اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه | مفهوم ، أسباب ، خصائص ، تشخيص ، علاج
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من المشكلات التي تصيب العديد من الأطفال، وللتعامل مع هذا الاضطراب بشكل سليم، لابد من معرفة وفهم هذا الاضطراب وإستكشاف جوانبه المختلفة بدءًا من التعريف وصولاً إلى الأسباب والخصائص الرئيسية لهذا لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وكذلك معرفة أعراض هذا الاضطراب عند الاطفال وكيفية التشخيص السليم له، وأهم الخيارات المتاحة للعلاج. بجانب معرفة أهم النصائح حول كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال وتقديم الدعم لهم في كافة جوانب حياتهم الأسرية والمدرسية المختلفة، وجميع ما سبق سوف نوضحه في المقالة كما يلي:
أضغط علي الجزء المراد القراءة عنه للانتقال إليه.
ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، المعروف أيضًا باسم اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (Attention-Deficit Hyperactivity Disorder أو ADHD)، هو حالة تصيب الأفراد وتؤثر على قدرتهم على التركيز والتنظيم الذاتي. يتميز هذا الاضطراب بعدم القدرة على الانتباه بشكل كافٍ لفترات طويلة، وتجنب القيام بأنشطة تتطلب التركيز المستمر، والاندفاعية، والحركة الزائدة التي عادةً ما تكون بدون هدف محدد.
فئة الأطفال ذوي اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة هي واحدة من أكثر الفئات التي تحتاج إلى اهتمام من قبل العلماء والمتخصصين في مجال التربية الخاصة. ذلك لأنهم يحتاجون إلى برامج علاجية مناسبة تساعدهم على حل المشكلات الخاصة بهم (السلوكية، والنمائية، والأكاديمية).
يعاني الأطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من مشكلات سلوكية تتمثل في عدم القدرة على الانتباه للتفاصيل الدقيقة، وسهولة تشتت الانتباه بأي مثير خارجي، والاندفاعية، والاستهتار بالقواعد الاجتماعية،وكثرة الكلام، وفرط النشاط، وتجنب الانخراط في أنشطة تتطلب جهدًا ذهنيًا مستمرًا مثل الدراسة.
وأيضًا يعاني هؤلاء الأطفال من قصور في الوظائف التنفيذية يؤدي إلى قصور في تنظيم الذات، وعجز في القدرة على تنظيم السلوك، مما يؤدي إلى قصور تام في التخطيط لأداء مهام التذكر، فينتج عنه ضعف في الذاكرة وزيادة في النسيان.
إذاً، فإن اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة هو اضطراب نمائي يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ويمكن اكتشافه من قبل المعلمين، ويمتد حتى مراحل متقدمة. يتسم الاضطراب بتشتت الانتباه، أي عدم قدرة الفرد على التركيز لمدة طويلة، والحركة الزائدة التي تكون بدون هدف وبشكل يتجاوز المعتاد بين أقرانه، مما يجعله مندفعاً ويستجيب للأشياء بدون تفكير مسبق. وينتج عن ذلك ضعف في التحصيل الدراسي، وسلوكيات اجتماعية غير مقبولة، وضعف عام في الذاكرة.
أقرأ أيضاً : الفرق بين فرط الحركة والشقاوة؟ | فروق علمية دقيقة!
أسباب حدوث اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:
رغماً من صعوبة تحديد السبب الفعلي لذلك الإضطراب ، إلا انه أُجريت العديد من الدراسات لمحاولة الكشف عن المسببات ومن بين هذه الأسباب:
- الأسباب الوراثية: فالوراثة تلعب دورًا في ظهور اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، حيث وجود جين مشترك في كثير من الحالات يُعرف بـ LPHN3، ويُتوقع أن يكون مسئولًا عن نحو 9% من حالات نقص الانتباه.
- الأسباب البيئية: هناك عوامل بيئية يُعتقد أنها تسهم في حدوث ذلك الاضطراب مثل: تعرض الدماغ للإصابات خلال الحمل أو عند الولادة، وتناول الأم للأدوية والعقاقير، إصابة الأم بالأمراض أثناء فترة الحمل، نقص الأكسجين، وجود خلل في وظائف المخ والاختلال الكيميائي للناقلات العصبية، والتعرض للتسمم بالتوكسينات.
كلماتي - تعليم الأطفال الكلام
خصائص أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه:
اجتمعت الدراسات على أن أهم خصائص الأطفال ذوي تشتت الانتباه وفرط الحركة هي كما يلي:
- يجد صعوبة في البقاء جالسًا.
- غالباً ما يظهر عليه التململ أو العصبية بحركات عبر يديه أو قدميه أو يتلوى في مقعده.
- يتحدث كثيرًا وبصورة مفرطة.
- غالبًا ما ينتقل من نشاط إلى آخر قبل انهاء او استكمال أي منها.
- لديه صعوبة في البقاء مركزًا خلال أداء المهام أو خلال أنشطة اللعب.
- يجد صعوبة في اتباع التعليمات وتنفيذها.
- من السهل تشتت انتباهه بأي مثيرات خارجية.
- غالبًا ما يقاطع أو يتدخل فيما يفعله الآخرون.
- غالبًا ما يجيب على الأسئلة باندفاع وبدون تفكير وقبل الانتهاء من طرح السؤال.
- يواجه صعوبة كبيرة في انتظار دوره في المواقف الاجتماعية أو الألعاب.
- غالبًا ما يقحم نفسه نحو أنشطة خطرة دون تقدير لخطورتها.
أقرا ايضا: جميع أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه والاندفاعية عند الاطفال
تشخيص الأطفال المصابين باضطراب ADHD:
تشخيص اضطراب تشتت الإنتباه وفرط الحركة يتطلب دراسة حالة تتضمن معلومات مفصلة عن سلوك الطفل، ومعرفة القدرات العقلية والتعليمية له. ورغماً من تعدد الأساليب التشخيصية لهذا الاضطراب، يمكن القول بأن التشخيص الآمثل هو الذي يعتمد علي عده أساليب تشخيصية وهما كالآتي:
أولاً: الفحص الطبي Medical Exam:
يقوم به الطبيب عن طريق إجراء الفحوصات الطبية للتأكد من عدم وجود بعض الآمراض الأخرى التي تتشابه أعراضها مع اعراض اضطراب تشتت الإنتباه وفرط الحركة مثل مرض الصرع.
ثانياً: الملاحظة Observation:
يعتبر أسلوب الملاحظة أمرًا هامًا ودقيقًا في عملية التشخيص والقياس. فالملاحظة المباشرة لسلوك الطفل في العديد من السياقات والبيئات المدرسية، مثل الصفوف الدراسية وساحات اللعب وغرف الطعام، إلى جانب تسجيل يومي دقيق لتصرفات الطفل في البيئات المتنوعة التي يتواجد فيها، يمكن أن يساهمان بشكل كبير في تحديد الأعراض السلوكية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
ثالثاً: المقابلة الإكلينيكية Clinical Meeting:
أثناء المقابلة، يقوم الآباء بعرض الطفل على طبيب نفسي بهدف الحصول على معلومات حول الخصائص النفسية للطفل وتفاعلات الأسرة معه.
رابعاً: التشخيص التربوي Educational Diagnosis:
وفيه يتم استخدام الاختبارات التربوية المقننة والمخصصة لتحديد اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة بعد إجراء عملية الملاحظة لسلوك الطفل.
خامساً: تطبيق مقاييس التقدير المقننة Rating Scales:
يتم التعرف على الخصائص السلوكية المميزة للاضطراب من خلال مجموعة من الاختبارات النفسية، مثل: اختبار قياس فرط الحركة وتشتت الانتباه، واختبار الذكاء، واختبارات التوافق الاجتماعي والعاطفي، بالإضافة إلى الاختبارات المخصصة لتقدير الصعوبات المرتبطة بتشتت الانتباه وفرط الحركة.
أضاف الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية الأمريكية في نسخته الخامسة عدة شروط يجب مراعاتها عند إجراء عملية التشخيص، وهي كالتالي:
- يجب أن تبدأ أعراض الاضطراب قبل سن 12 سنة.
- يجب أن تستمر جميع الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل.
- يجب أن تظهر الأعراض على الأقل في بيئتين مختلفتين، مثل المنزل والمدرسة.
- يجب أن تكون الأعراض قد أثرت بشكل واضح على مستوى الأداء الاجتماعي أو الأكاديمي أو المهني أو الوظيفي للفرد.
- يجب استبعاد أيه أمراض أو حالات أخرى كمصدر محتمل للأعراض مثل الفصام أو أي اضطراب عقلي أخر.
وبذلك فأن عملية تشخيص اضطراب تشتت الإنتباه وفرط الحركة تتطلب جمع ملاحظات من متخصصين متعددين، بما في ذلك الأطباء والأخصائيين النفسيين والتربويين. هذا بالإضافة إلى ضرورة إشراك الوالدين والمعلمين في العملية لضمان وضع تشخيص دقيق للطفل.
تنويه: تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ومتابعة حالة الطفل وتأهيله يتم عن طريق فريق مكون من العديد من التخصصات، لا يجب الاعتماد علي المعلومات المدرجة في هذه المقالة فقط بغرض التقييم أو التشخيص أو التأهيل أو العلاج دون الرجوع للمختص!. هذه المعلومات إسترشادية وغرضها التوعية بذلك الاضطراب والاكتشاف المبكر له، ننصحك دائماً بالرجوع للمتخصصين والمتابعة معهم.
علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال:
لا يوجد علاج شافٍ يمكن أن يزيل هذا الاضطراب بالكامل، ولكن هناك طرق علاجية يمكن من خلالها التحكم في الأعراض المرضية. وتشمل هذه الطرق:
- العلاج الدوائي.
- العلاج الغذائي.
- برامج تعديل السلوك.
- البرامج التربوية.
- برامج الإشادة الأسرية.
- العلاج السلوكي المعرفي.
وتوضيحاً لما سبق، لضمان تحقيق أقصى استفادة للأطفال الذين يعانون من ذلك الاضطراب، يجب توفير العوامل التالية:
- الإرشاد النفسي التربوي: توجيه الاهتمام والدعم لأولياء الأمور والمعلمين الذين يتعاملون مع الطلاب التي تعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وذلك لفهم طبيعة ذلك الاضطراب والمشكلات المصاحبه له وكيفية التعامل مع الاطفال التي تعاني من بطريقة صحيحة.
- جلسات تنمية المهارات: إلحاق الطفل بجلسات تنمية مهارات للعمل علي تقليل الاندفاعية وزيادة التركيز والانتباه. ويمكن أن تتضمن هذه الجلسات أيضًا تمارين لتقوية الذاكرة السمعية والذاكرة البصرية، وكذلك تنمية التدوير العقلي.
- تقليل استهلاك المواد الحافظة والسكريات: يجب تجنب أو تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالسكريات والمواد الحافظة مثل: الشوكولاتة والشيبسي.
- ممارسة الرياضة: إلحاق الطفل بأحدى الرياضات الجماعية المفضلة لديه. حيث تعمل الرياضة علي تفريغ الطاقة التي لديه كما تكسبه القدرة علي القيام بحركات مضبوطة وبها هدف بدلاً من الحركات العشوائية التي بلا هدف التي يقوم بها.
- المشاركة في الألعاب الجماعية: إلحاق الطفل بالألعاب الجماعية يمكن أن يساعد في تقليل الاندفاعية وزيادة العلاقات الاجتماعية. حيث يساعد الطفل علي اكتساب مهارات اجتماعية جيدة من الآخرين، وتعلم تنفيذ الأوامر، والانتظار، احترام الدور.
- تطوير المهارات الاجتماعية (Social Skills): يجب تدريب الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية التي قد تكون مفقودة لديهم. مثل: كيفية ادارة الحوار مع الاخرين، واحترام شئون الأخرين من حولهم وخصوصياتهم، والتحكم في الفضول الزائد لديهم.
- الاشغال المستمر: وذلك عن طريق توفير أنشطة مستمرة في المنزل والمدرسة للأطفال لمساعدتهم في تفريغ الطاقة لديهم.
- التأكيد على أهمية النظام: تدريب الأطفال علي التخطيط والتنظيم، حيث يحتاج كثيرون منهم إلى نظام خارجي يساعدهم على تنظيم أوقاتهم.
تلك الإجراءات والتدابير يمكن أن تساعد في تحسين جودة حياة الأفراد الذين يعانون من ذلك الاضطراب.
أقرا ايضاً : 30 نشاط لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الاطفال
كيفية التعامل مع الاطفال التي تعاني من اضطراب ADHD:
- التقليل من المؤثرات المشتتة: توفير بيئة وغرفة هادئة وخالية من المشتتات من حول الطفل، وذلك في المنزل، والفصل، وغرفة المذاكرة.
- تجزئة المهام: تقسيم الأعمال أو المهام إلى أجزاء وخطوات صغيرة. فذلك يساعد الأطفال على التركيز على مهمة واحدة والقدرة علي القيام بها بنجاح.
- تعزيز النجاح: يجب المكافاة علي النجاح حتى لو كان صغيرًا. إذا كان الطفل يواجه الفشل بشكل مستمر، فإنه يحتاج إلى المزيد من الدعم والتشجيع والمدح والمعاملة الإيجابية. فالمديح والتشجيع يلعبان دورًا كبيرًًا في تحفيز أداء الطفل الجيد وتحفيزه علي بذل المزيد من الجهد.
- تبسيط التعليمات: يجب تبسيط التعليمات والتوجيهات والخيارات المتاحة للأطفال. كما يمكنك كتابة التعليمات ووضعها في أماكن يسهل للطفل رؤيتها وتذكرها باستمرار.
- استراتيجيات التذكر والحفظ: يجب تدريب الأطفال علي استراتيجيات مختلفة لمساعدتهم علي الحفظ والتذكر.
- توفير النظام والتنظيم: يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى بيئة منظمة. قم بإعداد قوائم وجداول مصورة تساعد الأطفال على تنظيم أوقاتهم وحياتهم.
وبهذا نكون انتهينا من عرض تعريف واسباب وخصائص واعراض وكيفية تشخيص وعلاج الاطفال ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.