عام

الإعاقة البصرية | تعريف ، تصنيفات ، خصائص ، احتياجات ، أسس تعليم

الإعاقة البصرية هي من الإعاقات التي تصيب الفرد وتؤثر علي مختلف جوانب حياته. حيث يعتمد إدراك الإنسان لعالمه علي المعلومات التي يستقبلها عبر الحواس المختلفة ، وأي قصور أو خلل يحدث في أحدي هذه الحواس ينجم عنه صعوبات وأثار نفسية واجتماعية وسلوكية. خاصة في فقدان حالة البصري التي تلعباً دوراً كبيراً في فهم الانسان للبيئة من حوله والتعامل معها بشكل فعال وتجنب المخاطر الموجودة بها. وفي هذا المقال نقرأ عن:

تعريف الإعاقة البصرية Visual impairment

تُعرف الإعاقة البصرية (Visual impairment) على أنها حالة يفقد الفرد فيها المقدرة على استخدام حاسة البصر بفاعلية ، بما يؤثر سلبا في أدائه ونموه. بحيث يكون الشخص لديه حدة بصر تبلغ 200/20 أو أقل في العين الأقوى بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة. أو لديه حقل إبصار محدود لا يزيد عن20 درجة أو لديه حدة بصر أحسن من 200/20 ولكن أقل من 70/20 في العين أقوى بعد لإجراء التصحيح اللازم. مما يحتم علي الفرد الاعتماد علي حواس أخري للتعلم وممارسة انشطة الحياة المختلفة مثل تعلم القراءة والكتابة عن طريق برايل.

تصنيفات الإعاقة البصرية

1- من حيث شدة الإعاقة:

– فئة المكفوفين Blind:

وهو الذي فقد حاسة البصر كلياً. بحيث تؤثر بشكل ملحوظ علي نموه وأدائه في مختلف جوانب حياته. ولذلك فأنه يحتاج إلي أساليب تعليمية لا تعتمد علي حاسة البصر.

– فئة المبصرين جزئياً Partially Sighted:

وهو الذي فقد حاسة البصر جزئياً، ويستطيع ممارسة حياته بشكل أقرب إلي الطبيعي مع تعلم القراءة والكتابة من خلال المعينات البصرية المتمثلة في النظارات الطبية أو وسائل التكبير.

2- من حيث العمر عند الأصابة:

– الإعاقة البصرية الخلقية (الولادية):

وهي تحدث مع الميلاد أو في مرحلة مبكرة من عمر الطفل قبل دخوله المدرسة ، قبل أن يتعرف الطفل علي المدركات والمفاهيم البصرية المختلفة.

– الإعاقة البصرية المكتسبة:

وهي تحدث بعد سن السادسة. بعد أن يتعرف الطفل علي المدركات والمفاهيم البصرية المختلفة. بحيث يكون لديه مخزون بصري جيد وخبرات بصرية تساعده علي النمو والاداء بشكل أكثر سهولة ويسراً.

خصائص ذوي الإعاقة البصرية

أن الأعاقة البصرية مثلها مثل العديد من الاعاقات والاضطرابات الاخري التي تؤثر في حياة الفرد كلها. تجعله يتسم بخصائص عقلية ، حركية ، لغوية ، انفعالية ، اجتماعية وأكاديمية تربوية مختلفة تميزه عن دونه من الأفراد. كما تخلق لديه مجموعة من التحديات والاحتياجات التي تحتاج إلي تدخلات طبية وتأهيلية وتربوية مختلفة. فيما يلي أهم نقاط تلك الخصائص والأحتياجات.

1- الخصائص العقلية:

عند تطبيق الجزء اللفظي من اختبارات الذكاء ، غالباً ما يتضح انه لا يوجد اختلاف كبير بين ذكاء المعاقين بصرياً وبين المبصرين. ومع ذلك يعاني المعاقيين بصرياً من مشكلات في مجال إدراك المفاهيم ومهارات التصنيف للموضوعات المجردة التي تتعلق بالحيز والمكان والمسافة. ولكن جانبي الانتباه والذاكرة السمعية يعدوا من العمليات العقلية التي يتفوق فيها ذوي الاعاقة البصرين علي المبصرين بسبب اعتماده بشكل كبير علي حاسة السمع.

 
وفيما يخص أحتياجات المعاقين بصرياً في ذلك الجانب. فأنه لا يظهر احتياجاً كبيراً أو نقصاً شديداً لدي المعاق بصرياً عدا الحاجة إلي تبسيط وايضاح المفاهيم البصرية المجردة.

2- الخصائص الجسمية:

لا يختلف نمو المعاقين بصرياً كثيراً عن نمو المبصرين في الجانب الجسمي من حيث الطول والوزن. كما يسير كلاهما بشكل طبيعي ، ولكن القصور يظهر في الجوانب الحركية عند المعاق بصرياً ، والتي تتمثل في القدرة علي التناسق الحركي ، والتأزر البصري الحركي ، توجيه الذات وحرية الحركة وكذلك تظهر لديهم سلوكيات نمطية ولزمات حركية. على سبيل المثال : الحركة المستمرة بالجزء العلوي من الجسم ، فرك العينين ، اللعب بالاصابع ، ضرب الركبتين ببعض.

وفيما يخص أحتياجات المعاقين بصرياً في ذلك الجانب. فأنهم يحتاجوا إلي تدريبهم علي الانتقال في البيئة وتوفير الأنشطة الرياضية المعدلة التي تتيح للمعاقين بصرياً فرصاً أكبر للنشاط والفاعلية الحركية.

3- الخصائص اللغوية:

تشبه لغة المعاقين بصرياً إلي حد كبير لغة المبصرين ، ولا يعانون من مشاكل واضحة في الاداء اللغوي. ولكن تختلف طريقة تعلم اللغة للمعاقين بصرياً وخاصة الأطفال عن المبصرين. فـ بينما يستطيع المبصر التعرف علي المفاهيم اللغوية وإدراكها من خلال العديد من المدخلات البصرية والسمعية مما يجعل إكتسابها أمراً يسيراً. إلا أن المعاق بصرياً يعتمد في طريقه تعلمه علي اسلوب فريد يحتاج فيه إلي العديد من الحواس كحاسة اللمس والشم والتذوق لدمج المعلومات وتكوين المفهوم الذي يميز شئ معين. ولصعوبة الأمر احياناً و وجدود بعض المفاهيم البصرية المجردة ، بعض المعاقين بصرياً لا يدركون بتاتاً بعض المفاهيم البصرية المرئية مثل الألوان.

 
وفيما يخص أحتياجات المعاقين بصرياً في ذلك الجانب. فأنهم يحتاجوا إلي اثراء الجانب اللغوي لديهم بالوسائل والطرق المناسبة التي تعتمد علي العديد من الحواس ، وكذلك تبسيط المفاهيم البصرية المرئية التي ليس لها مدلول حسي ، سمعي أو شمي أو تذوقي ومحاولة ايضاحها للمعاقين بصرياً.

4- الخصائص الاجتماعية:

يعاني بعض المعاقين بصرياً من مشكلات التوافق، والتي تتمثل في عزوفهم عن الانخراط في الجماعة. كما قد يشعر بأن الأخرين لا يهتمون به ، وبجانب عدم شعور المعاق بصرياً بالأمان واعتماده المعاق بصرياً علي والديه واسرته بشكل اساسي في فترات عمره المبكره وتأثير ذلك علي نموه الاجتماعي ، فأنه عندما ينتقل من بيئة الأسرة إلي مجتمع الزملاء وبيئات العمل ، يلاحظ عليه تأخراً في بعض الجوانب الأجتماعية.


وفيما يخص أحتياجات المعاقين بصرياً في ذلك الجانب. فأنهم يحتاجوا إلي إشراكهم في مواقف اجتماعية مختلفة وفي بيئات مختلفة، مما يعزز قدرتهم علي التفاعل الأجتماعي مع الأخرين.

5- الخصائص الانفعالية:

لا يختلف النمو النفسي للمعاقين بصرياً عن دونهم من المبصريين أختلافاً كبيراً ، ولكن قد تظهر عليهم بعض المشاعر نتيجة للتحديات التي يمر بها نظراً لإعاقتهم. وتتمثل في مشاعر عدم الثقة بالنفس والدونية وعدم احترام الذات ، انخفاض مفهوم الذات ودرجة التوافق النفسي، وكذلك مشاعر القلق لعدم وضوح مستقبله المهني والاجتماعي.

 
وفيما يخص أحتياجات المعاقين بصرياً في ذلك الجانب. فأنهم يحتاجوا زيادة اعتمادهم علي انفسهم وتقليل الحماية الزائدة، واشاركهم في انشطة مختلفة منذ الصغر لزيادة الثقة بالنفس، والارشاد النفسي المستمر لجعل المعاق بصرياً ينظر إلي مشكلته نظره موضوعية تبعده عن شعور النقص والدونية.

6- الخصائص الأكاديمية:

التحصيل الأكاديمي لدي المعاق بصرياً  أقل منه لدي الفرد العادي، ولكن اذا توافرت المواد التي تساعد المعاق بصرياً  علي استقبال المعلومات والتعبير عنها ، قد يقترب حينها اداء الفرق المعاق بصرياً من اداء الفرد المبصر. وتظهر مشكلات التحصيل الأكاديمي لدي المعاقين بصرياً في صورة بطئ معدل القراءة واخطاء القراءة الجهرية، وصعوبة ادراك المفاهيم البصرية المرئية، وانخفاض مستوي التحصيل الدراسي.

وفيما يخص أحتياجات المعاقين بصرياً في ذلك الجانب. فأنهم يحتاجوا توفير المواد التي تساعدهم علي اكتساب المعرفة ، استقبال المعلومات المختلفة وسهولة التعبير عنها.

أقرا أيضاً : مشكلات وتحديات الإعاقة البصرية

أسس تعليم ذوي الإعاقة البصرية

1- التركيز على المعلومات التي يمكنه اكتشافها واكتسابها من خلال استخدامه الحواسه والاستدلال عليها.

2- تدريب حاسة اللمس عن التلاميذ المكفوفين في المراحل العمرية المبكرة.

3- في حالة إدماج معاقى البصر في فصول المبصرين يجب ألا يعفي من أي نشاط.

4- يجب إعطاء المعاق بصرياً أقصى فرص الاستقلالية وعدم المبالغة في مساعدتهم والاهتمام بهم.

5- الاهتمام بتوفير إجراءات الأمان لهم.

6- عدم الاقتصار على الشروح الشفهية.

7- يجب ألا يبدأ المعلم مع التلميذ الكفيف بما هو صعب ومستحيل بل بما يمكن تحقيقه

8- تنمية المهارات الأساسية للأطفال المكفوفين من خلال تطوير علاقاتهم ببعض المواد والأدوات والأجهزة العادية.

9- تنمية المستوى اللغوي للتلميذ المكفوف أثناء تعامله مع أشياء معينة أو أدائه لعمليات معينة.

10- يجب أن يكون معلم المكفوفين متمكناً من مهارات القراءة والكتابة بطريقة بريل، واستخدام الآلات الكاتبة والكمبيوترات التي تتعامل بطريقة بريل.

11- يجب على أسرة المكفوفين أن تكون قادرة على التعامل مع أبنائهم بطريقة بريل.

12- توفير المواد التعليمية التي تتناسب مع قدرات المكفوفين.

13- توفير فريق العمل المؤهل والمدرب علي التعامل مع المعاق بصرياً في مختلف جوانب حياته اللغوية والنفسية والاجتماعية والمهنية.

14- التكامل بين المناهج وقدرات المعاق بصرياً واحتياجات سوق العمل. بهدف ألحاقهم بالأعمال التي تتناسب مع طبيعة اعاقتهم فور انهائهم تعليمهم. حتي يستطيعوا المشاركة في المجتمع ويصبحوا افراد ذي فاعلية وتأثير مما يرفع من احساسهم بالتوافق وتقبلهم لذاتهم.

15- اكتشاف مواهب المعاقين بصرياً اثناء مرحلة الدراسة والعمل علي تنميتها. فقد يتسم بعضهم بالقدرة الجيدة علي الحفظ نتيجة جودة جانبي الانتباه والذاكرة السمعية لديهم.

16- تفعيل دور الأخصائي الأجتماعي والأخصائي النفسي بالمدرسية، لتوفير الارشاد والدعم النفسي المناسب الذي يساعدهم علي تحقيق المزيد من التحصيل والانجاز.

17- تضمين المناهج التعليمية لمفاهيم يسهل علي المعاق بصرياً فهمها وتبسيط المفاهيم البصرية المجردة.

أقرأ أيضاً : مفاهيم خاطئة وحقائق حول الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر

أخصائي التخاطب حسام محمد مصطفي
أخصائي التخاطب حسام محمد مصطفي

أخصائي تخاطب - حسام محمد مصطفى

أخصائي تخاطب وتربية خاصة ، مدير مركز هووب للتخاطب وتنمية المهارات ، مبرمج تطبيق كلماتي لتعليم الأطفال الكلام ، مبرمج ومصصم منصة سوبر أخصائي للتخاطب والتربية الخاصة

تعليق واحد

  1. في حالة تلميذ أصيب بالعمى وانقطع عن الدراسة بسبب التداوي وعلى أمل الشفاء ، المديرة تنتظر رجوعه إلى الدراسة ، في الإمتحانات ماذا تضع له في خانة العلامات ، لم تستطع أن تضع له علامة الصفر بل وضعت له علامة واحد (01) ما رأيك في تصرف المديرة؟؟؟!!! أريد إجابة ورأيك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

سوبر أخصائي - منصة التخاطب والتربية الخاصة

أخصائي التخاطب - حسام محمد مصطفي

متابعة
الفرق بين العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي للاطفال

الفرق بين العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي للاطفال

1848

- أكتوبر 2023 -

عام -

سوبر أخصائيين

×
error: