد سواء في المدرسه أو في الشارع. وهذا يسبب مشكله مع الأهل ومن الممكن أن تصل إلي القانون لأنه قام بضرب أحد ضرب مبرح أو قام بكسر ذراعه مثلا أو اصابته.
- قد يكون الطفل غير عدواني ولكنه مندفع، مما يجعله عرضة للسرقة نتيجة لقلة تفكيره في عواقب الأمور.
- إذا لم تتم معالجة مشكلة الاندفاعية في الطفولة، يمكن أن تستمر مع الشاب حتى يصبح بالغًا، مما يجعله مندفعًا في اتخاذ القرارات والتفاعل مع الآخرين، وحتى بعد الزواج، قد يكون غير قادر على التحكم في ردود أفعاله ويكون مندفعًا في القرارات المهمة.
علاج الاندفاعية عند الاطفال وتعديل سلوك الطفل المندفع:
علاج الاندفاعية عند الأطفال وتعديل سلوك الطفل المندفع يشمل مجموعة من الأساليب والتدابير التي تهدف إلى تحسين سلوك الطفل وتقليل مظاهر الاندفاع. إليك بعض الخطوات والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لعلاج الاندفاعية عند الأطفال:
1 – الاختبارات والعلاج الدوائي:
يبدأ العلاج بالتشخيص باستخدام اختبارات لقياس مستوى الذكاء واضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه (ADHD). في حالة وجود نسبة عالية من فرط الحركة وقلة الانتباه، يمكن أن يُقرر الطبيب توجيه العلاج الدوائي للطفل لتهدئته. يتم كتابة الدواء بوصفة طبية حسب عمر الطفل ومشكلاته وهذا يكون لفترة معينة وتحت إشراف ومتابعة الطبيب. يكون نسبة فاعلية الدواء عادة لا تزيد عن 25% من علاج الطفل.
2 – الارشاد الأسري:
- يتطلب الأمر التفاهم من قبل الوالدين بأن هذه المشكلة هي مشكلة سلوكية وليست سلوك دلع أو عناد من الطفل.
- يجب تجنب الضرب للطفل المندفع، حيث أن العنف قد يزيد من تفاقم مشكلته ويجعله عدوانيًا.
- الحزم بدلاً من العنف: عندما يقوم الطفل بضرب أخوته، يُفضل استخدام الحزم معه وليس العنف. يمكنك مثلاً أن تمسك يده وتقم بإيجاد تواصل بصري بينك وبينه. ثم تقوم بسؤاله السؤال التالي: “هل السلوك الذي قمت به صحيح أم خطأ؟!”
- الصبر مع الطفل مهم لأن الضرب أو الانتقاص منه يؤدي إلى نقص في تقدير الذات أو اكتئاب.
- التحاور مع الطفل في كل فعل يقوم به، وتسجيله ومناقشته فيما يتعلق بالعواقب.
- اللمس والاحتضان والتقبيل يلعبوا دوراً في تهدئة الطفل المندفع الذي يمكن أن يكون متوترًا عاطفيًا وقلقًا وعصبيًا.
- تدريب الطفل علي كيفية إدارة الحوار مع الاخرين وتبدل الأدوار اثناء مواقف الكلام ، يتكلم قليلاً ويستمع قليلاً ولا يقاطع الأخرين.
- تنمية الثقة بالنفس عند الطفل.
أقرا أيضا: 10 نصائح لزرع الثقة بالنفس عند الأطفال
3 – تعديل سلوك الاندفاعية عند الاطفال:
الهدف من تعديل السلوك هو التخفيف من شدة الاندفاعية عند الطفل ، وكذلك إعادة بناء العلاقة بين الأم والطفل من البداية، وضمان رضا الطفل عن نفسه واستعادة ثقته في نفسه مرة أخرى. ولتحقيق ذلك، يجب إعداد جدول يشمل أيام الأسبوع وكتابة خمس سلوكيات جيدة على الأقل (جداول لتعزيز). يجب مكافأة الطفل علي كل سلوك جيد بوضع علامة (صح) ونجمة أو استيكر، مع وضع جنيه في الحصالة كمكافأة. بالنسبة للسلوك السيء، يجب تسجيله وعندما يتم تصحيحه، يتم وضع علامة (خطأ) وتخفيض مبلغ من الجنيهات في الحصالة. يتم التغاضي عن السلوكيات السيئة في بعض الأحيان، وإذا اعتذر الطفل أو أظهر سلوكًا جيدًا، يمكن مسح السلوك السيء. هذا النهج يهدف إلى إعادة بناء ثقة الطفل بنفسه وتعزيز تقبله للنفس. يجب الاستمرار في هذا البرنامج لمدة أربعة أسابيع علي الأقل.
تمارين وأنشطة عملية لعلاج الاندفاعية عند الاطفال:
- أجلس الطفل أمامك وأطرح عدة أسئلة عليه. أتفق مع على أنه لا يجيب إلا بعد سماع كلمة “جاوب” منك. هذا النهج يهدف إلى تعليم الطفل الانتظار وعدم التسرع في الإجابة عن الاسئلة وكذلك انتظار دوره.
- نتفق مع الطفل المندفع على أنه يجب عليه الانتظار لبعض الوقت (العد من واحد إلى عشرة) قبل الرد على الأسئلة. الهدف من هذا التدريب هو تعليمه السيطرة على نفسه والتفكير قبل الرد.
- يتضمن قراءة 10 جمل للطفل ببطء شديد، ويجب عليه قراءتها بنفس البطء.
- تدريب الطفل علي السير من حائط إلي حائط آخر ويضع قدم امام الأخرى أثناء المشي، حتي يتم تدريبه علي المشي بهدوء.
- يتضمن وضع كتاب على رأس الطفل ويجب عليه المشي مسافة 3 متر دون أن يسقط الكتاب.
- يتضمن طرح أسئلة على الطفل دون السماح له بالإجابة بنعم أو لا. بدلاً من ذلك، يجب عليه الرد باستخدام عبارات مثل “بالتأكيد” أو “ابدأ” أو “ممكن”.
- يتعلق بتدريب إشارات المرور، حيث يجب على الطفل الوقوف عندما يتم رفع بطاقة إشارة المرور باللون الأحمر والمشي عندما يتم رفعها باللون الأخضر.
- يتعلق بطرح أسئلة على الطفل يتعين عليه الإجابة بنعم أو لا باهتزاز الرأس.
- تدريب الطفل على التحلي بالصبر من خلال تأخير تلبية رغبته في شيء يحبه مثل الشوكولاتة لوقت معين ، حيث نقوم بتحضيرها له ثم نخبره أنه إذا صبر لمدة ساعة قبل تناولها، سنمنحه جنيهًا. في اليوم التالي، نحضر نوع الشوكولاتة التي يحبه مرة أخرى ونسأله: “هل تريدها؟” بالطبع، سيجيب بنعم. ثم نقول له إذا صبر لمدة ساعتين سنمنحها له مع جنيهين. ونستمر بهذا النهج يوميًا مع زيادة في الوقت المطلوب للصبر، حيث يصبح ثلاث ساعات في اليوم الثالث وزيادة تدريجية.
- تدريب الأدوار يشمل تقسيم مهمة أو لعبة بين الطفل المندفع وأشقائه، حيث يتعين عليه الانتظار لدوره. يمكن أيضًا استخدام أقلام الألوان حيث يتم رسم دوائر على ورقة وكل طفل يقوم بتلوين الدائرة التي تحمل اللون المكتوب عليها بالترتيب، ويظل الطفل المندفع في انتظار دوره. يمكن تكرار هذا التدريب أكثر من مرة لتعزيز مهارة الانتظار والمشاركة الفعّالة.
هذه التدريبات العملية تستهدف تحسين قدرة الطفل المندفع على التحكم في تصرفاته والتفكير قبل العمل، وتعزز السيطرة على الذات.
وبهذا نكون انتهينا من عرض خطوات تعديل سلوك وعلاج الاندفاعية عند الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل المندفع والمتسرع بطريقة سليمة.